مرشحو رئاسة الجزائر يشرعون بمغازلة الناخبين.. ومستبعدون يطعنون
مرشحو انتخابات الرئاسة الجزائرية يدعون إلى التصويت بكثافة، وإخواني يعود لركوب الحراك الشعبي بعد الفشل في دخول الانتخابات
بدأ مرشحو الرئاسة الجزائرية مباشرة بعد إعلان السلطة المستقلة للانتخابات عن أسمائهم، في مغازلة الشعب بالوعود والبرامج المختلفة.
وأجمعت ردود فعل المرشحين الخمسة لانتخابات الرئاسة الجزائرية على دعوة الجزائريين إلى المشاركة بقوة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وإعطاء فرصة لسماع برامجهم الانتخابية خلال أيام الحملات الانتخابية.
- "الانتخابات الجزائرية" تعلن قبول أوراق 5 مرشحين للرئاسة
- تبون وبن فليس.. رئيسا وزراء بوتفليقة بين 5 متنافسين لخلافته
وبعد إعلان السلطة المستقلة للانتخابات عن القائمة الأولية للمرشحين ترسل إلى المجلس الدستوري "التفسير القانوني" الذي اعتمدت عليه في قبول ورفض ملفات المرشحين المحتملين لـ"النظر فيه"، في أجل أقصاه 10 أيام (12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل)، ينشر بعدها "القائمة النهائية" لمرشحي انتخابات 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ميهوبي يغازل "الصحراء"
أول رد فعل صدر عن المرشح عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (60 عاماً)، الذي استغل الفرصة للإعلان عن أولويات برنامجه الانتخابي والتي وصفها بـ"الوعود الواقعية وليست الخرافية"، ولخصها في "التخطيط والحوكمة الرقمية والاستشراف".
وتعهد ميهوبي بالتركيز على تطوير التعليم في المدرسة الجزائرية، وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين بالتركيز على سياسة "الدعم الاجتماعي"، مع دعم المشاريع الاستثمارية في قطاعات الفلاحة والصناعة، و"تخصيص موازنة ضخمة للمناطق الصحراوية".
ومن بين المرشحين الخمسة، كان ميهوبي "الأقل" من حيث عدد التوقيعات التي تحصل عليها والتي تمت الموافقة عليها من قبل السلطة المستقلة للانتخابات، وبلغت 65 ألفاً و743 استمارة ألف استمارة، بينما ألغيت له 4856 استمارة.
تبون يغازل "الشباب"
وفي ندوة صحفية عقدها بالعاصمة الجزائر مباشرة بعد الإعلان عن القائمة الأولية للمرشحين، تعهد عبدالمجيد تبون (74 عاماً) رئيس الوزراء الأسبق والمرشح المستقل لانتخابات الرئاسة بـ"دولة لا يقصى فيها أي أحد".
كما وعد الجزائريين بأن "يكون حلقة الوصل بين جيلي الثورة والاستقلال من خلال التركيز على الشباب" كما قال، دون أن يقدم تفاصيل أكثر عن أجندة برنامجه الانتخابي.
في المقابل، كشف تبون عن سعيه الدخول في مشاورات مع أحزاب سياسية لدعمه في الانتخابات، دون أن يفصح عنها، وانتقد الدعوات المطالبة بمرحلة انتقالية، وصرح بأنه "لا يملك أي شخص شرعية تعيين شخص آخر".
وشدد على أن "انتخاب رئيس للجمهورية يبقى الحل الأنسب بكثير لأزمة الجزائر، ولا يمكن مقارنته مع سياسة التعيينات التي ينادي بها البعض".
ووفق ما أعلنت عنه السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر، فقد تصدر عبدالمجيد تبون قائمة المرشحين الخمسة في عدد الاستمارات التي استوفت الشروط القانونية، وبلغت 104 آلاف و826، فيما ألغيت 19 ألفا و299 استمارة.
بن فليس يغازل "القضاة"
أما علي بن فليس (75 عاماً) رئيس حزب طلائع الحريات المعارض الذي علق في وقت سابق على ترشح تبون بـ"أنها عهدة بوتفليقة الخامسة بوجه آخر"، فقد كشف هو الآخر عن أولوية برنامجه الانتخابي والتي حددها في "تحرير العدالة من كل قيودها وأن تصبح الجزائر نموذجا في دولة القانون" حسب تعبيره.
وتعهد بن فليس في حال فوزه بالانتخابات بـ"تحرير المجلس الأعلى للقضاء والقضاة والأحزاب السياسية من كل القيود" من خلال جملة من الآليات الجديدة، بالإضافة إلى "ضمان حرية التجمع والتظاهر والإعلام"، وهو البرنامج الانتخابي الذي أطلق عليه اسم "الاستعجال الوطني".
وربط بن فليس حل المشاكل الاقتصادية التي تمر بها بلاده بـ"بناء مؤسسات شرعية ومستقلة، يكرس فيها مبدأ الفصل بين السلطات"، وكشف أيضا عن اعتزامه "وضع دستور توافقي" في حال انتخابه رئيساً للجزائر "يعطي الحق للبرلمان في إسقاط الحكومة".
وحل علي بن فليس ثالثاً في قائمة المرشحين الخمسة لانتخابات الرئاسة الجزائرية من حيث عدد الاستمارات التي استوفت الشروط القانونية للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وبلغ عددها 81 ألفا و275 استمارة، مع إلغاء 8177 استمارة.
بلعيد "يهنئ" بقية المرشحين
واكتفى عبدالعزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل "أصغر مرشحي" انتخابات الرئاسة الجزائرية (56 عاماً) بتصريح مقتصب شكر فيه المواطنين الذين وقعوا على استمارات ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، و"هنأ" بقية المرشحين، وتمنى أن يكون الموعد الانتخابي "عرساً انتخابياً يُخرج الجزائريين منتصرين من الأزمة.
كما أوضح أن تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور، التي يطالب بها المتظاهرون، لا يكون إلا بصناديق الاقتراع، واصفاً الانتخابات بـ"الطريق الديمقراطي الوحيد الذي يوصل إلى عمل سياسي نظيف".
وجاء "بلعيد" رابعاً في قائمة المرشحين الخمسة من حيث عدد الاستمارات التي استوفت الشروط القانونية، والتي وصلت إلى 77 ألفاً و239 استمارة مقابل إلغاء 7927 أخرى.
الإخواني بن قرينة يغازل "نصف الشباب"
أما الإخواني عبدالقادر بن قرينة رئيس ما يعرف بـ"حركة البناء الوطني" فقد تعهد بتشكيل حكومة يكون "نصف أعضائها من الشباب"، وسط تشكيك من قبل جزائريين، وذكروه بـ"أعضاء مكتب" حركته التي قالوا "إنها محتكرة من قبل الكهول وكبار السن".
وحل الإخواني بن قرينة ثانياً في عدد الاستمارات المقبولة من قبل السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات، والتي بلغت 83 ألفاً و342 استمارة، مقابل عدم قانونية 9808 استمارات.
إخواني يعود لركوب الحراك بعد الصدمة
في سياق متصل، نشر الإخواني فارس مسدور مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن فيه عن اعتزامه الطعن في قرار السلطة المستقلة للانتخابات، كما حاول فيه "ارتداء ثوب الضحية" كما تفعل عادة التيارات الإخوانية في الجزائر.
وزعم الإخواني بأن مقصلة تدقيق السلطة الانتخابية "كانت ظالمة"، وأنه "سيسترجع حقه باستنفاذ كل الوسائل القانونية".
ودعا الإخواني الذي فشل في جمع توقيعات الجزائريين للترشح لانتخابات الرئاسة إلى "استمرار الحراك الشعبي"، وهو ما اعتبره الجزائريون عبر مواقع التواصل "عودة لركوب الحراك بعد الفشل في ركوب الانتخابات، والمهم ركوب أي شيء" كما علق آخرون.
وفي الوقت الذي أرجأ فيه الإعلامي البارز سليمان بخليلي الكشف عن موقفه حتى الأحد، قرر بلقاسم ساحلي رئيس حزب "التحالف الوطني الجمهوري" الطعن لدى المجلس الدستوري بعد رفض السلطة المستقلة للانتخابات ملف ترشحه.