خبراء يرصدون واقع الاقتصاد المصري بعد إقرار خطة التعايش
خبراء يتوقعون عودة النشاط الاقتصادي والسياحة والتجارة في مصر للازدهار بعد إعلان الحكومة المصرية خطتها للتعايش مع كورونا.
رحب خبراء اقتصاد ورجال مال وأعمال ومنظمات أعمال مصرية، بقرارات الحكومة التي تهدف للتعايش مع كورونا، وتخفيف القيود وحظر التجول وإعادة فتح المطاعم والمقاهي واستمرار وسائل النقل الجماعي حتى منتصف الليل.
وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الثلاثاء، إعادة فتح المساجد والكنائس في البلاد لممارسة الشعائر الدينية، اعتبارًا من السبت المقبل 27 يونيو/حزيران الجاري، مع استمرار تعليق الصلوات الأسبوعية، وذلك في إطار خطة الحكومة للتعايش مع وباء فيروس كورونا المستجد.
ورحب المهندس إبراهيم العربي رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر (أكبر تجمع يمثل تجار مصر رسميا)، بقرارات مجلس الوزراء المصري بشأن تقليل عدد ساعات الحظر وفتح المقاهي ودور السينما والمتاجر لفترة أطول.
وقال العربي لـ"العين الإخبارية"، إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية، الثلاثاء، تسعى من خلالها إلى تنشيط الحركة الاقتصادية التي عانت الكثير منذ جائحة كورونا وتداعياتها على جميع الأنشطة الاقتصادية ليس في مصر فقط بل على العالم.
وقرر رئيس الوزراء المصري، تخفيف ساعات حظر التجوال لتكون من الساعة 12 منتصف الليل وحتى الساعة الرابعة صباحا (بالتوقيت المحلي)، مع الالتزام بالتدابير الاحترازية، وفرض عقوبات على المخالفين، مما يعني إلغاء القرارات السابقة الخاصة بتوقيتات حظر التجول.
أضاف رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، أن القرارات فتحت الباب أمام الاتحاد لتقديم دراسة للحكومة المصرية بضوابط عمليات فتح وإغلاق المحال التجارية ومراكز التسوق الكبرى على مستوى مصر، ليس فقط في ظروف وتداعيات كورونا ولكن ما بعد الجائحة أيضا.
من جهته قال الدكتور خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية في مصر، إنه سيتم دراسة تحديد مواعيد فتح وغلق المطاعم والمحلات بالتنسيق مع الجهات المعنية والمحافظات لتفعيل القرار وفقًا لما يتناسب مع كل محافظة على حدة.
وأوضح أنّه سيتم تقسيم المحلات التجارية حسب نشاطها لتحديد مواعيد عملها.
صعيد مصر
وعلى مستوى محافظات صعيد مصر "جنوب البلاد"، قال أيمن عبدالرحمن الأفندي عضو مجلس إدارة غرفة المنيا التجارية، إن الغرفة بدأت في تجميع آراء التجار لتحديد مواعيد غلق المحلات التجارية بالمحافظة.
وأضاف الأفندي لـ" العين الإخبارية"، أن الموعد الأمثل هو غلق المحلات في الساعة العاشرة مساء بحد أقصى، مع مراعاة عمل استمرار عمل الصيدليات ومحلات السوبر ماركت والقطاع الغذائي بشكل مستمر.
وأكد علي أن يكون بالتنسيق مع أصحاب القطاع الواحد، وأشار إلى أن جائحة كورونا أعطت الاهتمام لاقتصاد الرقمي والتسوق الإلكتروني، وبالتالي مستقبل التجارة سيكون مختلفا بعد كورونا.
من جهته قال المهندس متي بشاي عضو شعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، إن قرارات مجلس الوزراء الخاصة بإعادة فتح المحلات التجارية ومد عملها حتي العاشرة مساءا جيد للغاية.
أضاف إن هذه القرارات تعتبر بمثابة إلقاء حجر في المياه الراكده خاصة ان الفترة الماضية شهدت العديد من الالتزامات علي التجار دون عمليات بيع خاصة في محلات المقاهي والكافيهات والكوفيروالمطاعم وصالات الجيم، ورغم ذلك كانت مستمرة في دفع الايجارات الالتزامات للعمالة.
وأوضح أن العودة تدريجيًا إلى الحياة لها تأثير إيجابي على تجار التجزئة وأصحاب المحلات، مشيرًا إلى أن قرار رفع الحظر له تأثير على سلوكيات الطلب.
وأشار إلي أن الطاقة الإنتاجية تأثرت بانحسار الطلب خلال الفترة الماضية، ذاكرًا أن إغلاق حركة الحياة يؤدي إلى تأثر حركة الشراء، بالرغم من استمرار الإنتاج بنفس مستوياته.
السياحة تأمل في الانتعاش
وفيما يخص ملف السياحة قال الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر، إن كل المؤشرات العالمية تعطي نوعا من التفاؤل تجاه انتهاء أزمة كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخري.
وأضاف، أن أغلب الدول التي كانت تعاني من أزمة كورونا خاصة دول أوروبا التي فتحت حدودها مع بعضها، بدأت أعداد الإصابات فيها تتراجع بشكل كبير.
وتابع: كل هذه المؤشرات تبشر بانتهاء أزمة كورونا لدينا قريبا.
وأكد في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه أن هناك دولاً عديدة بدأت تحجز لزيارة مصر ولكن ضمن اتفاق معلن في العالم كله وهو التحرك وسط إجراءات احترازية ووقائية محددة.
وقررت الحكومة المصرية بدء السياحة والطيران إلى المحافظات الساحلية الأقل إصابة اعتبارا من أول يوليو/تموز المقبل.
وتابع عبد اللطيف: أنه لابد أن يتعايش الجميع مع كورونا حتى يتم القضاء على الفيروس لأن الحياة لا يجب أن تتوقف خاصة أن عودة السياحة تعني تحرك صناعات كثيرة وأنشطة تجارية وزيادة فرص العمل.
وأشاد بحصول حوالي 350 فندقا على شهادات السلامة والصحة المهنية والعمل في ظل كورونا من أصل 1200 فندق بمصر وهذه نسبة جيدة منها 69 فندقا بشرم الشيخ تم الموافقة لها على عودة النشاط.
وأكد أن السياحة ستعود تدريجيا إلى مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأعلن رئيس الحكومة المصرية، الثلاثاء، إعادة فتح المطاعم والمقاهي في عموم البلاد، مع حظر تقديم الشيشة، اعتبارًا من السبت المقبل، حتى العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي.
بموجب خطة الحكومة المصرية، فإن وسائل النقل الجماعي، ستستمر في أنشطتها حتى منتصف الليل بالتوقيت المحلي، فيما شدد رئيس الوزراء المصري على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء أقنعة الوجه للوقاية من انتشار الفيروس.
وأوضح رئيس الوزراء المصري، أن المطاعم والمقاهي والسينمات والمسارح، ستعود إلى ممارسة أنشطتها لكن بـ25% من طاقتها الاستيعابية، للحد من انتشار المرض.
وأكد مدبولي أن الحكومة سنتابع مراجعة كافة هذه الإجراءات وتقييمها في حالة تزايد الإصابات بكورونا، مشيرا إلى أن الدولة تتجه للفتح التدريجي لكافة القطاعات التي توقفت في الفترة الماضية وتأثرت بشدة بسبب تداعيات كورونا.
وقال إن 3.5 مليون مواطن يعملون في المطاعم والمقاهي تأثرت معيشتهم بسبب الوقف، وكان لابد من إعادة العمل في كل تلك القطاعات مع ضرورة التشديد على المواطنين باتباع الإجراءات الوقائية.
وأشار إلى استمرار غلق قاعات المناسبات، والأعراس، ودور العزاء، مع استمرار إغلاق النوادي الرياضية، الشواطئ والحدائق العامة ودراسة فتحها في مرحلة لاحقة، بحسب خطة الحكومة المصرية.
وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن أعداد الإصابات بفيروس كورونا في مصر، وصلت إلى 56 ألفًا و809 حالات إصابة، فيما بلغت أعداد الوفيات بسبب الفيروس 2278 حالة وفاة.