إليف شفق.. نموذج لعنف أردوغان ضد الأدباء والنساء
الكاتبة التركية الشهيرة إليف شفق تتعرّض لِوابل تهديدات ومضايقات من قبل أشخاص مؤيدين لحكومة أردوغان.
لطالما قدّمت الحكومة التركية سلسلة من الأمثلة السيئة فيما يخص العنف وقمع الحريات وفرض رقابة حديدية على إبداعات الكتاب والأدباء والمفكرين، آخرها ضد الكاتبة التركية الشهيرة إليف شفق.
- الروائية التركية إليف شفق: صعود اليمين المتطرف صدام ثقافات وليس حضارات
- تركيا تدرج جمعية خيرية تساعد اللاجئين بقوائم الإرهاب
وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، اقتحمت السلطات التركية الشهر الماضي دار النشر القائمة على طباعة رواية إليف شفق الأخيرة "جريمة فاحشة" (crime of obscenity) لتصادر نسخ الرواية الموجودة داخل الدار بأوامر من المدعي العام، إذ يتطرّق الأثر الأدبي إلى ظاهرة العنف الجنسي والجسدي ضد النساء في تركيا.
وأوضح تقرير "الجارديان" أن إليف شفق المقيمة في العاصمة البريطانية لندن، تعرّضت لوابل تهديدات ومضايقات من قبل أشخاص مؤيدين لحكومة أردوغان، إلى جانب التضييق والمراقبة الأمنية الإلكترونية من السلطات على حساباتها الشخصية.
ولا تعدّ حالة التعنت وكبت الحريات ضد الروائية التركية هي الأولى من نوعها؛ إذ تمتلك الحكومة التركية تاريخاً مظلماً وباعاً طويلاً في اضطهاد الصحفيين والمثقفين والكتاب، وجميع أطياف المجتمع التركي، بما في ذلك النساء والفتيات، وهذا ما أوضحته إليف شفق في روايتها المصادرة.
ووفق مجموعة "We Will Stop Femicide" النسوية المدافعة عن حقوق النساء حول العالم، فإن أرقام الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق النساء والفتيات داخل المجتمع التركي مخيفة للغاية، حيث أثبتت الإحصائيات الأخيرة أن 38٪ من النساء الأتراك يتعرَّضن للعنف البدني أو الجنسي من قبل شركائهن، كما فارقت أكثر من 409 نساء الحياة على يد شركائهن أو أحد أفراد عائلتهن عام 2017 فقط.
ويبدو ألاّ أمل يلوح في الأفق بخصوص أوضاع النساء داخل المجتمع التركي لا سيما بعد أن سبق لأردوغان التصريح عام 2014 بأنه لا يمكن وضع النساء والرجال على قدم المساواة وفي مكانة واحدة؛ حيث وصف النساء بالنقص، كما يبدو أن سنة 2016 حملت معها ترجمة واقعية لأفكار الرئيس التركي عن النساء؛ إذ وقع إقرار قانون يُسقِط تهمة الاغتصاب عن مرتكبه في حال تزوّج الجاني من الضحية.
وتعد الروائية إليف شفق نموذجاً حياً لا لقمع حكومة أردوغان للصحفيين والكتاب فحسب بل أيضاً للنساء عموماً؛ إذ تم اتهامها عام 2006 بإهانة تركيا، بعدما أشارت في رواية "The Bastard of Istanbul" إلى المذابح والإبادات الجماعية التي ارتُكِبت بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.
وتعدّدت جرائم ومضايقات وانتهاكات حكومة أردوغان بحق الكثير من الصحفيين والكتاب والمبدعين الأتراك خصوصاً إثر 2016، سواء بإغلاق الصحف والمنافذ الإعلامية أو الاعتقال، إلى درجة وصفت من خلالها منظمة العفو الدولية تركيا بأنها أكبر سجن للصحفيين والمبدعين في العالم.