لا شك أن الإنجاز التاريخي الذي حققه رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، ومن قبله زميله هزاع المنصوري بالوصول إلى الفضاء يعتبر إنجازًا تاريخيًا، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وهو إنجاز عمل على تحقيقه رجال مخلصون بدءًا من مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ثم جاء بعده "خليفة الخير" الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في مرحلة التمكين، ليأتي بعده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات في مرحلة الريادة بمساندة أخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهم حكام الإمارات.
والمتطلع إلى هذه الإنجازات المتنوعة يدرك بما لا مجال للشك فيه، أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق بدون عمل دؤوب ليلًا ونهارا سراً وجهرًا، ضمن خطط وبرامج تدريبية متخصصة على مدار سنوات عديدة، بقيادة سياسية متميزة ثم بسواعد أكثر من 200 متخصص، من أبناء وبنات الوطن.
ومما لا شك فيه أيضا، أن أحد مخرجات وصول الإمارات للفضاء هو تعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات، وتعزيز الهوية الوطنية الإماراتية، من خلال "الوگاية الإماراتية" (عباءة سوداء طويلة تمثل الزي التقليدي للمرأة الإماراتية).
هذه "الوگاية " التي يفخر بها رجال الإمارات حيث تتميز بها "الإماراتية" في كل مكان، فـ"الإماراتية" هي أم الرجال، وأخت الرجال، وبنت الرجال، وزوجة الرجال، هذه "الإماراتية" التي تجوب الدنيا شرقًا وغربًا، وتجوب البحار، وتطير في السماء، وتعانق الفضاء وهي ملتزمة بـ"وگايتها وشيلتها ع راسها" وهي تفتخر فيه وتفتخر بوطنها.
هذه "الوگاية" التي لبستها مريم المنصوري (أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار في سلاح الطيران) وهي تدك معاقل الإرهابيين، هذه "الوگاية" التي تقود بها "طيارات إماراتيات" أكبر الطائرات التجارية، هذه "الوگاية" التي التزمت بها بنات الإمارات في عمليات الإغاثة الإنسانية في مختلف دول العالم، هذه "الوگاية" التي أحس شخصياً بمشاعر الفخر تجاه ابنتنا عائشة بنت عبدالله الملا من مركز محمد بن راشد للفضاء، وهي تتحدث عن مراحل الإطلاق.
هذه "الوگاية والشيلة " التي لبستها (أم سلطان النيادي) وهي تتكلم بكل فخر واعتزاز عن ابنها سلطان، وكلنا شوق وأمل وثقة بأن هذه "الوگاية الإماراتية" ستصل إلى الفضاء على رأس رائدة الفضاء الإماراتية نورا المطروشي.
هذه "الوگاية" التي أحسسنا بكل مشاعر الفخر والاعتزاز عندما تقدمت د. حنان السويدي (طبيبة رواد الفضاء) بــــ"وگايتها" وبكل ثقة بالمساعدة في إخراج سلطان النيادي من المركبة الفضائية فور نزوله، في موقف مهيب حيث اختلطت "دموع الفرح" بوصول سلطان و "دموع الفخر" بـ" وگاية" د. حنان، حيث كانت أول من استقبل ابن وطنها سلطان بعد رحلة الفخر والاعتزاز.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة