تسجيل أقدم إصابة بورم الغدة النخامية في مومياء مصرية بألمانيا
الدراسة ترصد تدميرا في منطقة السرج التركي، وهي الحفرة المركزية في جسم العظم الوتدي الذي يحوي الغدة النخامية في جمجمة الإنسان.
سجلت رأس مومياء مصرية في متحف "ريس-إنجلهورن" في مانهايم بألمانيا، ما يمكن وصفه بأنه أقدم إصابة بأورام الغدة النخامية.
واستخدمت نتائج الأشعة بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) لتسجيل هذه الإصابة برأس المومياء، والتي كشف التحليل الأنثروبولوجي لعلامات الجمجمة والأسنان الخاصة بها عن أنها لذكر يتراوح عمره بين 35 و45 عاما عند الوفاة.
كما كشفت نظائر الكربون المشع (14C) عن وفاته في وقت يتراوح بين 200 ق.م و 70م، وهو ما يتوافق مع العصر البطلمي إلى العصر الروماني في مصر.
ووفق الدراسة التي نشرت عن هذه الإصابة في عدد الشهر الجاري من دورية التقدم في مجال الأشعة السينية وتقنيات التصوير الألمانية "RöFo "، فقد تم رصد تدمير في منطقة السرج التركي (Sella turcica) وهي الحفرة المركزية في جسم العظم الوتدي الذي يحوي الغدة النخامية في جمجمة الإنسان، وهو ما دعم الاتجاه نحو إصابة صاحب المومياء بورم في الغدة النخامية.
وأورام الغدة النخامية تمثل من 10 إلى 15% من تلك التي تصيب الجمجمة، وتحدث بشكل كبير بين البالغين من الشباب في منتصف العمر، وقد تؤدي الأورام الكبيرة (قطرها 1 سم) إلى توسيع الحفرة النخامية العظمية، وتمتد عادة إلى ما وراء حدود منطقة السرج التركي، كما يبدو في حالة المومياء المصرية.
وأغلب هذه الأورام حميدة، لكنها تتسبب في إفراز مفرط لهرمونات الغدة النخامية مثل هرمون النمو، ويؤدي ذلك إلى ما يعرف بـ"ضخامة النهايات"، وهو ما يعني نموا مفرطا لدى الأطفال وعرطلة عند البالغين.
والعرطلة تعني باللغة اليونانية "الأطراف الكبيرة"، حيث تتسبب الأورام في زيادة تدريجية بحجم كف اليدين ومشط القدمين، والأنف والشفتين، بالإضافة إلى أنها تؤثر على أنسجة الوجه لتصبح رخوة، وتؤدي لزيادة في حدوث مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
ورجحت الدراسة في نهايتها أن أورام الغدة النخامية أدت إلى إصابة صاحب المومياء بضخامة النهايات، وما ترتب عليه من حدوث أمراض بالقلب والأوعية الدموية تسببت في الوفاة المبكرة.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز