تمكين المرأة في السعودية.. مقاعد قيادية بقطار التنمية 2030
المكاسب والإنجازات تستهدف تمكين السعوديات واستثمار طاقاتهن، ومنحهن المزيد من الحقوق، مما يسهم في مسارعة الخطى نحو تحقيق رؤية 2030.
إنجازات متتالية، ومكاسب متتابعة، تحققهها المرأة السعودية، بدعم وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وتستهدف تلك المكاسب والإنجازات تمكين السعوديات واستثمار طاقاتهن وتعزيز مكاناتهن، ومنحهن المزيد من الحقوق على طريق تحقيق المساواة بين الجنسين، بما يتيح للمرأة لعب دور مهم في التنمية، مما يسهم في مسارعة الخطى نحو تحقيق رؤية 2030.
وفي هذا الصدد شهدت الأيام القليلة الماضية، تحقيق عدد من الإنجازات للمرأة السعودية، في المجالات الحقوقية والأكاديمية والأمنية، تبرز ثقة القيادة في المرأة، ودعمها لتبوأ المناصب القيادية في شتى المجالات.
ومن أبرز تلك الإنجازات، تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضاء المجلس، وكذلك تعيين الدكتورة ليلك الصفدي رئيساً للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية طلابها من الجنسين، إضافة إلى تعيين أول امرأة في الحرس الملكي.
وتعد تلك الإنجازات ثمار برنامج الإصلاحات الذي يقوده ولي العهد السعودي مهندس رؤية 2030 تحت رعاية وإشراف خادم الحرمين الشريفين.
المزيد من التفاصيل حول تلك الإنجازات ودلالاتها وأهدافها تستعرضها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
إنجاز حقوقي
في إطار الثقة الملكية الكاملة بالمرأة وأنها على قدر المسؤولية للقيام بجهود نوعية في مختلف المجالات، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، القاضي بإعادة تشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان، في دورته الرابعة لمدة 4 سنوات، وتعيين 13 امرأة في مجلس الهيئة، بما يمثل نصف عدد أعضاء المجلس.
وحول دلالة تلك الخطوة المهمة، أكد رئيس هيئة حقوق الإنسان، الدكتور عواد بن صالح العواد، أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على تعيين 13 امرأة في مجلس الهيئة بما يمثل نصف عدد أعضاء المجلس هو "استكمال لما تقوم به قيادة المملكة من جهود لتمكين المرأة بشغلها المناصب القيادية في مختلف المجالات، وستكون عوناً لتحقيق ما يصبو إليه خادم الحرمين الشريفين لخدمة هذا الوطن".
وعبر العواد عن بالغ الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده على ما تلقاه الهيئة من دعم وتوجيه كان لهما الأثر الكبير في أداء الهيئة الرسالة المناطة بها لتقوم بدورها في تعزيز حماية حقوق الإنسان وفق توجهات قيادة المملكة.
أول رئيسة جامعة سعودية
وعلى الصعيد الأكاديمي، كشف وزير التعليم السعودي، الدكتور حمد آل الشيخ عن الموافقة الملكية على تعيين الدكتورة ليلك بنت أحمد الصفدي رئيساً للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية يضم طلابها الجنسين من الذكور والإناث.
ورفعت الصفدي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، وللأمير محمد بن سلمان ولي العهد بمناسبة تكليفها برئاسة الجامعة السعودية الإلكترونية.
وعدت هذه الثقة الغالية وسامًا تعتز به ودافعاً لبذل المزيد من الجهد والعطاء مع منسوبي ومنسوبات الجامعة لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة والعمل على نهضة وتقدم قطاع التعليم الجامعي في المملكة بما يواكب أهداف رؤية المملكة 2030.
وأوضحت الصفدي أنها تتطلع مع جميع مسؤولي ومنسوبي الجامعة إلى مواصلة التميز والنجاح وتوفير البيئة التعليمية التي ينشدها كل طلبة الجامعة في كل التخصصات والمراحل والفروع ليكملوا تعليمهم بكل اقتدار وتميز.
وتعتبر الدكتورة ليلك الصفدي من الكفاءات العلمية المميزة، حيث عملت مديرا تنفيذيا لأكثر من 20 عامًا في تطوير الأعمال والاستشارات التجارية والقيادة الاستراتيجية.
وتملك سجلا ثابتا من النجاح في تحديد فرص الأعمال والشركاء الاستراتيجيين والأسواق والقنوات ذات الإمكانات الأكبر، وشاركت بأكثر من 50 ورقة بحثية في مؤتمرات ومقالات صحفية، في مجالات البحث ذات الاهتمام مثل التجارة الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي والتجاري.
كما عملت كنائب الرئيس ومسؤول التكنولوجيا الوطني في مايكروسوفت في يناير/كانون الثاني 2020، وهي عضو بهيئة التدريس بجامعة الملك سعود، ومديرة حاضنة تكنولوجيا المرأة، ومسؤولة عن تطوير مركز ريادة الأعمال في أقسام العلوم النسائية والطبية.
كما عملت كمستشار المحافظ بالهيئة العامة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، واستشاري وكالة الجامعة للتخطيط والجودة والتطوير بالجامعة السعودية الالكترونية.
والصفدي خريجة جامعة ولونجونج وحاصلة على دكتوراه علوم الحاسب الآلي 1998-2002، وماجستير علوم الحاسب 1993-1995 والتخصص في هندسة البرمجيات.
امرأة بالحرس الملكي
وفي إطار الوظائف المهمة التي تقلدتها المرأة خلال الأيام القليلة الماضية والتي كانت حكرا على الرجال في السابق، تم قبل أسبوع الكشف عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي.
وجاء الكشف عن الخبر، عقب نشر الأمير سطام بن خالد آل سعود، صورة لشابة ترتدي ملابس الحرس الملكي السعودي السوداء.
وقوبلت الخطوة بتأييد كبير من قبل مغردين سعوديين كثيرين جمعهم هاشتاق "#الحرس_الملكي" في موقع تويتر.
وأعيد نشر التغريدة بعناوين مختلفة اجتمعت جميعها على دور المرأة السعودية ووقوفها إلى جانب الرجل في جميع المواقف، وهو أمر يكشف عن وجود تغييرات جذرية أيضا في المجتمع السعودي، الذي أضحى ليس فقط أكثر تقبلا لعمل المرأة، بل أصبح داعما ومشجعا لها، في إنجاز مهم للقيادة السعودية.
رؤية 2030
ومن شأن تلك الإنجازات تشجيع المشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل، والمزيد من تمكينهن، ودخولهن المزيد من الوظائف والمجالات التي كانت حكرا على الرجال، مما يرفع من نسبة النساء العاملات في المملكة، ويزيد من إسهامهن في تنمية مجتمعهن واقتصاد بلادهن، وإتاحة الفرص أمامهن ليكن شريكات حقيقيات فاعلات في بناء الوطن والتنمية، تحقيقا لرؤية 2030 الهادفة إلى خفض اعتماد المملكة على النفط، المصدر الرئيس للدخل حالياً.
وتهدف رؤية 2030 إلى رفع مساهمة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30% بحلول 2030.
وخلال خطابه في مجلس الشورى 20 نوفمبر/تشرين الماضي، تعهد الملك سلمان بمواصلة الجهود "لتمكين المرأة السعودية، ورفع نسب مشاركتها في القطاعين العام والخاص"، معربا عن "الاعتزاز لارتفاع نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة من 19.4% بنهاية عام 2017 إلى 23.2% بنهاية النصف الثاني من عام 2019".
حكم الملك سلمان.. عهد زاهر
وتعد تلك الإنجازات ثمار برنامج الإصلاحات الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحت رعاية وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وحققت المرأة السعودية في عهد الملك سلمان مكاسب عديدة وإنجازات تاريخية، ففي العام الأول لحكم الملك سلمان تم إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد توجت بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
وبدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، كما تمت إتاحة العديد من الوظائف للنساء التي كانت حكراً على الرجال.
وكانت السعودية استهلت عام 2018، في 12 يناير/كانون الثاني، بالسماح للنساء بدخول الملاعب السعودية للمرة الأولى، وأعلنت الهيئة العامة للرياضة جاهزية 3 ملاعب في جدة والرياض والدمام لاستقبال العائلات.
وفي عام 2019، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل جرت في 2 أغسطس/آب من العام نفسه، منحتها مزيدا من الحقوق على أكثر من صعيد، وأتاحت لها استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر.
وبموجب التعديلات الجديدة، أصبح للمرأة الحقوق ذاتها التي يكفلها القانون للرجل؛ حيث كفل النظام حصولها على جواز سفر بنفسها أسوة بالرجل، ويحق لها السفر بعد بلوغ 21 عاماً دون شرط موافقة ولي الأمر.
كما منحتها التعديلات على الصعيد الأسري حقوقاً لم تكن متاحة لها في السابق، من بينها حق التبليغ عن المولود بصفتها أمه، بعد أن كانت في الماضي لا تستطيع، وحق طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية.
وأصبح يحق للمرأة التبليغ عن حالات الوفاة بعد أن كان الأمر يقتصر على الذكور البالغين 18 عاماً فأكثر، كذلك ستكون المرأة رب الأسرة مناصفة مع الزوج في حالة الأبناء القصّر.
وتمت الموافقة علـى تعديل نظام العمل لمنح مزيد من الحقوق للمرأة ووضعها على قدم المساواة مع الرجل.
ومن شأن تلك القرارات إزالة عراقيل عديدة كانت تقف في وجه المرأة، وتحقيق المزيد من التمكين لها، وإسقاط أحد أهم بنود الولاية على المرأة بعد منحها حرية السفر.
وأصبحت الفرصة مهيأة للمرأة لأن تكون شريكاً كاملاً في التنمية ومحركاً رئيسياً لها دون وجود سبب يمنعها من المشاركة في تحقيق ذلك.
وشهد عام 2019 تبوأ المرأة السعودية لأول مرة منصب "سفير"، حيث تم تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة في 23 فبراير/ شباط من العام نفسه، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
وحرصا من خادم الحرمين الشريفين على أن تعمل المرأة في بيئة آمنة، صدرت موافقته عام 2018 على قانون لمكافحة التحرش، مما شجع النساء على المشاركة بشكل أوسع وفتح لها مجالات لم تكن مفتوحة من قبل.
ورداً على سؤال حول أسباب وتوقيت التغييرات التي تشهدها المملكة في الآونة الأخيرة، قال ولي العهد السعودي في تصريحات سابقة: "نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه (قبل عام 1979)، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب".
وما زالت إنجازات المرأة السعودية تتواصل بدعم من القيادة السعودية.