بعد أزمة برويدي.. تحذيرات من تأثير أموال قطر على الإعلام الغربي
تنظيم الحمدين موّل خلال الحملة وسائل إعلام ومراكز أبحاث، فضلًا عن توظيف حاشية كبيرة من جماعات الضغط مقابل ملايين الدولارات شهريا.
حذرت تقارير إعلامية وساسة غربيون من تأثير نفوذ الإعلام القطري الذي ينسج تحالفات مريبة ضد خصومه وتبييض وجهه خاصة بعد أزمة إليوت برويدي، رجل الأعمال الأمريكي.
- محلل أمريكي: وكلاء قطر يتدخلون في سياسة "نيويورك تايمز"
- جامع تبرعات ترامب يرفع قضية جديدة لفضح قرصنة قطر
وتحدث كثير من التقارير الأجنبية عن الدعوى القضائية التي رفعها "برويدي"، رجل الأعمال وجامع التبرعات لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد إمارة قطر، اتهمها فيها باختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به واجتزائها ونشرها بغرض تشويه سمعته؛ بسبب انتقاده الشديد لها.
ليتكشف لاحقًا أن كتّاب تلك التقارير بالصحف الغربية كانت لهم صلات بعملاء يعملون لصالح قطر.
وتعود قصة برويدي إلى يناير/كانون الثاني 2018، عندما اخترق قراصنة بريده الإلكتروني وبريد زوجته ومساعده الشخصي.
وعلى مدار الأشهر التالية، تمكن هؤلاء القراصنة من الوصول إلى آلاف المستندات والاتصالات السرية والمسجلة على خادم شركته وفي حسابات البريد الإلكتروني.
في هذا الشأن، أعدت الباحثة الأمريكية إرييل ديفيدسون تقريرًا منشورا عبر موقع "ذا فيدراليست"، أوضحت فيه أن قضية برويدي تسلط الضوء عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه وسائل الإعلام لمهاجمة مواطن أمريكي.
وقالت الباحثة الأمريكية، خلال تقريرها، إن برويدي على مدار العقدين الماضيين كان بين ممن حذروا من تهديدات الإسلام السياسي، وبينما كان يدعم الحلفاء في الشرق الأوسط للتصدي للإخوان، كانت قطر تشارك في حملة علاقات عامة مكثفة بهدف تبرئة ساحة الدوحة من تهم الإرهاب.
وأوضحت أن تنظيم الحمدين مول خلال الحملة وسائل إعلام ومراكز أبحاث، فضلًا عن توظيف حاشية كبيرة من جماعات الضغط مقابل ملايين الدولارات شهريًا، لكن كان برويدي يحاول منع الجهود القطرية تلك من كسب ود واشنطن.
ورأت ديفيدسون أنه رغم أن برويدي ليس معروفًا للكثيرين خارج الدوائر السياسية، تعتبر قصته إنذارًا بشأن قدرة تأثر وسائل الإعلام بالعملاء الأجانب، بعدما أصبح في عام 2017 أبرز منتقدي قطر جراء دعمها لحماس وجماعة الإخوان الإرهابية.
وأشارت إلى أن تعامل الإعلام مع برويدي، سواء كان نابعًا من رغبة لحماية قطر أو التشهير بترامب، فهو مقلق بشكل بالغ؛ إذ أظهر قبولًا متزايدًا بين المراسلين الصحفيين لاستخدام وثائق تم اختراقها ثم إخفاء مصادر قصصهم.
ولفتت إلى أن ما قاله برويدي يطرح صورة خطيرة حول اختراق حكومة أجنبية لمواطن أمريكي في محاولة لإسكاته من خلال تشويه سمعته.
وبالنظر إلى عدد المقالات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز بشأن برويدي، قالت الباحثة الأمريكية: يبدو أن المراسل له علاقة طويلة الأمد بأشخاص ارتكبوا جرائم خطيرة، ويساعد بشغف حملتهم ضد المتبرع الجمهوري السابق خاصة أنها تستند لرسائل بريد إلكتروني مسروقة".
وأوضحت الباحثة الأمريكية أن الشائع بالنسبة للمراكز البحثية هو تواصل المتبرعين معها بشأن سياسات ورؤى تتسق معهم ويدفعون لهم المال للقيام بذلك، والمراكز حرة في رفض تلك الأموال حال بدا أن رؤى المتبرع تتعارض مع مهمة المنظمة أو أولوياتها.
لكن ما ليس شائعًا –بحسب الباحثة– هو تحويل الوثائق المخترقة لسلاح وغسل استراتيجي لتلك المعلومات عبر الصحافة، مشيرة إلى أن محنة برويدي تسلط الضوء على مخاطر تحيز الإعلام، الذي يجعلها عرضة للنفوذ الأجنبي.