بطلة رفع الأثقال الإماراتية فاطمة الكعبي تفتح قلبها وتروي تفاصيل مشوارها الرياضي والعائلي بين الصعوبات والدعم والإنجازات.
تقول فاطمة الكعبي: «علشان أقدر أستمر في هذه الحياة وأكون داعمًا أكبر لولدي محمد ولبنتي المهرة، كان لابد أن أتمسك بالقوة. يومًا ما لم أتوقع أني قادرة على الاستمرار، لكن ابني محمد منحني هذا الدعم الكبير، فوجوده كان سببًا في أن أكون امرأة قوية.»
فاطمة، الموظفة السابقة في وزارة الداخلية، والتي خدمت 20 عامًا قبل تقاعدها، تعد أول إماراتية تدخل مجال رفع الأثقال. وقد حققت خلال مسيرتها إنجازات بارزة، من بينها حصولها على المركز الأول آسيويًا بذهبية قارية، والمركز الثالث في الألعاب العالمية، إضافة إلى 25 ميدالية دولية حصدتها خارج الإمارات.
تحديات المرض والإعاقة
ولدت الكعبي بمرض نادر يُعرف باسم بلونت، وهو تشوه في الساقين رافقها منذ الولادة. عاشت سنوات طويلة مع الإعاقة، وخضعت للعديد من العمليات الجراحية. ورغم الصعوبات، تقول إنها تأقلمت مع وضعها وأصبحت راضية به، بل إنها أحبّت إعاقتها التي منحتها تميزًا في جوانب أخرى من حياتها.
دعم الإمارات وبداية المسيرة
تشير فاطمة إلى أن البداية لم تكن سهلة، لكن دعم دولة الإمارات ورعاية شيوخها، إلى جانب مساندة الأندية، منحها الفرصة للانطلاق. وتؤكد أن التشجيع القوي من حكام الإمارات وشيوخها وأنديتها كان السبب الأول في تمسكها برياضة رفع الأثقال.
وتضيف: «قدوتي في الرياضة والنجاح بشكل عام هو الشيخ محمد بن راشد، منذ سنوات وأنا أعتبره مثالًا للطموح، وكنت أرى في مسيرته أن النجاح لا يعرف حدودًا.»
انسحاب ثم عودة إلى المنافسة
بعد مسيرة طويلة في الرياضة، اضطرت الكعبي إلى التوقف لأسباب عائلية، إذ رُزقت بطفلين من أصحاب الهمم باختلافات كبيرة في إعاقاتهم، وعانت من ظروف صعبة جعلتها توقف نشاطها الرياضي والمهني معًا. وتقول: «كان من المستحيل أن أعود فاطمة السابقة، ولو حتى جزءًا منها.»
لكن نادي دبي لأصحاب الهمم شجعها على العودة، فقررت خوض التجربة من جديد. وفي غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر فقط، شاركت في كأس العالم بكوريا، حيث أثبتت حضورها ونجحت في ترك بصمتها.
فخر الأمومة ودعم محمد
تتحدث فاطمة بفخر عن ابنها محمد، الذي تصفه بأنه ليس مجرد ابن، بل صديق وحبيب وكل شيء في حياتها. وتضيف: «أنا فخورة جدًا بمحمد، فهو خلوق، محترم، طيب القلب، ومحب للرياضة والدراسة. أنا متأكدة أنه سيكون النسخة الأفضل من فاطمة.»
محمد، الذي يستعد حاليًا لبطولة العالم للناشئين التي ستستضيفها الإمارات في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، يشارك في لعبة تنسريشة المخصصة لعمره، وتتوقع والدته أن يحقق إنجازًا مهمًا في البطولة.
يوم المرأة الإماراتية وتقدير الدولة
بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، أعربت فاطمة عن امتنانها لقيادة الدولة، مؤكدة أن الدعم الكبير للمرأة في مختلف المجالات جعلها قادرة على مواصلة مسيرتها. وقالت: «عندما أسافر إلى بلدان أخرى وأتحدث عن تجربتي كأم من أصحاب الهمم ولدي إعاقات متعددة، أُفاجأ باستغراب الناس من مستوى الدعم الذي نحصل عليه في الإمارات.»
وأضافت أن الفرص المتاحة للمعاقين في الدولة كبيرة، بل إنها قد تفوق تلك المتاحة لغير المعاقين، سواء في التعليم، العمل، المناصب، الرياضة، أو العلاج.
رسالة شكر وختام مؤثر
وجهت الكعبي رسالة شكر لدولة الإمارات وقيادتها على ما قدموه من دعم في مجالات التعليم، الوظائف، دمج المعاقين، والرياضة. وقالت: «نحن فخورون أن يكون لنا يوم نعبر فيه عن وجودنا ونبرز فيه إنجازاتنا.»
وفي ختام حديثها، تبادل محمد ووالدته كلمات مؤثرة بمناسبة يوم المرأة الإماراتية:
محمد: «إن شاء الله تكونين أكثر قوة.»
فاطمة: «إن شاء الله. أنت الأحلى أم.»
محمد: «أنت أحلى ولد في الدنيا.»
فاطمة: «وأنا فخورة فيك.»