صغر حجم المركبة القمرية راشد.. 3 تحديات وميزة مهمة
نظريا قد تبدو مهمة فضائية إلى القمر أسهل من المريخ لقرب المسافة من الأرض، ولكن عمليا فإن ثلث رحلات الهبوط على القمر لم تنجح، ومن ثم فإن الهبوط الآمن سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه دولة الإمارات في هبوط المستكشف راشد على سطح القمر.
ويزيد من هذا التحدي وزن المركبة الصغير، فحتى الآن تعد مركبات "يوتو" الصينية التي يبلغ وزنها 310 أرطال (140 كيلوجراما) الأخف وزنًا من حيث الهبوط على سطح القمر في عامي 2013 و2019، لكن مركبة راشد ستزن أقل من عُشر ذلك، حيث ستزن حوالي 22 رطلا (10 كيلوجرامات) مع حمولتها.
وتقول سارة المعيني، عالمة المشروع بمركز محمد بن راشد للفضاء، في تقرير نشره موقع "سي إن إن"، إن الحفاظ على الوزن الجماعي للمركبة والمعدات التي تحملها لتكون في نطاق أقل من 22 رطلاً يمثل تحديا في حد ذاته.
وتواجه المركبة تحديا آخر يتمثل في درجات الحرارة، حيث تختلف درجة الحرارة على القمر بشكل كبير بين النهار والليل، وتتأثر المركبات الصغيرة أكثر بالتغيرات الخارجية في درجات الحرارة.
ويقول أرمين ويدلر، عالم أبحاث استكشاف الكواكب في مركز الفضاء الألماني لشبكة "سي إن إن": "لكي تتمكن المركبات الصغيرة من البقاء على قيد الحياة لدورة كاملة من النهار والليل فهذا أمر صعب للغاية، حيث تبرد العربة الجوالة لتصل إلى درجة حرارة البيئة المحيطة، ثم قد يؤدي ارتفاع درجة حرارتها مرة أخرى إلى إتلاف نظامها".
ومن المتوقع أن تعمل مركبة راشد الجوالة ليوم قمري واحد فقط، أي ما يعادل 14 يوما على الأرض، لتجنب برودة الليل القمري، لذلك لا تحتاج إلى المرور بمرحلة إعادة التسخين.
ومع ذلك، كما فعلت المهمات القمرية السابقة سيحاول الفريق إعادة إيقاظ المركبة الجوالة في اليوم التالي، لاختبار ما إذا كانت أنظمتها قادرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
وتقول المعيني: "لن تعمل أنظمتها بشكل كامل، نحن نبحث فقط عن أي نوع من الاستجابة، حتى لو كان مجرد صوت صفير".
أما التحدي الآخر فهو توليد وتخزين وتوزيع طاقة كافية للحفاظ على تشغيل جميع الأنظمة، ونظرا للمساحة المحدودة للألواح الشمسية والبطاريات، فهذا يعني تعظيم كفاءة الطاقة.
وتقول المعيني: "على سبيل المثال يزن نظام الاتصالات حوالي 400 جرام في المجموع ويستخدم من 4 إلى 5 واط فقط، لذا فإن إنشاء إشارة بعيدا عن الأرض، على بعد 385000 كيلومتر تقريبا، أمر لا يصدق حقا".
وفي مقابل هذه التحديات فإن هناك ميزة مهمة، عندما تكون المركبة التي ستهبط على القمر صغيرة، فمن المرجح أن تسبب المركبات الجوالة الأصغر حجما ضررا أقل لسطح القمر أثناء الهبوط، حيث يمكن أن يؤدي تأثير شديد إلى انتشار الغبار القمري في جميع أنحاء القمر، بسبب الجاذبية المنخفضة، والتي يمكن أن تلوث العينات، كما توضح لورا فورشيك مالكة شركة استشارات الفضاء أستراليتيكال، ومقرها الولايات المتحدة.
وتضيف: "كلما كان المسبار أصغر، قل احتمال حدوث هذا النوع من الضرر، أو كان من الأسهل احتواء الغبار بمجرد أن تلمسه".