رئيس معهد الفلك المصري لـ"العين الإخبارية": رحلة المستكشف راشد تستنهض الهمم العربية
عندما تطلق الإمارات المستكشف راشد، لتشارك في التوجه العالمي نحو إنهاء القطيعة العلمية للمهام الفضائية للقمر، تكون ألقت حجرا في المياه الراكدة لاستنهاض الهمم العربية كما يؤكد جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر.
ومنذ رحلة مركبة الفضاء "أبولو 11 "، التي حملت رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج إلى القمر، في 20 يوليو/تموز 1969، انقطعت مهام القمر الفضائية، حتى استئنفتها الصين في 2018، من خلال رحة المركبة " تشانج آه-4"، وقبل نحو أسبوع عادت أمريكا لتستأنف هي الأخرى الرحلات إلى القمر بعد قطيعة طويلة من خلال رحلة " أرتيميس 1 "، وستكون رحلة المستكشف راشد، إضافة مهمة في مجال انهاء تلك القطيعة.
ويقول القاضي لـ"العين الإخبارية": "بعيدا عن القيمة العلمية لكون دول عربية تشارك في إنهاء تلك القطيعة الطويلة بين المراكز البحثية والمهام الفضائية للقمر، فإن مردودها سيكون ايجابيا على المراكز البحثية العربية".
ويضيف: "كرئيس للرابطة العربية لعلوم الفلك والفضاء، ومسؤول عن أحد أهم المراكز البحثية الفلكية في العالم العربية، تمنحني مثل هذه الأخبار طاقة إيجابية نحو مزيد من المشاركة في الأنشطة البحثية الفلكية الدولية".
ويعود القاضي 53 عاما إلى الوراء عندما شارك معهده من خلال تلسكوب القطامية الفلكي، التابع له، في تحديد موقع هبوط رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج على القمر.
ويقول: "نسعى حاليا لاستعادة هذه الانجازات، وتحقيق نجاحات تفوق هذا الإنجاز من خلال مشروعنا الجديد لبناء تلسكوب يفوق تلسكوب القطامية حجما في أحد جبال جنوب سيناء، حيث سيتيح التلسكوب الجديد الذي تبلغ عرض مرآته 6.5 متر، مشاركة مصرية فعاله في دراسة أعماق الكون، لفترات تتعدى الفترة التي يتيحها تلسكوب القطامية الذي لا تتجاوز عرض مرآته 2 مترا، ويتيح فقط الدراسة حتى عمق 25 مليون سنة ضوئية، ولا شك أن رحلة المستكشف راشد تمنحنا طاقة إيجابية نحو التسريع بانجاز هذا المشروع الطموح".
ولا يشعر القاضي بالقلق من إمكانية حدوث تعثر لمهمة "المستكشف راشد"، كما حدث في 2019 مع المهمة الهندية إلى القمر، وقال: "كانت المشكلة الهندية في فقد الاتصال مع المركبة، ولكن أثق في أن الخبرة التي اكتسبها الإماراتيون من مشروع مسبار الأمل، ستجعل مهمة القمر أسهل".
وحول مدى تأثير تضاريس القمر الوعرة على استقرار المركبة عند الهبوط على سطح القمر، قال القاضي: "شاركنا من خلال تلسكوب القطامية في تحديد مكان آمن لهبوط رائد الفضاء الأمريكي (نيل أرمسترونج)، ومع تطور الزمن والتقنيات، تمكنت أدوات العصر مراكز الأبحاث من رسم خرائط للقمر، ومعرفة أنسب الأماكن لهبوط مثل هذه المهام الفضائية، لذلك لا أعتقد ان هبوط المركبة سيمثل مشكلة كبيرة".
وبسؤاله عن آراء ترى أن مثل هذه المهام الفضائية المكلفة، ليست ذات أولوية، قال: "أثيرت أيضا في مصر مثل هذه الآراء الشاذة عندما تم الإعلان عن مشروع التلسكوب الجديد، وأقول لهؤلاء إن الخدمات التي يستمتعون بها من تليفون محمول وخرائط (جي بي إس)، لم تكن لتتحقق لولا كان اهتمام عالمي بأبحاث الفلك والفضاء، كما أن هذه العوالم البعيدة التي تقصدها المهام الفضائية، قد تكون مليئة بالموارد الطبيعية، التي لن يحصل عليها، إلا من وصل إليها، ومن الجيد أن نجد مشروع عربي يضع لنا موطأ قدم هناك، ويشجع الآخرون على المضي في هذا الاتجاه".