جلسة مجلس الأمن بشأن لبنان.. دعوات تهدئة وخطط لوقف إطلاق النار (فيديو)
محاولة دولية حثيثة لاحتواء الأوضاع في لبنان، خشية اندلاع حرب شاملة تقود المنطقة لدمار غير مسبوق، انطلقت عبر مجلس الأمن الدولي.
وعبر اجتماع طارئ، أعلنت عنه بعثة سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للهيئة، بطلب من فرنسا، دعت الدول المشاركة أطراف النزاع ومن يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّرا للجميع.
- لبنانيون بين حربين..«ملجأ الذكريات» يعيد أهوال 2006
- إسرائيل تدفع «الاحتياط» لحدود لبنان.. العملية البرية تلوح في الأفق
«الجحيم يندلع بلبنان»
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن «الجحيم بدأ يندلع في لبنان».
وأضاف: "في هذه اللحظة، أفكر بالشعب اللبناني في الوقت الذي تسبّبت فيه غارات إسرائيلية لتوّها بسقوط مئات الضحايا المدنيين، بمن في ذلك عشرات الأطفال".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: "لا بد من احترام سيادة لبنان وعودة جميع السكان إلى منازلهم".
وأشار غوتيريش إلى أن "تل أبيب تعاني من الاعتداءات المتكررة لحزب الله واستهدافه للمناطق المدنية الإسرائيلية".
ودعا الأمين العام إلى ضرورة "تجنب الحرب الشاملة بأي ثمن"، مؤكدا على أنه «لا يمكن للبنان أن يصبح غزة أخرى».
خطة لوقف إطلاق النار
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل باروت، أن "الوضع في لبنان قد يصل إلى نقطة اللاعودة".
وأعرب، خلال كلمته بمجلس الأمن، عن "التضامن مع المدنيين اللبنانيين الذين يتعرضون للضربات الإسرائيلية".
وأشار باروت إلى أن "التوتر بين إسرائيل وحزب الله قد يدفع بالمنطقة إلى نزاع شامل"، مطالبا بـ"إنهاء الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق بين إسرائيل وحزب الله".
وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن "الخطة الأمريكية الفرنسية لوقف إطلاق النار المؤقت في لبنان ستعلن قريبا جدا"، موضحا أن "الحرب بين إسرائيل وحزب الله ليست حتمية".
وتابع وزير الخارجية الفرنسي: "عملنا مع شركائنا على مقترح فرنسي أمريكي لإرساء وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان".
«عدوان سافر»
أما وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، فقد أكد أن "لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي سافر".
وأضاف خلال كلمته بمجلس الأمن: "لا بد من إدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان ومحاسبة المتسببين فيه".
وشدد وزير الخارجية الجزائري على أن "لبنان لا يجب أن يتحول إلى غزة أخرى"، مضيفا: "علينا وقف حرب الإبادة الدائرة في قطاع غزة".
دعوة لوقف التصعيد
بدوره، دعا نائب وزير الخارجية الروسي، موسكو تدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في لبنان.
وعبر نائب وزير الخارجية الروسي، عن "رفض بلاده للهجمات العشوائية التي يكون ضحاياها من المدنيين"، مضيفا: "ندين الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان".
وأشار إلى أن "المدنيين هم الضحايا على جانبي الخط الأزرق بين إسرائيل وحزب الله"، مطالبا بـ"تطبيق قرار مجلس الأمن 1701".
وعبر نائب وزير الخارجية الروسي، عن دعمه لـ"قوات اليونيفيل ودورها في تحقيق الاستقرار على طول الخط الأزرق".
مقترح يعيد الهدوء
وفي سياق متصل، أكد روبرت وود نائب مبعوثة أمريكا لدى الأمم المتحدة، أن "واشنطن تحاول تجنب حرب أوسع نطاقا لن تصب في مصلحة لبنان أو إسرائيل".
وأوضح وود في كلمته بمجلس الأمن، أن "الحل الدبلوماسي هو المسار الوحيد لوقف التصعيد والسماح للنازحين في لبنان وإسرائيل بالعودة لديارهم".
وعبر نائب المبعوثة الأمريكية عن "القلق إزاء تقارير عن مقتل مئات المدنيين اللبنانيين".
وأشار إلى أن "إيران زودت حزب الله بالأسلحة ما أدى إلى عدم الاستقرار بالمنطقة"، مشددا على أن "إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد اعتداءات حزب الله".
واستطرد: "نعمل مع دول أخرى على مقترح نأمل أن يؤدي للهدوء وإفساح المجال أمام الحل الدبلوماسي".
«على شفا هاوية»
من جانبه، حذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي من خطر حرب إقليمية واسعة النطاق، مضيفا: «نحن على شفا هاوية».
وطالب لامي، خلال كلمته بمجلس الأمن: "نطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله فالحرب الشاملة لن تصب في مصلحة أحد".
وأضاف: "نندد بهجمات حزب الله على إسرائيل والتي أبعدت عشرات الآلاف عن ديارهم".
لبنان يطلب ردع إسرائيل
من جانبه، أكد نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني أن "إسرائيل تنتهك سيادة لبنان، وتتعامل بوحشية مع شعبه وتواصل قتل المدنيين وتدمير المنازل".
وخلال كلمته بمجلس الأمن، قال ميقاتي: "بلادنا اليوم ضحية عدوان سيبراني جوي بحري وقد يتحول إلى بري وحرب إقليمية واسعة".
وطالب رئيس الوزراء اللبناني بـ"إجراءات رادعة ضد المعتدين علينا"، داعيا مجلس الأمن إلى "الضغط على إسرائيل من أجل وقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات".
وشدد رئيس الوزراء اللبناني على حق بلاده في "الاستقرار والأمن والسيادة واستعادة أراضيها المحتلة".
ولفت إلى أن "الانتهاكات الإسرائيلية تقوض الاستقرار وتعرض المنطقة لخطر الانفجار في أي لحظة".
إسرائيل.. «لا نسعي للحرب»
من جانبه، قال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن بلاده "تنفذ ضربات دقيقة في لبنان ضد حزب الله".
وأكد مبعوث إسرائيل، أن "تل أبيب لا تسعى إلى حرب شاملة، ومنفتحة على أفكار لتهدئة الصراع في لبنان، كما لا ترغب في اجتياح بري".
وشدد دانون: "لن نسمح بأن يتحول شمال بلادنا لمنطقة حرب"، مضيفا "لن يكون هناك سلام في المنطقة حتى نفكك التهديد الإيراني"، متهما إيران بمواصلة "استخدام أذرعها ووكلائها من أجل تهديد إسرائيل".
وطالب دانون بـ"تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل".
والقرار 1701 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في عام 2006 يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان.
ويطالب القرار حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته وإسرائيل الوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية وسحب كل قواتها من جنوب لبنان.
كما يدعو القرار الحكومة اللبنانية لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة –يونيفيل- وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق. ويدعم وقف دائم لإطلاق النار وحلّ بعيد المدى.
الجامعة العربية
وفي سياق متصل، أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن "إسرائيل لا ترغب في وقف الحرب بل توسيعها وتعريض شعوب المنطقة للخطر".
وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته بالمجلس: "أمامنا فرصة للتراجع عن الهاوية ووقف الحرب في غزة والضفة ولبنان".
«وضع قابل للانفجار»
أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فقد أكد بدوره، أن "استهداف إسرائيل المتعمد للمدنيين في لبنان يدق ناقوس الخطر عالميا".
وأضاف، في كلمته بمجلس الأمن: "إسرائيل لا تسعى للسلام أو وقف إطلاق النار وإنما جر المنطقة لحرب شاملة".
وشدد على أن "طهران ستدعم لبنان بكل الوسائل إذا زادت إسرائيل من شدة هجومها العسكري على حزب الله".
بدوره، طالب وزير الخارجية السوري، بـ"منع إسرائيل من توسيع الحرب في المنطقة".
عجز مجلس الأمن
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن "ما يشهده لبنان اليوم عدوان مكتمل الأركان".
وشدد خلال كلمته بمجلس الأمن على أن "المأساة التي يشهدها لبنان تأتي نتيجة لعجز مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤوليته إزاء غزة".
وبين أن "ما يحدث في لبنان اليوم مرشح للتمدد في ساحات أخرى بالمنطقة ما لم يقم المجتمع الدولي بمسؤوليته ضد آلة القتل والتدمير".
وطالب عبد العاطي بـ"الوقف الفوري وغير المشروط للانتهاكات المستمرة للأراضي والأجواء اللبنانية".
كما طالب وزير الخارجية المصري بـضرورة "وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة"، مشددا على "الشرق الأوسط أمام منعطف خطير وتهديد حقيقي".
«تجنب غزة جديدة»
من جانبه، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: "علينا أن نتجنب تحول جنوب لبنان إلى غزة جديدة".
وأضاف بوريل: "ما يحدث بجنوب لبنان لا يمكن فصله عما يحدث في غزة"، مؤكدا: "لا بد من وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق".
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز