المرأة الإماراتية.. إنجازات تاريخية بـ"الخمسين" ترفع طموحات المئوية
حققت المرأة الإماراتية إنجازات تاريخية على مدار 50 عاما من تأسيس الإمارات، ترفع سقف الطموحات بتحقيق المزيد منها في الـ50 عاما المقبلة.
وما بين إنجازات الخمسين عاما الماضية، التي تحققت بدعم من القيادة الرشيدة، وطموحات الخمسين عاما القادمة، تحتفل الإمارات، السبت، بيوم المرأة الإماراتية الذي يصادف 28 أغسطس/آب من كل عام تحت شعار "المرأة طموح وإشراقة للخمسين".
ويأتي شعار الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية تجسيدا لطموح المرأة الإماراتية الذي لا حدود له بإشراقة وتفاؤل لمستقبل أفضل وأكثر ازدهارا وتقدما، في ظل رعاية القيادة الرشيدة التي أولت اهتماما كبيرا بدعم وتمكين المرأة للقيام بدورها الريادي في خدمة المجتمع وهيأت لها كل مقومات النجاح، ووفرت البيئة الداعمة وبرامج التمكين لتكون حافزا لها لإطلاق طاقاتها الخلاقة والمبدعة، ولتتبوأ أعلى المناصب القيادية في الدولة التي وضعت التشريعات والقوانين الداعمة لحقوق المرأة، وتعزز مساهمتها في كل المجالات التشريعية منها والتنفيذية والقيادية، للقيام بمسؤولياتها بجدارة وفعالية، محققة الكثير من الإنجازات والنجاحات على مدار العقود الماضية من عمر الدولة.
إنجازات تتوالى وتؤكد إحراز الإمارات تقدما غير مسبوق بشهادة المنظمات الأممية والدولية في تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية، وتمكينها من المساهمة الكاملة في مسيرة الوطن بدعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، سيرا على نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وضع اللبنات الأولى لتمكين المرأة في دولة الإمارات.
أهمية خاصة
كما تحمل الاحتفالية أهمية خاصة كونها تأتي في وقت يحصد فيه الوطن ثمار إنجازات تاريخية كان للمرأة بصمات بارزة في تحقيقها.فتأتي الاحتفالية غداة إعلان مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الجمعة، عن نجاح شركة نواة للطاقة التابعة لها في استكمال عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
كما يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في وقت يواصل فيه مسبار الأمل الإماراتي الذي يدور حول الكوكب الأحمر "المريخ" حالياً مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل، بعد أن أضحت الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تتمكن من إرسال مسبار إلى المريخ.
كذلك تأتي الاحتفالية قبيل نحو شهر من انطلاق "إكسبو 2020 دبي " الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي.
وجميعها إنجازات كان للمرأة دور بارز في تحقيقها، تمت والدولة تختتم الخمسينية الأولى من تأسيسها، وتتأهب لجني ثمار تلك الإنجازات في الخمسين عاما المقبلة.
ووصلت مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع مسبار الأمل إلى 34% من فريق العمل، حيث كانت حاضرة بقوة لصناعة التاريخ الجديد للدولة، كما شكلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار الذي سيقدم للبشرية أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي المختلفة.
كما مثّلت المرأة الإماراتية قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم.
أيضا شكلت المرأة الإماراتية 60% من إجمالي القوى العاملة المواطنة في "إكسبو 2020 دبي" لتعكس رؤية الإمارات الطموحة في مجال تمكين المرأة وحرص قيادتها الرشيدة على تمكين مجتمع الإمارات من خلال المرأة في القطاعات كافة.
ويأتي الاحتفال بيوم المرأة في وقت تشغل فيه المرأة في الحكومة الإماراتية 9 مقاعد وزارية، تبلغ نسبة تمثيلها الوزاري في حكومة الدولة 27.5% وهي من أعلى المعدلات العالمية.
كما تبلغ نسبة التمثيل البرلماني للمرأة الإماراتية اليوم 50% من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وتتبوأ الإمارات المركز الأول عربياً وإقليمياً في نسبة عضوية المرأة في البرلمان والثالث عالمياً بعد جمهوريتي رواندا وكوبا.
أيضا فإن المرأة الإماراتية تشغل حالياً مناصب دبلوماسية مختلفة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، حيث تمثل نسبة السيدات الإماراتيات إلى الذكور في الوزارة 42.5%، ويشمل السلك الدبلوماسي الإماراتي تسع سفيرات بالإضافة إلى قنصل عام يمثّلن الدولة ووجهها الحضاري المشرق في الخارج، وهي أرقام تعبر عن ثقة القيادة الإماراتية في المرأة وحرصها على إشراكها في صناعة القرار.
دعم المرأة.. محطات في رحلة الخمسين
وسعى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ عصر التأسيس وقيام الاتحاد إلى دعم المرأة الإماراتية وتعزيز دورها الحيوي في بناء الوطن وتحقيق المشاركة النسائية الإيجابية الفاعلة في التنمية المستدامة.منذ قيام اتحاد الإمارات عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على دعم المرأة الإماراتية بشتى الوسائل والإمكانات حيث أمر بتأسيس "جمعية نهضة المرأة الظبيانية" عام 1973 ثم "الاتحاد النسائي العام" عام 1975 والذي شكل الشعلة التي أضاءت مسيرة المرأة ومازال المنبر الذي تعتليه ليكون صوتها مسموعا لدى الجميع وأسند هذه المهمة للشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، التي استلهمت فكر "زايد الخير" وقادت مسيرة عمل المرأة الإماراتية صوب دروب التميز والفخر والعزة والارتقاء.
وأصدر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نهاية شهر يوليو/ تموز 2003 مرسوما اتحاديا بإنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الذي يهدف إلى الارتقاء بمستويات الرعاية والعناية بشؤون الأمومة والطفولة.
أيضا حرصت الإمارات منذ قيام اتحاد الدولة عام 1971، على الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها، من بينها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في عام 2004، والاتفاقية الخاصة بساعات العمل في الصناعة في عام 1982، والاتفاقية الدولية المتعلقة بالعمل الجبري أو الإلزامي في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن تفتيش العمل في الصناعة والتجارة في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن عمل النساء ليلا في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن مساواة العمال والعاملات في الأجر في عام 1996، والاتفاقية الدولية المعنية بإلغاء العمل الجبري في عام 1996، والاتفاقية الدولية المعنية بالحد الأدنى لسن الاستخدام في عام 1996.
كما تم تعيين أول وزيرة إماراتية في آخر تشكيل لمجلس الوزراء أجراه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2004، قبل وفاته في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، ليؤكد بذلك استمرارية وقوفه ومساندته للمرأة في جميع مواقع العمل والمناصب ليرتقي بها الى منصب الوزيرة.
وتواصلت مسيرة دعم وتمكين المرأة في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، حت أضحى عدد الوزيرات في الحكومة الحالية 9 وزيرات.
وكان من المحطات الفارقة في مسيرة دعم المرأة منحها عام 2006 حق التصويت والترشح في المجلس الوطني الاتحادي، حتى تولت المرأة الإماراتية رئاسة المجلس الوطني الاتحادي عام 2015.
أيضا من المحطات التاريخية الفارقة في رحلة تمكين المرأة في الإمارات، كان إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات، وتأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين عام 2015.
وفي العام نفسه، دشنت الشيخة فاطمة بنت مبارك الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية للمرة الأولى في 28 أغسطس/ آب من العام 2015 اعترافا بأهمية المرأة ودورها المحوري في المجتمع وضمن مسيرة طويلة قطعتها الدولة من أجل تمكينها.
على صعيد البيئة التشريعية الداعمة لتمكين المرأة، أصبحت دولة الإمارات في عام 2012، أول دولة في المنطقة تسن تشريعاً يقضي بإلزامية تمثيل المرأة في عضوية مجالس إدارة الهيئات، والشركات، والمؤسسات الحكومية.
كما يمكن القول إن عامي 2019 و2020 كانا عامي المرأة بامتياز في دولة الإمارات التي أصدرت خلالهما نحو 11 قانوناً جديداً وتعديلاً تشريعياً انصبت جميعها في مصلحة تعزيز حقوق المرأة وتمكينها في جميع المجالات.
وكان من أبرزها المرسوم بقانون اتحادي رقم 6 لسنة 2020 الخاص بتعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم 8 لسنة 1980 في شأن تنظيم علاقات العمل، والذي نص على مساواة أجور النساء بالرجال في القطاع الخاص، ومنح العامل في القطاع الخاص "إجازة والدية" مدفوعة الأجر لرعاية طفله، لتكون بذلك دولة الإمارات أول دولة عربية تمنح إجازة الوالدية للعامل في القطاع الخاص.
كما أصدرت الإمارات قراراً في عام 2019 بالمساواة في الرواتب والأجور بين الجنسين في الجهات الحكومية، لتكون الإمارات بذلك أول دولة في المنطقة تصدر تشريعاً من هذا النوع، كما شهد العام نفسه قرارا تاريخيا أسهم في تحقيق التمكين السياسي للمرأة، بل جعل الإمارات نموذجاً عالمياً ملهماً يحتذى به في هذا المجال، وهو القرار التاريخي للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.
وتتويجا لتلك الجهود، تحتل الإمارات المركز الأول إقليمياً و18 عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، وتتطلع إلى دخول قائمة العشرة الكبار عالمياً، كما تحتل الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير البنك الدولي "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" 2021، محققة العلامة الكاملة في 5 محاور هي: حرية التنقل، والعمل، والأجور، وريادة الأعمال، والمعاش التقاعدي.
مئوية 2071
إنجازات تتوالى وتتزامن مع اليوبيل الذهبي للإمارات، بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، والتي تمكنت خلالها المرأة الإماراتية من أن تثبت للجميع ومن المواقع المختلفة التي تتبوأها أنها أهل للمسؤولية وأنها على قدر من الكفاءة لتكون سنداً لبلادها في الظروف كافة.
إنجازات تؤكد أيضا من خلالها المرأة الإماراتية أنه في الخمسين عاماً المقبلة لا بد أن تكون ابنة الإمارات شريكاً استراتيجياً ومحورياً في عملية استشراف المستقبل والمساهمة فيه جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.
وتسعى "مئوية الإمارات 2071" من خلال رؤيتها وأهدافها إلى الاستثمار بالدرجة الأولى في شباب الإمارات، وتعزيز مشاركة المرأة في كل القطاعات، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
وتحمل احتفالية هذا العام أهمية خاصة، كونها تأتي بعد اللفتة التكريمية المهمة، بعد توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بإطلاق اسم الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، على الشارع الرئيسي المؤدي إلى قصر البحر والذي يلتقي مع شارع الشيخ زايد بن سلطان، وذلك تكريما لدورها في دعم المرأة الإمارتية وتمكينها في جميع مناحي الحياة والكثير من المجالات العملية والعلمية.