مدينة "الإمارات الإنسانية".. تضامن إغاثي عابر للحدود
استضافت "مدينة الإمارات الإنسانية" آلاف العائلات الأفغانية، لتسجل موقفًا جديدًا من مواقف العطاء وترسخ مكانة الدولة كعاصمة للإنسانية سباقة في مد يد العون.
كما تدشن تلك الخطوة محطة إغاثية جديدة في تاريخ المدينة التي تأسست في مارس/آذار عام 2020 خلال زمن قياسي لاستضافة المئات من رعايا الدول الشقيقة والصديقة التي تم إجلاؤهم من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد–19" وذلك بناءً على طلب حكوماتهم.
مبادرة تلو أخرى تشهدها المدينة الإنسانية بأبوظبي تجسد حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة وتؤكد نهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة.
زيارة إنسانية
واتجهت أنظار العالم إلى مدينة الإمارات الإنسانية، أمس الجمعة، لمتابعة زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى المدينة التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة.
زيارة تأتي بعد أسبوع من توجيهه باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية والدعم اللازمين لهم في المجتمع بصفة مؤقتة بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة ويحقق الأهداف النبيلة لدولة الامارات العربية المتحدة في ظل مجتمع متسامح ومتكاتف.
واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال جولة في مرافق المدينة ومنافعها على الخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة.. واستمع من القائمين عليها إلى جميع الاحتياجات والمتطلبات التي توفرها المدينة.
وتستضيف حاليا مدينة الإمارات الإنسانية تجمعا للقادمين من أفغانستان تمهيدا لسفرهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بإشراف أمريكي.
وتفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سير العمل في موقع مغادرة مجموعات القادمين من أفغانستان والذين سيتوجهون إلى الولايات المتحدة ودول أخرى، واستمع من المسؤولين الأمريكيين بشأن عمليات تنظيم المغادرة وسلاسة الإجراءات.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى ضيوف الإمارات بما يوفر لهم سبل الراحة والطمأنينة خلال إقامتهم في المدينة ويضمن صون كرامتهم الإنسانية، كما أمر بتقديم مساعدات مادية إلى جميع الأفراد بما يعينهم على رحلتهم القادمة.
وفي رسالة إنسانية تحمل لغة طمأنة للعالم أجمع، أكد أن "دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني"، متابعا أنها "لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات".
وتقوم الإمارات حاليا باستضافة نحو 9000 أفغاني بشكل مؤقت.
كما سبق أن ساهمت منذ مطلع أغسطس/آب الماضي، في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان.
وتعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي بادرت إلى توفير الملجأ الآمن للشعب الأفغاني عبر استقبال آلاف المواطنين الأفغان وإيوائهم في مدينة الإمارات الإنسانية وتقديم أرقى مستويات الرعاية لهم.
العائدون من الصين
استضافة آلاف العائلات الأفغانية في المدينة الإنسانية بأبوظبي، أعادت تذكير العالم بالدور نفسه الذي قامت به الإمارات في بداية جائحة كورونا وكانت مدينة الإمارات الإنسانية أيضا شاهدة عليه.
محطات متتالية تؤكد ريادة الإمارات في العمل الإغاثي، وتثبت عبرها الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام في مقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لكافة شعوب العالم.
ففي 4 مارس/آذار من العام الماضي، استقبلت مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة بعد إجلائهم من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وذلك بناء على طلب حكوماتهم وإعلاء لقيم الإمارات الإنسانية القائمة على مد يد العون والمساعدة والتضامن مع الشعوب والمجتمعات في الأزمات والكوارث.
وفزع أبناء الإمارات المخلصون بناء على توجيهات القيادة الرشيدة لتجهيز مدينة الإمارات الإنسانية ورفدها بالأثاث اللازم إضافة إلى تأسيس مركز للصحة الوقائية في زمن قياسي خلال 48 ساعة ما يؤكد قدرة الإمارات وإمكاناتها في التعامل مع الحالات الطارئة وأن نهج العطاء الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إرث إنساني راسخ ينهل منه أبناء الإمارات لخدمة الإنسانية جمعاء ونجدة الأشقاء والأصدقاء في الظروف الحرجة.
وتم تجهيز مدينة الإمارات الإنسانية وفق أرقى المعايير التي تراعي في تصميمها الخصوصية وتوفر وسائل الترفيه للأطفال والكبار في الساحات الخارجية التي تكتسي الأخضر والأماكن الداخلية المجهزة بوسائل الترفيه فيما تلبي المدينة أفضل معايير الأمن والسلامة وذلك لضمان راحة الأشقاء والأصدقاء في وطنهم الثاني الإمارات عنوان الإنسانية.
وتضم الساحات الخارجية لمدينة الإمارات الإنسانية العديد من الملاعب ووسائل الترفيه المخصصة للأطفال والكبار فيما تم تجهيز المدينة من الداخل وفرشها بالأثاث إضافة إلى تأسيس مركز للصحة الوقائية وتوفير كافة الوسائل اللازمة للإعاشة من الدواء والغذاء وغيرها من المستلزمات المعيشية الضرورية.
وتكاتفت كافة الجهود الوطنية المشتركة والجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات لإنجاز هذه المبادرة الإنسانية في زمن قياسي ما يجسد نهج الإمارات الراسخ في العطاء والتلاحم والتآزر لخدمة الإنسانية والوقوف إلى جوار الأشقاء والأصدقاء والتضامن معهم في الظروف الصعبة.
وشارك في تجهيز مدينة الإمارات الإنسانية نماذج مضيئة من المتطوعين من شباب وشابات الإمارات ليرسموا لوحة إنسانية فريدة مضمونها أن أبناء زايد الخير نبراسا للعطاء ورموز ملهمون للتضامن مع الأشقاء والعمل الإنساني دون انتظار مردود أو مقابل.
وعكست أزمة "كوفيد 19" قيم الخير والتعاضد الراسخة في المجتمع الإماراتي الذي بادر بجميع مكوناته من مواطنين ومقيمين للمشاركة في مختلف المبادرات المجتمعية الداعمة للمتضررين من الأزمة على النطاق المحلي والدولي أيضا.
وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي أعلنت استعدادها للوقوف مع الصين في مواجهة تداعيات فيروس كورونا.
وعززت دولة الإمارات من خلال دورها الإنساني الجهود العالمية لمجابهة فيروس كورونا، فقدمت إمدادات طبية إلى الكثير من الدولة حول العالم.
ودشنت الإمارات جسور مساعدات إنسانية وصلت إلى أكثر من 136 دولة حول العالم، حملت أكثر من 2250 طناً من المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة، واستفاد منها الملايين حول العالم.
جهود لم تتوقف عند إرسال طائرات مساعدات، بل دعمت الإمارات وشاركت في كل تحرك دولي جماعي للتصدي لجائحة كورونا، بما في ذلك دعم الجهود الدولية لتسريع عملية اللقاحات والتوزيع العادل للقاح، حيث أطلقت مبادرة "ائتلاف الأمل" من أجل الاستعداد لتسهيل ودعم توزيع 6 مليارات جرعة من التطعيمات حول العالم مع رفع هذه القدرة إلى 18 ملياراً في نهاية عام 2021.
وشكلت مساعدات دولة الإمارات حتى يوليو/تموز الماضي نحو 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتعثرة خلال جائحة "كوفيد-19"، في صورة تجسد أسمى قيم التضامن الإنساني من خلال العمل على دعم المتضررين في مختلف أنحاء العالم، وهذا هو نهج الإمارات في التعامل الإنساني مع الأزمات والكوارث في كل مكان.
وعقب تدشين المدينة، تلقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية و التعاون الدولي الإماراتي رسالة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أكد فيها تقديره للجهود التي تبذلها دولة الإمارات لاستقرار المنطقة ومكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وثمن في رسالته مبادرة إنشاء "مدينة الإمارات الإنسانية" في أبوظبي وتجهيزها بجميع الخدمات لاستقبال رعايا الدول بمختلف جنسياتهم العالقين في مدينة ووهان الصينية مؤكدا أنها مبادرة تعكس نهج العمل الإنساني الراسخ في السياسة الإماراتية.
رسائل رجل الإنسانية
وكما حرص "رجل الإنسانية" الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تفقد العائلات الأفغانية بالمدينة الإنسانية، كان حريصا كذلك على الترحيب بضيوف الإمارات العائدين من الصين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة.
ووجه رسائل لهم حملت في طياتها معاني نبيلة وأصيلة كانت بمثابة الدعم النفسي والمعنوي وأدخلت البهجة والسرور على قلوب الأشقاء والأصدقاء الذين ضاقت بهم السبل وقامت الإمارات بإجلائهم من مقاطعة هوبان الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وتضمنت رسالة الترحيب الشخصية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بضيوف الإمارات كلمات خالدة يسجلها التاريخ بمداد من نور في سجل الإنسانية كونها فتحت أبواب الأمل والطمأنينة في قلوب سكنها الخوف والقلق جراء ظروفهم الطارئة لتأتي تتويجا لمسيرة الإمارات الإنسانية.
وفي سطور الرسالة كانت مشاعر الأبوة تحنو على رعايا الدول الشقيقة والصديقة العائدين من الصين بما تحمله من إدراك كامل وإحساس صادق يؤمن بوحدة المصير الإنساني ويخفف من صعوبة الموقف الذين تعرضوا له نتيجة مغادرتهم مكان إقامتهم بسبب أزمة طارئة لتصل معاني الرسالة النبيلة إلى قلب وعقل المقيمين في المدينة الإنسانية وخارجها.
وجسدت كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة أمل وتفاؤل جديدة ودعما نفسيا كبيرا لضيوف الإمارات وأسهمت في التخفيف من وطأة ظروفهم الطارئة لتؤكد هذه الرسالة السامية نهج الإمارات الإنساني وتضامنها مع الشعوب في أصعب الظروف.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز