وفاة الناقد المصري إبراهيم فتحي عن 90 عاما
إبراهيم فتحي من أبرز المساهمين في إثراء الحياة السياسية والفكرية في مصر والعالم العربي منذ بداية ستينيات القرن الماضي.
توفي الناقد الأدبي والمفكر المصري إبراهيم فتحي، الخميس، في منزله بالقاهرة عن عمر ناهز الـ90 عاماً، إثر أزمات صحية متلاحقة.
ويُعد الراحل من أبرز المساهمين في إثراء الحياة السياسية والفكرية في مصر والعالم العربي منذ بداية ستينيات القرن الماضي، وتم تكريمه العام الماضي في المجلس الأعلى للثقافة بمصر عن مجمل إنتاجه الفكري ولدوره في إثراء الحياة الفكرية.
درس فتحي في كلية الطب لكنه تفرغ للعمل السياسي ضمن فصائل اليسار المصري وترجم وألف عدداً من الكتب المتميزة وبدأ حياته بترجمة رواية الهزيمة للكاتب الروسي "فانسسيف".
دخل المعتقل بسبب انتمائه السياسي عام 1959 وبعد خروجه عام 1964 بدأ مشروعه النقدي والفكري وظهرت مقالاته في مجلات الشعر والثقافة ومجلة "المجلة" مع الراحل يحيى حقي، وحرر بابا في المجلة يهتم بعرض موضوعات المجلات الأجنبية، لقدرته العالية والدقيقة على فهم اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
عاد إلى المعتقل مرة أخرى في سبتمبر/أيلول 1966، بعد أن ساهم في تكوين تنظيم سياسي ضم حفنة مثقفين وشباب، منهم الشعراء عبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب، والنقاد صبري حافظ وغالب هلسا وسيد خميس، والكاتب جمال الغيطاني، والصحفي صلاح عيسى، وكاتب القصة الشهير يحيى الطاهر عبدالله والمترجم خليل كلفت.
وهي المجموعة التي اشترط الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الإفراج عنها قبل زيارته للقاهرة التي سبقت نكسة عام 1967.
ساهم إبراهيم فتحي في تأسيس مجلة "جاليرى 68" وشارك فيها عدد من الكتاب والشعراء والمثقفين من بينهم المترجم الراحل إبراهيم منصور، وإدوارد الخراط ويسري خميس وجميل عطية إبراهيم وغالب هلسا، وقدمت المجلة ثقافة نوعية.
ونال كتابه عن "العالم الروائي عند نجيب محفوظ" اهتماماً كبيراً لأنه قاوم فيه النظرة السلبية التي أشاعها اليسار حول كتابات محفوظ، وكتب بعدها مقالات مهمة تبشر بكتاب جيل الستينيات خارج التنظيمات السياسية، وكان أول من قدم إبراهيم أصلان، ويحيى الطاهر عبدالله ومحمد البساطي، ومحمد حافظ رجب، وبهاء طاهر وجمال الغيطاني.
وظل طوال حياته معنياً بتقديم الأصوات الجديدة، ومن ترجماته المهمة "قواعد الفن" لبيير بورديو، أزمة المعرفة التاريخية، لبول فيين، المنطق الجدلي لهنري لوفيفر، موسوعة النقد الأدبي (الرومانسية).
كما شارك في تأسيس "جمعية كتاب الغد" التي لعبت دوراً بارزاً في الحياة الثقافية والفكرية والسياسة المصرية منذ نهاية الستينيات، وأصدرت بعض المطبوعات الأدبية كان أبرزها ديوان "وش مصر" للشاعر زين العابدين فؤاد، وديوان "مدخل إلى الحدائق الطاغورية" للشاعر عزت عامر، ومجموعة "عطشى لماء البحر" لمحمد إبراهيم مبروك.
وكتب مقدمة المجموعة القصصية "أوراق الحب والعطش" للكاتب محمد عبد الرحمن، والأعمال الشعرية للشاعر سمير عبدالباقي وللشاعر سيد حجاب عند صدورها عن دار "الفكر".
ومن مؤلفاته الفكرية: "الماركسية وأزمة المنهج"، و"هنرى كورييل ضد الحركة الشيوعية العربية"، و"كوميديا الحكم الشمولي"، و"الخطاب الروائي والخطاب النقدي في مصر"، و"القصة القصيرة والخطاب الملحمي عند نجيب محفوظ" وكتابه المهم عن الكاتب اليهودي الحائز على جائزة نوبل والذي جاء عنوانه "سول بيلو انفصام شخصية الروائي اليهودي".
وعاش الراحل الـ10 سنوات الأخيرة ما بين القاهرة ولندن برفقة زوجته الدكتورة هناء سليمان أستاذ الطب النفسي.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز