يوم الطفل الإماراتي.. لماذا تقرر الاحتفال في 15 مارس؟
تحتفل دولة الإمارات بيوم الطفل الإماراتي الذي أقرته مناسبة وطنية في 15 مارس/آذار من كل عام.
وأعطت دولة الإمارات اهتماما كبيرا بالطفولة منذ نشأة الاتحاد عام 1971، ووردت بالدستور نصوص واضحة تؤكد أن المجتمع يشمل رعايته الأمومة والطفولة، وأن الأسرة هي أساس المجتمع.
وقد أولى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اهتماماً بالغاً بالطفل والطفولة من منطلق رؤيته الثاقبة بأن الطفل هو أساس بناء الأوطان، والركيزة الأساسية في تطوير المجتمعات، لذلك حرص منذ نشأة دولة الإمارات قبل 50 عاما على توفير البيئة الصالحة لتنشئة الطفل، ليكون متسلحاً بالدِّين، والعلم والمعرفة، والرعاية الصحية، فأنشأ المدارس، والمستشفيات المشمولة بالرعاية الصحية الأولية للأطفال، والمكتبات الخاصة لهم، فضلاً عن إنشاء الحدائق والمتنزهات.
وتوج هذا الاهتمام بتأسيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة عام 2003، بهدف الارتقاء بمستوى الرعاية والعناية والمتابعة لشؤون الأمومة والطفولة وتقديم الدعم لذلك في جميع المجالات وخصوصا التعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية والنفسية والتربوية وتحقيق أمن وسلامة الطفل والأم ومتابعة وتقييم خطط التنمية والتطوير لتحقيق الرفاهية المنشودة مع تشجيع الدراسات والأبحاث ونشر الثقافات الشاملة للطفولة والأمومة.
وسارت على هذا النهج القيادة الرشيدة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.
قانون وديمة
وباتت دولة الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في مجال حماية ورعاية الطفولة، وأصدرت العديد من القوانين التي تضع حقوق الطفل موضع الحماية والرعاية والعناية اللازمة ليأتي مشروع قانون وديمة الذي تم اعتماده 15 مارس/ آذار 2016 تتويجاً للجهود التي بذلتها الإمارات في مجال حماية ورعاية حقوق الطفل.
ويعد هذا القانون من أهم القوانين الاتحادية التي تكفل توفير الحماية المثلى للطفل وتمتعه بحقوقه ودعم مصلحته واحترام خصوصيته، وألزم القانون الجهات المعنية بتنفيذ السياسات والبرامج التي تضعها السلطات المختصة لضمان حقوق الطفل.
ويشدد القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل والمعروف باسم قانون وديمة على حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك، كما يعمل القانون على حماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي.
ونظرا لأهمية هذا القانون، دعت رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" إلى اختيار يوم اعتماده لإقامة "يوم الطفل الإماراتي" في الخامس عشر من شهر مارس من كل عام.
استراتيجية الأمومة والطفولة
جاءت الدعوة ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة والخطة الاستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال أصحاب الهمم 2017 – 2021 اللتين أطلقتهما الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في يوليو/ تموز 2017.
وتضمنت الاستراتيجيتان دعوة لإقامة "يوم الطفل الإماراتي" في الخامس عشر من شهر مارس/ آذار من كل عام، بهدف توعية فئات المجتمع الاماراتي والمقيمين بحقوق الطفل وأهميته في مجال الأسرة والمجتمع، ومن خلال تحفيز المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد لتعزيز دورها في تحقيق التنمية وتنفيذ الخطط والبرامج الوطنية.
وتأكيدا لدعوتها، اعتمد المجلس الوزاري للتنمية في اجتماعه برئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة بالإمارات في 11 مارس/آذار 2018، يوم 15 مارس/ آذار من كل عام للاحتفال بـ"يوم الطفل الإماراتي".
وجاء اختيار هذا اليوم بالتزامن مع اعتماد قانون وديمة للطفل في 15 مارس/ أذار 2016 للتأكيد على رؤية دولة الإمارات وحرصها على تنشئة أجيال المستقبل وتذليل الصعوبات التي تحول دون تنشئتهم التنشئة السليمة التي تؤهلهم ليكونوا أفرادا صالحين وفعالين في المجتمع وبما يتوافق مع رؤية الإمارات 2021 والوصول لمئويتها 2071.
وفي 12 مارس/ آذار 2018، أعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة انطلاق "يوم الطفل الإماراتي" في 15 مارس من كل عام، بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية واعتماد مجلس الوزراء، ليتم الاحتفال به للمرة الأولى في هذا العام.
ووجه المجلس الدعوة إلى جميع الجهات في دولة الإمارات بما فيها الوزارات والجهات المحلية والمؤسسات غير الحكومية والشركات الخاصة - الصغيرة والكبيرة- والبلديات والجامعات والمدارس والحضانات إضافة إلى وسائل الإعلام والأفراد لتنفيذ نشاط أو مبادرة أو برنامج أو مسابقة أو حملة توعية على الصعيد المحلي أو الوطني حول حقوق الطفل.
ومنذ ذلك اليوم بات 15 مارس/ آذار من كل عام، مناسبة وطنية للاحتفال بأبناء المستقبل وإبراز إنجازات دولة الإمارات، في إطار رعاية الطفل ومنحه حقوقه الأساسية بما يتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية.
أهداف عديدة
وتحتفل دولة الامارات بيوم الطفل لتجديد الالتزام بحقوق جميع الأطفال الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات حيث تعتبر الامارات من الدول الرائدة عالميا في مجال حماية ورعاية الطفولة وكانت سباقة لجعل الأطفال في العالم يعيشون في أمان ورفاهية.
ويسعى يوم الطفل الاماراتي إلى توعية فئات المجتمع بحقوق الطفل وأهميته في مجال الأسرة والمجتمع من خلال تحفيز المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد لتعزيز دورها في تحقيق التنمية وتنفيذ الخطط والبرامج الوطنية.
وتتمحور أهداف هذه الفعاليات حول تمكين وزيادة وعي الأطفال لفهم حقوقهم ومسؤولياتهم داخل الأسرة والمجتمع وعلى المستويات الوطنية وغرس احترام التعددية والتسامح وتقبل الآخر والتضامن بين الأطفال عند فهمهم لحقوقهم وواجباتهم.
كما يهدف يوم الطفل الإماراتي إلى توعية جميع فئات المجتمع بحقوق الطفل وضمانها لكي ينمو في بيئة صحية وآمنة وداعمة تطوّر جميع ما لديه من قدرات ومهارات مما يعود بالنفع على مجتمع دولة الإمارات ككل.
ويعكس احتفاء دولة الإمارات بالطفل والتوعية بحقوقه، الدور الذي تضطلع به في توفير أرقى سبل الحماية والرفاهية للطفل.
ومع الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي 15 مارس/آذار من كل عام، تحرص الإمارات على توظيف هذه المناسبة للتوعية المجتمعية بحقوق الأطفال.
ومن أبرز تلك الحقوق "حق الصحة" الذي اختارته دولة الإمارات موضوعا لاحتفال يوم الطفل 2022، الذي يوافق الثلاثاء، وذلك بما يتماشى مع التزامها بالحفاظ على حقوق الطفل، والنهوض بجيل المستقبل.
وتحرص الإمارات على تقديم أفضل رعاية صحية لأطفالها لضمان نموهم بدنيا وعقليا ونفسيا بشكل سليم، بما يسهم في دعم ما لديه من قدرات ومهارات ومواهب، بما ينسجم مع "مئوية الإمارات 2071"، والتي تستهدف تجهيز جيل يحمل راية المستقبل.