دار الكتب المصرية.. ذاكرة موسوعية للتاريخ العربي
الدار تضم نحو 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من الموضوعات.
تعد دار الكتب المصرية التي أنشئت خلال عام 1870 في عصر الخديوي إسماعيل "31 ديسمبر/كانون الأول 1830 - 2 مارس/آذار 1895" من أقدم المكتبات الوطنية في العالم.
وأطلق على الدار وقت تأسيسها "الكتبخانة الخديوية المصرية"، وأقيمت في الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل شقيق الخديوي إسماعيل.
وأنشئت الدار بهدف الإشراف على مشروع لإحياء الآداب العربية، إضافة إلى تجميع المخطوطات ذات القيمة الكبيرة مما احتفظ به السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون في المساجد والأضرحة ومعاهد العلم.
ومع ازدياد محتويات الدار ضاق بها المكان فنقلت عام 1903 إلى المبنى الجديد في ميدان "باب الخلق" في منطقة السيدة زينب بوسط القاهرة، والذي أنشئ خصيصاً لدار الكتب ودار الآثار العربية، وافتتح بداية عام 1904.
وعلى غرار المكتبات الوطنية الكبرى في الغرب كان لا بد من إنشاء مطبعة لدار الكتب؛ فنقل القسم الأدبي ومطبعته من مطبعة بولاق إلى دار الكتب المصرية لنشر مطبوعاتها وأيضاً لطبع الكتب للجمهور على نفقتهم الخاصة.
تحوي الدار نحو 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من الموضوعات، إذ تتميز بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة.
كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية منها عقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها، ويعود أقدمها لسنة 87 هجرياً (705 ميلادياً).
وتحتوي كذلك على مجموعة من الوثائق الرسمية التاريخية مثل حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم وغير ذلك ما يعنى به الباحثون في شتى المباحث الأثرية والتاريخية، إضافة إلى مجموعة نماذج من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77 هجرياً (696 ميلادياً)، وغير ذلك من المكتبات المهداة والمضافة، والتي تمتاز بأصالتها وندرة محتوياتها.
وتشمل مجموعاتها تشكيلة كبيرة من مخطوطات القرآن المكتوبة على الورق والجلد وبعضها في الخط الكوفي القديم غير المنقط وبعضها لخطاطين مشهورين.
وهناك مجموعات من مخطوطات البردي من مختلف أنحاء مصر بعضها يعود للقرن الـ7 أو قبله، وهي منجم معلومات عن الحياة الاجتماعية والحضارية في مصر في بداية الإسلام، وفيها مجموعات عثمانية وفارسية قديمة أيضاً.
وجاءت أول مجموعة كتب أجنبية إلى الكتبخانة المصرية سنة 1873 من جمعية "المصريات" التي تأسست في القاهرة على يد بعض العلماء الأجانب.
وضمت المكتبة في ذلك الوقت قاعة كبيرة للمطالعة ومكانا للتدريس، ولم يكن يسمح بالدخول في الكتبخانة في ذلك الوقت إلا لمن كان بالغاً سن الرشد ولطلبة المدارس.
وشهد عام 1926 بداية تقديم الخدمات المكتبية للأطفال، إذ أنشئ بالدار قسم سُمِّي "مكتبة التلميذ" لفائدة طلبة المدارس الابتدائية أو ما يماثلها، إذ كانت الخدمة من قبل مقصورة على البالغين سن الرشد وطلبة المدارس العليا فقط.
ومنذ ذلك الوقت ظلت الدار في محاولات للمطالبة بإنشاء مبنى جديد فسيح يتسع لمقتنياتها وموظفيها حتى تمت الاستجابة في 23 يوليو سنة 1961 حين وضـع حجر الأساس لمبناها الجديد الحالي على كورنيش النيل وبدأ الانتقال إلى المبنى الجديد تدريجياً ابتداء من سنة 1971.
وبقيت دار الكتب المصرية كياناً قائماً بذاته إلى أن أنشئت دار الوثائق التاريخية القومية، وصدر قرار من رئيس الجمهورية لتصبح "دار الكتب والوثائق القومية"، ثم صدر في عام 1971 قرار رئيس الجمهورية بضم الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر إلى دار الكتب والوثائق القومية ليصبح اسمها "الهيئة المصرية العامة للكتاب" قبل أن تستقل مرة أخرى في عام 1993.
وتعمل دار الكتب والوثائق القومية من خلال مشروعات علمية أساسية وتطبيقية تشتمل على تطوير أدوات العمل الببلوجرافي الوطني، ومنها تقنين نظام رؤوس الموضوعات ونظام التكشيف وأدوات الضبط الاستنادي الوطني للأسماء الشخصية والهيئات والأماكن الجغرافية والعناوين المقننة والسلاسل والموضوعات، إلى تحديث العرض المتحفي بأحدث الأساليب التكنولوجية، بوصفها واحدة من دور الكتب العالمية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز