باحث مصريات يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن حملة استرداد أقدم فستان في التاريخ
دشن المؤرخ والكاتب في علم المصريات بسام الشماع، الأربعاء 21 سبتمبر / أيلول، حملة شعبية لاسترداد أقدم فستان في العالم، وهو فستان مصري قديم عثر عليه في مقابر طرخان (50 كم جنوب القاهرة)، وهو معروض الآن فى متحف "بتري" بلندن.
وتشمل الحملة الشعبية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف القيمة التاريخية لهذا الفستان، وكيفية خروجه من مصر، كما تشمل أيضا حملة توقيعات، سيشرف عيها بمساعدة متطوعين، بهدف أبراز الحق المصري في هذا الفستان.
ويقول الشماع لـ"العين الإخبارية"، إن عام 2022 هو عام استرداد الآثار من دول الغرب، إذ نجحت أكثر من دولة بضغط شعبي ورسمي في استعادة آثارها، وهو ما شجعه على إطلاق أكثر من حملة، منها حملة استرداد حجر رشيد من المتحف البريطاني، واليوم يطلق حملة استرداد أقدم فستان من متحف "بتري" بلندن.
ويطمح الشماع في أن تؤتي هذه الحملة ثمارها، قبل عرض الأزياء العالمي الذي ستنظمه ماركة "ديور" عند الأهرامات في 3 ديسمبر من العام المقبل، ليتم عرض هذا الفستان خلال هذا العرض العالمي، كأقدم فستان عرفته البشرية، إذ يعود تاريخه إلى 5 آلاف عام.
ويقول: "أحلم بالنجاح في هذه المهمة، وسنبذل كل جهدنا لتحقيق هذا الحلم، لأن هذا الفستان المعروض في متحف (بتري) يستحق منا بذل هذا الجهد ".
ويتألف الفستان من تنورة موصولة بحواف تنحرف إلى أسفل الجانب الأيسر، وصُنعت الأكمام والنير من قطعتين من المواد المرتبطة بأعلى التنورة والتى تلتقى فى الجزء الأمامى والخلفى من المنتصف مما يُعطى خطًا على شكل حرف V مع حافة.
والقماش ذو شريط رمادي غير منتظم كزخرفة والأكمام ذات ثنيات رفيعة، وهيئة الفستان من الداخل إلى الخارج، كما لو كان قد تم خلعه للتو.
ومن الواضح أنه تم تجعيد الفستان أيضا حول الإبطين والمرفقين، مما يدل على أنه تم ارتداؤه بالتأكيد فى الحياة اليومية في مصر القديمة من سيدة نحيفة أو مراهقة.
وإذا أردت تصنيع فستان طرخان، فهو من القماش (١٠٠٪ كتان)، وبه ٢٢ - ٢٣ خيطًا لكل سم (مع خيطين معًا في بعض الأماكن)، ١٣ - ١٤ خيطا من خيوط "اللُّحْمَة" لكل سم، وبالنسبة للعرض ٧٦ سم، ولكن الطول غير معروف.
أما بالنسبة للأكمام، فطولها من حافة العنق إلى المعصم 58 سم، والطول فوق الكتف 35 سم، ويُظهر الفستان علامات مُميزة من الطيات حول الرقبة والأكمام.
وتعود قصة اكتشاف هذا الفستان إلى عام 1913، عندما اكتشف عالم المصريات البريطانى "بيتري" كومة من الكتان من مقبرة الأسرة الأولى (٢٨٠٠ قبل الميلاد)، وتم وضع الكومة فى متحف "بتري" بلندن، حتى قرروا هناك الاهتمام بكومة القماش فى عام 1977 ، ليعثروا بداخلها على الفستان.
تم تنظيف الفستان بواسطة ورشة الحفاظ على المنسوجات فى المتحف، ثم تم حفظه بعناية، وخياطته على كريبلين (مادة حريرية ناعمة تستخدم فى صيانة المنسوجات)، وتم تثبيته بحيث يمكن رؤيته بطريقة ارتداؤه فى الحياة.
وقبل سنوات، وتحديدا في عام 2015، قام فريق من جامعة أكسفورد بفحص عينة ٢,٢٤ مجم من الفستان لتحديد مقدار الكربون المشع، وهو نظير مُشع للكربون، يبقى فى الكتان، ومن هذا المُنطلق، تمكنوا من تقديم تاريخ إرشادى لوقت حياكة الكتان، ورجحوا حياكته فى الفترة ما بين (٣٤٨٢ - ٣١٠٢) قبل الميلاد، ونسبة دقة التأريخ وصلت لـ ٩٥٪.
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA= جزيرة ام اند امز