الشركات المصرية تترقب بحذر فرص المشاركة في إعمار العراق
شركات مقاولات تؤكد لـ"العين الإخبارية" أن مشروعات الإعمار تشكل فرصة ذهبية للشركات المصرية لتوسيع أعمالها بالخارج.
"التفاؤل".. "الحذر".. هكذا وصفت شركات مقاولات مصرية خلال حديثها مع "العين الإخبارية" فرص المساهمة بخطة إعادة إعمار العراق، خاصة وسط مساعي بين البلدين للتعاون في مشروعات الإعمار وامتلاك الشركات المصرية الخبرات والإمكانيات لتنفيذ مشروعات كبيرة الحجم، ولكن على الجانب الآخر ما زال البعد الأمني هو العامل الأكثر إثارة لمخاوف الشركات.
وطرح رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، بالقاهرة هذا الأسبوع رؤية مبدئية للمشاركة المصرية، حيث طرح التعاون في القطاعات الهامة أبرزها البنية التحتية والتعليم والإسكان والكهرباء إلى جانب الاتصالات والنفط والزراعة.
ودعا مدبولي إلى تحديد مشروعين إلى 3 مشاريع قبل انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق الشهر المقبل، وهو ما لاقى ترحيبا من جانب رئيس الوزراء العراقي.
وتتيح مشروعات إعمار العراق فرصة ذهبية لتوسيع أعمال الشركات المصرية بالخارج، والتي تبلغ بحسب التقديرات الحكومية 100 مليار دولار، ونشرت الهيئة الوطنية للاستثمار الحكومية قائمة تضم 157 مشروعا ستسعى لجذب استثمارات فيها بعد أن دحرت البلاد تنظيم داعش الإرهابي.
من جهته، أكد رئيس شركة الأهلي للتنمية العقارية، الرئيس الشرفي لجمعية رجال الأعمال المصريين، حسين صبور، لـ "العين الإخبارية" أن الشركات المصرية لديها قدر جيد من الخبرات والإمكانيات التي تؤهلها للمنافسة على تنفيذ مشروعات عملاقة في مجالات متعددة بالعراق سواء البنية التحتية أو المنشآت الصناعية.
ولكن صبور استدرك قائلاً: "نحتاج إلى تنسيق حكومي مسبق بين السلطات المصرية والعراقية حتى نضمن نصيبا للشركات المصرية من مشروعات إعادة الإعمار وعدم تكرار سيناريو إعمار الكويت، حين سيطرت الشركات الأمريكية على مشروعات الإعمار في تسعينيات القرن الماضي".
وأضاف أن الحكومة المصرية عليها أيضا إعداد قائمة بالشركات ذات سابقة الأعمال الجيدة والإمكانيات العالية حتى تعزز من فرص البلاد في الفوز بالمناقصات المطروحة.
من جانبه، قال المدير العام لشركة ديتيلز للتجارة والمقاولات، محمد لقمة، إن شركات المقاولات المصرية تترقب إعلان السلطات المصرية والعراقية خريطة بالمشروعات أو نماذج الشراكة مع الكيانات الأخرى في العراق، حتى تبدأ في التجهيز، خاصةً أن الأحاديث الأولية عن المشروعات المطلوب تنفيذها تكشف عن الحاجة لعدد كبير من العمالة والمعدات المتطورة ما يشكل فرصة ذهبية للشركات.
وأضاف لقمة لـ"العين الإخبارية" أن هناك تفاؤلا بين الشركات المصرية بشأن فرص الحصول على نصيب معقول من مشروعات إعادة الإعمار على خلفية التقارب المصري العراقي، ولكن هذا التفاؤل يشوبه بعض الحذر.
وأرجع الحذر إلى عدة أسباب، في مقدمتها الحاجة إلى توفير بيئة آمنة لعمل الشركات المصرية في العراق وتأمين كامل للأفراد والمعدات، فضلاً عن الالتزام وضع جدول زمني جاد لسداد المستخلصات المالية للشركات التي سترسى عليها مناقصات التنفيذ.
وأكد المدير عام لشركة ديتيليز أن الشركات تحتاج لحزمة دعم من الحكومة المصرية، مثل تسهيل إجراءات السفر للعمال وإصدار تعليمات للبنوك بتيسير إجراءات إصدار خطابات ضمان للمشروعات التي ستفوز بها الشركات المصرية، علاوة على التنسيق مع الجانب العراقي لتسهيل دخول المعدات.
من جانب آخر، أشار أسامة الحديدي، رئيس شركة الحديدي للمقاولات، إلى أن الصورة لا تزال غير واضحة حتى الآن للعديد من الشركات؛ حيث تترقب إعلان الحكومة المصرية أو اتحاد المقاولين المصري أية بيانات بشأن القطاعات التي يمكن المشاركة في تنفيذ مشروعات بها.
وأوضح أن الشركات المصرية تمتلك من الخبرات والإمكانيات الجيدة التي تتيح لها المنافسة على مشروعات ذات أحجام مختلفة.
وحسبما أعلن النائب الأول لرئيس اتحاد المقاولين العرب، درويش حسنين، فقد تم عقد اجتماع بين اتحاد المقاولين العرب واتحاد المقاولين العراقيين برئاسة على السنافي وعدد كبير من شركات المقاولات المصرية لبحث فرص التعاون بين الشركات للمشاركة في مشروعات إعادة إعمار العراق، وقد طلبت الحكومة العراقية اللقاء مع عدد من المقاولين المصريين لأجل مشاركتهم فى المشروعات المرتقب طرحها.