في زمنٍ يتسابق فيه العالم نحو استكشاف الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، تبرز شخصية إماراتية استطاعت أن تحفر اسمها في سجلات التاريخ العلمي، ليس فقط على مستوى الوطن العربي، بل على المستوى العالمي أيضًا.
إنها معالي سارة بنت يوسف الأميري، الوزيرة، العالِمة، والقائدة الشابة التي أصبحت رمزًا للمرأة الإماراتية الطموحة، ونموذجًا مشرّفًا للشباب في مجال العلوم والهندسة والابتكار.
بدأت معالي سارة الأميري مسيرتها المهنية كباحثة في مركز محمد بن راشد للفضاء، وتم اختيارها لتقود الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، المعروف باسم "مسبار الأمل"، وهو المشروع الذي شكّل نقطة تحوّل حاسمة في مسيرتها. لم يكن هذا المشروع مجرد إنجاز علمي، بل تجسيدًا لطموح الإمارات وشبابها في الوصول إلى مصاف الدول الرائدة في علوم الفضاء.
وبفضل كفاءتها، تم تعيينها عام 2017 وزيرة دولة لشؤون العلوم المتقدمة، ثم وزيرة دولة للتعليم العام وتكنولوجيا المستقبل عام 2022، ثم في عام 2024 وزيرةً للتربية والتعليم.
قامت الأميري، من خلال هذه المناصب، بالإشراف على السياسات الوطنية المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا، وقيادة المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي يعتمد على البحث والابتكار، وعلى تطوير البنية التحتية العلمية والتعليمية، وتعزيز دور الإمارات في الابتكار العالمي.
نال تميز معالي سارة الأميري صدى واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي، حيث اختيرت ضمن قائمة "بي بي سي" لأكثر 100 امرأة تأثيرًا في العالم عامي 2019 و2020. كما تم تكريمها من قبل القيادة الإماراتية، ومُنحت وسام رئيس مجلس الوزراء لتميّزها كوزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة.
تمثّل سارة الأميري جيلًا جديدًا من القادة والعلماء في العالم العربي، الذين كسروا الحواجز التقليدية وتجاوزوا العقبات ليصنعوا واقعًا جديدًا مليئًا بالطموح والمعرفة. فهي ليست فقط وزيرة، بل قصة نجاح تجسّد الإرادة الإماراتية في الاستثمار بالعقول الشابة وتمكينها للوصول إلى أبعد الآفاق.
نجحت الأميري في الجمع بين التخصص العلمي الدقيق والقدرة الإدارية، وبين الطموح الشخصي والمسؤولية الوطنية، وتُثبت يومًا بعد يوم أن المرأة الإماراتية قادرة على قيادة التغيير والمساهمة الفاعلة في مستقبل الدولة.
إن قصة معالي سارة بنت يوسف الأميري ليست مجرد سيرة ذاتية، بل رسالة أمل مُلهمة لكل شاب وشابة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي. وهي اليوم، بحق، واحدة من ألمع وجوه التمكين في دولة الإمارات، ومصدر فخر لكل عربي يؤمن بأن العلم هو الطريق إلى المستقبل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة