فلسطين 2020.. الإمارات تنقذ حل الدولتين بشطب قرار الضم
بدأ العام 2020 بتلويح إسرائيلي بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وتوسطته استعدادات لضم 30% من مساحتها لولا تدخل من الإمارات.
وكان من شأن تنفيذ إسرائيل للضم الذي طوى التدخل الإماراتي صفحته، أن يمنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقبلا وليشطب حل الدولتين المدعوم فلسطينيا وعربيا ودوليا.
فالضم كان سيطال غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية ومساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في محيطها وشمال البحر الميت.
ولكن الإعلان الإماراتي- الأمريكي- الإسرائيلي أواسط شهر سبتمبر/أيلول من العام الجاري تضمن بندا صريحا عن وقف إسرائيل لضمها أراضي فلسطينية.
وسبق ذلك مقالة نشرها السفير الإماراتي يوسف العتيبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأوسع انتشارا في إسرائيل، التي حذر فيها من إقدام إسرائيل على ضم أراض فلسطينية.
وكتب في مقالته: "كونه خطوة أحادية ومتعمدة، فإن الضم هو عبارة عن استيلاء غير قانوني على الأراضي الفلسطينية، وهو يتحدى الإجماع العربي – بل والدولي – بشأن الحق الفلسطيني بتقرير المصير، وسيشعل العنف ويثير المتطرفين، وسيرسل موجات صادمة عبر المنطقة".
كما حذر من أن الضم الإسرائيلي "سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي والإمارات".
فهم الإسرائيليون أن ثمة فوائد لوقف عملية الضم ولذلك فقد أيد أكثر من 80% من الإسرائيليين الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي حتى وإن نص بوضوح على وقف الضم.
ولاحقا كشف السفير العتيبة أن منع الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية هو ما حفز الإمارات على التوصل لاتفاق سلام معها.
وقال العتيبة، في لقاء نظمه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عبر تقنية "زوم" وتابعته "العين الإخبارية"، إن "الضم هو ما جعلنا نتوصل إلى هذا القرار بالطريقة التي فعلناها والتوقيت الذي تم فيه. أعتقد أنه كان سيكون للضم تأثير سلبي عميق في الجزء الذي نعيش فيه من العالم".
وأضاف: "كان الضم سيتسبب في رد فعل سلبي للغاية لإسرائيل، ويضع الأردن تحت الضغط ويجبر الولايات المتحدة على الدفاع عن قرار غير شعبي للغاية في المنطقة. وكان سيخاطر بكل التقدم الذي أحرزناه فيما يتعلق بالانفتاح مع إسرائيل".
وقد وجد الاتفاق تأييدا في إسرائيل على الرغم من وقف الضم.
وقال الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين في دراسة تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها إن"أغلبية واضحة من أعضاء الكنيست ومعظم الجمهور يؤيدها ".
وأضاف: "على الهامش، يعارضها اليمين المتطرف، لأنه يرى أن وقف الضم هو فرصة تاريخية ضائعة للسيادة على أجزاء من الوطن وإنهاء خيار الدولة الفلسطينية".
وتابع بادلين أن الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي: "يعكس تقوية مهمة للمعسكر المعتدل والبراغماتي ضد إيران والقوى الراديكالية (..) في المنطقة، ويزيل موضوع الضم أحادي الجانب من جدول الأعمال، وبالتالي توسيع دائرة السلام في المنطقة، ويخلق ظروف انفتاح محسنة للمفاوضات ولترتيب إسرائيلي فلسطيني مستقبلي".
ولفت أودي ديكيل وكوبي ميخائيل، الباحثان في معهد دراسات الأمن الوطني في جامعة تل أبيب، في ورقة اطلعت عليها "العين الإخبارية" إلى أن الإمارات العربية المتحدة نجحت بوقف الضم بعد أن أخفق المجتمع الدولي والفلسطينيون في ذلك.
وقالا: "يمكن اعتبار الشرط الذي وضعه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية - بإلغاء خطط الضم، الذي أيده مستشار ترامب جاريد كوشنير، على أنه إنجاز للفلسطينيين، وهذا ما حرصت الإمارات على تقديمه".
وأضافا: "من المهم طمأنة القيادة الفلسطينية بأن الضم قد تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، ولن يتم طرحه بالكامل، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إعادة تأطير العلاقة مع إسرائيل، يجب على إسرائيل أن تجتهد في دحض تصور الفلسطينيين للعملية على أنها لعبة محصلتها صفر، حيث يكون كل مكسب إسرائيلي بالضرورة خسارة فلسطينية".
وتابعا: "على وجه التحديد في ظل الظروف التي تم إنشاؤها حديثًا، يتعين على إسرائيل تبني نهج داعم للسلطة الفلسطينية، مع التركيز على التحركات والتغييرات التي من شأنها تحسين حوكمة السلطة الفلسطينية وسيطرتها الفعالة".
وقاد وقف الضم إلى عودة فلسطينية إلى العلاقات مع إسرائيل بعد توقف استمر 6 أشهر.