8 سنوات على اغتيال البراهمي.. طيف يقض مضاجع إخوان تونس
ثماني سنوات وصوت رصاصة الغدر التي طرقت باب القيادي القومي محمد البراهمي يتردد في آذان التونسيين وأذهانهم.
وأحيا تونسيون، اليوم الأحد، ذكرى اغتيال البراهمي الثامنة (اغتيل في 25 يوليو/تموز 2013) التي تتزامن مع الذكرى الرابعة والستين لإعلان الجمهورية التونسية.
ولئن اجتهدت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي طيلة السنوات الثماني في إثبات مسؤولية إخوان تونس عن اغتيال النائب بالمجلس التأسيسي والقيادي ذي التوجهات القومية محمد الابراهمي إلا أن القضاء التونسي مازال يتباطأ ويؤجل حل القضية.
فبعد سنوات عمل وبحث وتمحيص، وتدقيق في عديد الملفات والوقائع والمعطيات التي حرص جهاز النهضة السري وقياديوها على إخفائها وطمس معالم المسؤولية فيها، أثبتت التحريات تورط الحركة الإخوانية المباشر في اغتيال الشهيد.
وقد وجهت أوائل 2021 تهمة قتل السياسي التونسي محمد البراهمي لمصطفى خذر، المسؤول الأمني السابق وعضو حركة النهضة.
تهمة بقيت قيد التوجيه ولم يتقدم ملفها القضائي والجزائي بعد، ليراوح الملف مكانه في علاقة بمسار المقاضاة رغم ثبوت أدلة الاتهام واجتماع القرائن كلها لتأخذ العدالة مجراها.
وفي علاقة بثبوت تورط قيادات النهضة التي تدير الجهاز السري في الاغتيال، دعت المحاكم التونسية زعيم الإخوان في تونس راشد الغنوشي للتحقيق معه في الملف على أساس تواصل الإجراءات حتى صدور حكم نهائي وبات بالإدانة نهاية سنة 2019، إلا أن القضاء الموالي للنهضة أوقف العملية عند حضور واحد أمام المحكمة أغلق بعده مسار تتبع الغنوشي والنهضة.
القيادي نور الدين البحيري مسك حقيبة العدل في حكومة الترويكا (ثلاثة أحزاب تقودهم النهضة سنة 2011) لغم مصالح القضاء وزرع فيها موالي التنظيم الإخواني التونسي ، تنفيذا لأحد مخططات النهضة باختراق كل الأجهزة التي تدير البلاد.
وتزامن إحياء الذكرى الثامنة لاغتيال البراهمي مع موجة غضب تونسية في وجه حركة النهضة الإخوانية، حيث تتواصل احتجاجات أطلق عليها "مسيرات الحسم" ضد الإخوان في أكثر من محافظة تونسية فبعد اقتحام مقر حركة النهضة في كل من محافظة توزر وسيدي بوزيد والقيروان، قام المحتجون بمحافظة سوسة بإزالة لافتة الحزب واقتحام مقر الحزب الإخواني.
وفي لقاء مع مباركة عواينية أرملة محمد البراهمي أكدت في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن حركة النهضة هي من تقف وراء اغتيال زوجها ،معتبرة أن دمه الذي سال غدرًا لن يتم السكوت عنه.
وقالت إن "إخوان تونس أغرقوا تونس في مستنقع من الفشل"، مضيفة أن "جزءا من القضاء التونسي لا يريد الذهاب إلى الجهات الحقيقية التي تقف وراء عملية الاغتيال".
aXA6IDMuMTQ5LjI0NS4zNSA= جزيرة ام اند امز