أزمة الكهرباء تشعل الاحتجاجات ضد "الدبيبة" في طرابلس
تشهد العاصمة الليبية طرابلس، احتجاجات منددة باستمرار انقطاع الكهرباء لساعات، وسط رفض لسياسة حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية.
وتزداد أزمة احتجاجات الكهرباء في طرابلس مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع المياه، وسوء الخدمات المقدمة لليبيين في العاصمة.
وخرج عشرات المتظاهرين من تاجوراء مرورا بسوق الجمعة وصولا لشوارع العاصمة طرابلس وهم يهتفون بشعارات غاضبة رافضة لسياسة الحكومة المنتهية ولاياتها وفشلها في إدارة الملفات الهامة كتوفير الأمن لليبيين.
ورفع المحتجون شعارات ولافتات مكتوب عليها "مرضانا يعانون" و"درجة الحرارة 50 والكهرباء وين؟" و"يكفينا معاناة يا ناس الكهرباء".
تفاقم الأزمة
وائل الترهوني، طالب جامعي وأحد المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها طرابلس، قال لـ"العين الإخبارية" إنه "يضطر خلال الفترة المسائية من التنقل بين المطاعم والمقاهي بحثا عن الكهرباء حتى يتسنى له الدراسة وإتمام واجباته الجامعية في ظل الانقطاع المتكرر والمتواصل للتيار في منطقتهم".
ورأى الترهوني أن حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية تعمل على الضغط على المدنيين من خلال افتعال الأزمات للانشغال بها وينسون فشلها في تقديم الخدمات الأساسية والبسيطة لهم.
وطالب النيابة العامة الليبية بالتحقيق مع عبدالحميد الدبيبة والمسؤولين بالشركة العامة للكهرباء المتورطين في افتعال الأزمات وسرقة المال العام.
وتعمل في ليبيا 10 محطات لإنتاج الطاقة الكهربائية، إلا أنها لا تقوم بتوليد التيار بالشكل المطلوب، بسبب عدم إجراء الصيانة اللازمة لها من قبل حكومة الدبيبة التي أنفقت أكثر من 900 مليون دينار على قطع غيار المحطات والوحدات المولدة للطاقة.
وأبرمت عقودا من بعض الدول المجاورة لها لمدها بالكهرباء، عبر إبرام تعاقدات مع شركات وهمية قدرت بحوالي 42 مليون يورو.
وبحسب تقرير ديوان المحاسبة الليبي فقد بلغت مصروفات الشركة الكهرباء في ليبيا خلال 8 سنوات نحو 23.5 مليار دولار.
غضب شعبي ليبي
وأغلق عدد من سكان غوط الشعال والهضبة الشوارع، وأحرقوا إطارات السيارات في أحياء أخرى أيضاً، في حين أقدم مسلحون تابعين للمليشيات المسلحة بطرابلس على تفريق المحتجين.
وبحسب الشركة العامة للكهرباء فقد وصلت ساعات طرح الأحمال في العاصمة لأكثر من 12 ساعة في اليوم بالتزامن مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والنقص الحاد في الوقود والديزل.
وبالإضافة لأزمة الكهرباء تعاني غالبية مدن الغرب الليبي من انقطاع المياه بشكل متكرر، مما اضطر أغلب مواطني العاصمة والمجالس البلدية إلى حفر آبار للنقص الشديد في المياه.
وسبق أن تعرضت مقار تابعة للشركة العامة للكهرباء لهجمات وسرقات من قبل المليشيات المسلحة والعصابات المنظمة شملت أغلب مكاتبها وسيارات الخدمة.
وسعت الحكومة منتهية الولاية في أبريل/نيسان 2021 للاستعانة بالخبرات الخارجية، لتجهيز وصيانة شبكة الكهرباء، ولكن فشلت في تنفيذها، ما يؤكد وجود شبهات فساد مالي وإداري حول تللك الاتفاقيات.
ويبلغ عجز الطاقة الكهربائية في ليبيا خلال الشتاء 1000 ميجاواط، ويصل إلى 2500 ميجاواط خلال الصيف، بحسب بيانات سابقة للشركة العامة للكهرباء.
وتنتج الشركة 5500 ميجاواط، بينما حاجة البلاد لتغطية الاستهلاك تقدر بـ6500 ميجاواط تصل إلى 8000 ميجاواط خلال شهور الصيف.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز