زملاء "برنامج خبراء الإمارات" يحددون الاتجاهات العشرة للاستدامة
تعاون 10 زملاء في "برنامج خبراء الإمارات" لتحديد الاتجاهات العشرة الرئيسية التي تشكل ملامح الاستدامة في دولة الإمارات.
وتتطلب تضافر الجهود وتكثيف العمل لتحقيق أجندة الاستدامة، وذلك استجابة لإعلان دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة.
استشراف مستقبل أكثر استدامة
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قد دعا أفراد المجتمع والمؤسسات إلى التفاعل الإيجابي مع مبادرات وأنشطة عام الاستدامة والعمل معًا في جهود جماعية تقود البلاد نحو مستقبل أكثر استدامة.
والتوجهات العشرة للاستدامة التي توصل لها زملاء "برنامج خبراء الإمارات" هي: التكيف مع التغير المناخي وتمويل أنشطة المناخ، وتكنولوجيا الغذاء، وجودة الهواء، والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص للاستفادة من الأبحاث، وتطوير المواهب الخضراء لدعم الاستدامة، والنقل المستدام، والاقتصاد الدائري- الاستهلاك والانتاج بشكل مسؤول، والتطور التقني والذكاء الاصطناعي، تحول الطاقة (إزالة الكربون، والطاقة المتجددة) – والتحول العادل نحو الطاقة، والمباني الخضراء: استدامة العقارات التجارية.
وكان برنامج خبراء الإمارات قد انطلق في عام 2019، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بهدف إعداد قاعدة متنوعة من الكوادر الوطنية الاستشارية التي تسهم في دفع التنمية ورسم مستقبل مختلف القطاعات في دولة الإمارات.
تعزيز مسار التحول الأخضر
و فيما يتعلق "بالتكيف مع التغير المناخي وتمويل أنشطة المناخ"، يرى زملاء البرنامج أن مخاطر التغير المناخي ستؤدي إلى زيادة التكاليف التي تتطلب استثمارات متسارعة في مجال "التكيف مع التغير المناخي" وكذلك "التعافي"، مشيرين إلى أن تأثير التغير المناخي لا يقتصر على ارتفاع درجة الحرارة ولكنه يشمل أيضًا مجالات أخرى، مثل: الحد من الأراضي الرطبة، وتضرّر مصائد الأسماك، وتعرّض التنوع البيولوجي للخطر بسبب التغيرات في الغطاء النباتي، وزيادة ملوحة المياه الجوفية، وتقليل موارد مياه الشرب.
وفي مجال "تكنولوجيا الغذاء"، قال زملاء البرنامج إن هذا القطاع يشهد نموًا في دولة الإمارات بالنظر إلى دوره الاستراتيجي في دعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، مشيرين إلى أنه سيعزز الأمن الغذائي لدولة الإمارات ويساعدها على تحقيق الاكتفاء الذاتي. وسلط الزملاء الضوء على بعض الاستثمارات المهمة في هذا المجال في دولة الإمارات، ومنها إطلاق أكبر مزرعة عمودية داخلية في العالم "آيروفارمز".
وبخصوص "جودة الهواء"، قال زملاء البرنامج إن تلوث الهواء يعد أحد أكبر التهديدات البيئية على كوكب الأرض، حيث يؤثر على صحة الإنسان، متسبباً في وفاة سبعة ملايين شخص سنوياً، وكذلك الغابات والحياة البرية ومصائد الأسماك. كما أشار الزملاء إلى أن الأجندة الوطنية لجودة الهواء 2031 لدولة الإمارات تشكل إطاراً عاماً لقيادة وتنسيق جهود الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، ومؤسسات القطاع الخاص في رصد وإدارة جودة الهواء بفاعلية، والتخفيف من التلوث.
وحول "التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص للاستفادة من الأبحاث"، قال زملاء البرنامج إن تحقيق التأثير الحقيقي للاستدامة سيكون مستحيلاً دون مساهمة القطاع الخاص، الذي يوفر باستمرار أحدث التقنيات والخدمات عبر مختلف القطاعات بما في ذلك البحث والتطوير.
وبخصوص "المواهب الخضراء لدعم الاستدامة"، يرى زملاء برنامج خبراء الإمارات أن سوق العمل العالمية تشهد تطوراً هاماً من حيث المواهب الخضراء، وهذا يتطلب استكشاف هذا التطور والتكيف معه، مشيرين إلى أن الاقتصاد الأخضر لا يمكن أن يتحقق بدون المواهب الخضراء، وهذا يعني توظيف المهارات الهندسية وأصحاب الكفاءات في حل القضايا المعقدة، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وحول "النقل المستدام"، قال زملاء البرنامج إن إحدى تحديات الاستدامة الرئيسية في دولة الإمارات تتمثل في الحد من البصمة الكربونية التي تسببها وسائل النقل، مشيرين إلى أن دولة الإمارات تشهد العديد من المبادرات والمشاريع التي تعزز النقل المستدام، مثل مشروع قطار الاتحاد الذي سيقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 70-80%.
وفيما يتعلق بالاقتصاد الدائري، قال الزملاء إن إحدى التحديات الرئيسية للاستدامة في دولة الإمارات تتمثل في ارتفاع كمية النفايات، لذلك سيساعد تنفيذ نموذج الاقتصاد الدائري في دولة الإمارات على تعزيز الاستدامة. وحول "التطور التقني والذكاء الاصطناعي"، تحدث زملاء البرنامج عن دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي المتنامي لمواجهة التحديات البيئية، وألقوا الضوء على مشاريع عديدة في دولة الإمارات توظف التقنية في خدمة البيئة مثل مشروع هيئة البيئة في أبوظبي الذي يقوم بمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد بالأقمار الاصطناعية والدرون.
وفيما يخص تحول الطاقة (إزالة الكربون، والطاقة المتجددة)، تحدث زملاء البرنامج عن مساهمة تحول الطاقة في إحداث تأثيرات إيجابية على رفاهية الإنسان، كما أشاروا إلى أن التحول العادل للطاقة يجب أن يركز على خلق نمو شامل، وإعطاء الأولوية لرفاهية المجتمعات المتضررة، وضمان الوصول إلى طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة للجميع.
وحول "المباني الخضراء: استدامة العقارات التجارية"، قال زملاء البرنامج إن الانبعاثات تدفع قطاع العقارات إلى الابتكار واعتماد حلول مستدامة، مقترحين التركيز على جوانب مهمة مثل انتهاج معايير الاستدامة في التصميم والبناء، وتعديل المباني القائمة، والشهادات الخضراء التي تمنح للعقارات التي تنتهج الاستدامة مما يعزز أفضل الممارسات في الاستدامة وخلق ميزة تنافسية في السوق.
وزملاء برنامج خبراء الإمارات هم: عمر البريكي- نائب كبير المفاوضين في مكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الامارات، نوف الهاملي- مستشار للعلوم و التكنلوجيا المتقدمة في مكتب مساعد الوزير لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، سلطان الجنيبي- مساعد أول - استثمارات خاصة (جهاز أبوظبي للاستثمار)، ميرة المهيري- مهندس تفتيش أول (الهيئة الاتحادية للرقابة النووية)، علي الشمري- مدير الأصول (دول مجلس التعاون) - الأصول الدولية (طاقة)، عائشة حارب- مدير مركز البحث والتطوير وباحث في مجال الابتكار الاجتماعي الرقمي (شرطة دبي)، خليفة بن هندي- محلل بحوث أول (مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وزارة شؤون مجلس الوزراء)، مريم المريخي- شريك مؤسس والرئيس التنفيذي (آستروكلاود استوديو)، عبدالله الرميثي- مدير إدارة السياسات والتشريعات البيئية والتغير المناخي (هيئة البيئة – أبوظبي)، وهادف عبدالله زمزم- مدير مساعد أول - الدعم والتطوير، الاستثمارات غير التقليدية (شركة مبادلة للاستثمار).