"تأجيل انتخابات ليبيا".. دعوات للحوار وتحذيرات من سيناريو الحرب
يخشى الليبيون من أن فشل الانتخابات قد يعيد البلاد إلى سيناريو الحرب مرة أخرى، فيما طالب مرشحون رئاسيون بضرورة الحوار لتجنب هذا المسار الكارثي.
ومن جانبه قال المرشح الرئاسي فتحي باشاغا، اليوم السبت، إن لقاءه بالمرشح الرئاسي خليفة حفتر، كان بهدف بث الطمأنينة في نفوس الليبيين، ورسالة أن "الجميع جزء من مشروع الاستقرار".
وتابع باشاغا -وزير الداخلية الليبي السابق- في كلمة فور عودته إلى مصراتة بعد لقائه بحفتر في بنغازي، قائلا: "ذهبت للشرق للطمأنينة بيننا وبينهم.. ذهابنا ليس ضد أحد، والكل سيكون في المشروع المقبل فبراريين.. وسبتمبريين.. وكرامة".
وتابع باشاغا حديثه مضيفا: "الماضي صعب ننسوه، وصعب أن نقف عنده، ويجب أن ننطلق إلى ليبيا الجديدة".
كما شدد على أهمية السعي لمصالحة وطنية شاملة وجبر الضرر وإعادة حقوق المهجرين قسريا من مدنهم، وأن يكون الحكم للقضاء ضد كل من ارتكب جرائم بحق الشعب الليبي.
لقاء تاريخي
لقاء حفتر وباشاغا جاء بعد لقاء أول عقد، الثلاثاء الماضي، بين مرشحي الرئاسة خليفة حفتر وأحمد معيتيق وفتحي باشاغا في بنغازي شرقي ليبيا، لبحث خطة ما بعد تأجيل الانتخابات.
وناقش الاجتماع آخر تطورات العملية الانتخابية وآليات سد الفراغ السياسي بعد 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، الموعد المفترض للانتخابات
تلك اللقاءات أزعجت مليشيات طرابلس ومصراتة التي استثمرت في الفوضى التي تعاني منها البلاد طوال العقد الماضي، حيث توعد الإرهابي الليبي صلاح بادي المدرج على قوائم عقوبات دولية المشاركين في لقاء المرشحين للرئاسة الذي دعا إليه المرشح خليفة حفتر.
دعم للمتظاهرين
وفي سياق متصل دعم موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي الليبي، المتظاهرين ضد تأجيل الانتخابات في طرابلس، مؤكدا أن تأجيل الانتخابات بشكل متعمد سيكون سببا للحروب.
ونشر الكوني عبر حسابه على "تويتر" مقاطع فيديو للمتظاهرين، معلقا عليها وقال إن "لصندوق الاقتراع وحده القدرة على بعث ذاك الديناميك الاستثنائي والزخم الخلاق باتجاه لم الشمل في ليبيا".
وأضاف الكوني أن "صندوق الانتخابات سمح بلقاء النقائص، وتحالف الفرقاء، وطي مسافات عسيرة من الخلاف"، مشددا على أن "خذلان الصندوق أو خيانته سيكون جرما، بتأخير مُتعمد للانتخابات وحفر أسباب مُضافة للفرقة واستباحة الدماء"، وفق قوله.
اعتذار رئاسي
وفي سياق تأجيل الانتخابات قدم الكوني، اعتذاره لليبيين عن عدم الالتزام بالموعد وتأخر الاستحقاق، قائلا: "ما بين المكسب والخسارة مساحة حزن تكتسح الكل".
وتابع في تغريدة بمناسبة الذكرى الـ 70 لاستقلال ليبيا إن بلاده خسرت رهان جعل الـ24 من ديسمبر موعدا للديمقراطية، ليختار الليبيون من يحكمهم لأول مرة.
ولليوم الثاني على التوالي انطلقت مظاهرات في العاصمة الليبية طرابلس، رافضة تأجيل الانتخابات ومتمسكة بإجرائها في الموعد الجديد المقترح 24 يناير/كانون الثاني المقبل.
وأمس خرج آلاف المتظاهرين في المدن الليبية شرقا وغربا من طبرق وبنغازي إلى مصراتة وطرابلس غربا وسبها جنوبا، اعتراضا على تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة الجمعة.
تأجيل اضطراري
وصباح الأربعاء الماضي، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية اقتراحها تأجيل الجولة الأولى من الانتخابات إلى 24 يناير/كانون الثاني 2022.
وقالت في نص اقتراحها إنه وفقا لما ورد بالمادة (43) من القانون رقم (1) لسنة 2021 بشأن انتخاب رئيس الدولة وتحديد صلاحياته وتعديلاته، والتي تنص على أن تُعلن المفوضية عن تأجيل عملية الاقتراع، ويحدد مجلس النواب موعداً آخر لإجراء عملية الاقتراع خلال 30 يوماً، فإنها تقترح بعد التنسيق مع البرلمان أن يؤجل يوم الاقتراع (للجولة الأولى) إلى 24 يناير/كانون الثاني 2022.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز