عيد الفطر.. فرصة موسمية للعاطلين عن العمل بغزة
أطفال غزة يستمتعون بأوقاتهم في العيد باستئجار العربات الكهربائية بمبالغ بسيطة في الأحياء الشعبية، وركوب الجمال والحنطور.
يفتح عيد الفطر المبارك بابا واسعا للرزق في مواجهة البطالة بقطاع غزة، حيث يأتي حاملا معه فرصا كبيرة لكسب الرزق عن طريق إسعاد الأطفال.
وعبر عربة سيارات صغيرة مزينة، يجذب الشاب الفلسطيني حامد زعرب، زبائنه من الأطفال ليتجولوا عليها مقابل دفع مبلغ بسيط.
وزعرب، 24 عاما، واحد من 300 ألف فلسطيني بدون عمل في قطاع غزة الذي تصل نسبة البطالة فيه إلى 52% وترتفع في صفوف الشباب والخريجين إلى نحو 70% بعد 13 عاما من الحصار الإسرائيلي.
ويقول زعرب لـ"العين الإخبارية": إن عمله موسمي ومرتبط بأجواء فرحة العيد، حيث يحضر هذه السيارة الصغيرة التي تتحرك على بطارية، ويقودها الأطفال بجولات أمام ناظره في ساحة قلعة برقوق التاريخية في خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويملك ياسر زعرب هو الآخر تراكتورون (دباب كهربائي) ويقول إنه يؤجره للأطفال من عمر 12 حتى 16 عاما مقابل دفع مبلغ محدود.
وقال: "العيد هو موسمنا أنا بلا عمل، وألتقط رزقي عبر هذه العربة، أعمل خلال رمضان، ولكن العمل الحقيقي هو في أيام العيد، الأطفال يتقاضون العيديات ونحن نوفر لهم أدوات اللهو والفرح".
ويستأجر الأطفال العربات الكهربائية بمبالغ بسيطة في الأحياء الشعبية، بدلا من ذهابهم إلى أماكن مخصصة للألعاب حيث إن معظم العائلات غير قادرة على ذلك.
ووجد بلال العشرة في العيد فرصة لإخراج "مرجيحة" ينصبها ليلهو بها الأطفال، وقال: "الحال العام سيئ، وأنا أعمل في هذه المهنة منذ عدة سنوات، أخرج المرجيحة في عيدي الفطر والأضحى، وما يرزقنا الله به نسير أمورنا والحمد لله".
وتنتشر الأحصنة وعربات وأدوات اللهو المؤجرة للأطفال في الشوارع والساحات الشعبية في قطاع غزة مع حلول عيد الفطر، ويجد فيها الكثير من الشبان فرصا موسمية ومؤقتة للخروج من أزمة البطالة المتفشية.
ومن جهته أحضر "أبو محمد" جملا وزينه لتأجيره للأطفال، وقال: "الأطفال يحبون الصعود على ظهر الجمل فهم لا يرونه كثيرا في وسط المدن، كما يحبون التقاط الصور عليه".
وأشار إلى أن أغلب زبائنه هم من الأطفال الذكور والإناث من 5 إلى 15 عاما، وفي بعض الحالات القليلة يأتي شبان.
واختار أحمد البكري أن يلتقط رزقه عبر عربة حنطور يجرها حصان، يصعد عليها الأطفال ويقومون بجولة وسط المدينة مقابل مبلغ مالي زهيد.
وقال البكري: "أخذت فكرة الحنطور من الأفلام والمسلسلات المصرية القديمة، وهي لا تستخدم للتنقل لدينا، ولكن الأطفال يحبون التنقل بها".