اليوم السادس لـ«COP28».. الانتقال العادل للطاقة والصناعة تحت الضوء
تعزيز مشاركة السكان الأصليين في أكبر حدث عالمي للعمل المناخي
يشكل ازدهار الطاقة الخضراء فرصة للبلدان النامية، لتحويل وتنويع اقتصاداتها، وتعزيز إسهاماتها في الحد من تداعيات التغيرات المناخية.
ومع ذلك، فإن الافتقار إلى التوجيه العالمي لإدارة هذه الموارد، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المخاطر الجيوسياسية، والتحديات البيئية والاجتماعية، بما في ذلك التأثيرات على المياه والتنوع البيولوجي والصحة وحقوق السكان الأصليين.
وبينما تتواصل فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، من المتوقع أن يقدم قادة العالم، المشاركين في الحدث العالمي الأكبر للعمل المناخي، استجابة جماعية قوية حيال كثير من التحديات المناخية، والتي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية، وتزايد وتيرة الأعاصير والفيضانات التي تعصف بأنحاء مختلفة من العالم.
وخصصت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف «COP28»، الذي انطلقت فعالياته في مدينة "إكسبو دبي"، يوم الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اليوم السادس للمؤتمر، الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول، لاستعراض موضوعات الانتقال العادل لقطاعي الطاقة والصناعة، والسكان الأصليين، باعتبار أنها موضوعات تتداخل مع بعضها البعض، يمكن تناولها في إطار واحد.
يركز يوم الانتقال العادل في قطاع الطاقة، بالتزامن مع يوم الصناعة، على مقومات ومسارات الخفض السريع للانبعاثات، والانتقال العادل عبر جميع عناصر القيمة في قطاعي الطاقة والصناعة، بالتوازي مع تسريع النمو الاقتصادي، وزيادة فرص العمل.
تسريع إزالة الكربون في قطاعات الطاقة والصناعة
تستعرض الجلسات التي يتم تنظيمها خلال هذا اليوم، المسارات اللازمة لتسريع إزالة الكربون في قطاعات الطاقة والصناعة، ونمو الوظائف، والفرص الاقتصادية عبر سلاسل القيمة الكاملة، مع إلقاء نظرة شاملة على الانتقال العادل، والاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الطاقة.
كما يتضمن تنظيم العديد من الجلسات والأحداث الجانبية، لمناقشة مجموعة متنوعة من الحلول المتعلقة بالانتقال العادل في قطاعي الطاقة والصناعة، تتضمن نشر مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع، وإمكانيات التوسع في إنتاج الهيدروجين واستخدامه.
وتستهدف فعاليات يوم الطاقة والصناعة الوصول إلى حزمة من النتائج، من شأنها تعزيز ونشر مشروعات الطاقة المتجددة بشكل مكثف، ورفع كفاءة إنتاج الطاقة، والابتكار والإجراءات العملية في القطاعات كثيفة الانبعاثات، ومنها صناعات الصلب والإسمنت والألومنيوم.
كما تسعى إلى إتاحة المجال لتطوير مشروعات واستخدامات الهيدروجين، وخفض انبعاثات إمدادات النفط والغاز، بما يشمل تقنيات الحد من غاز الميثان، وإدارة الكربون، بالإضافة إلى التأكيد على إتاحة الطاقة للجميع، وبحث احتياجات العاملين في مجال الطاقة، مع التركيز على التبريد، باعتباره أحد العوامل بالغة الأهمية للتحفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.
يوم حافل بالأنشطة للانتقال العادل في الطاقة
ويتضمن يوم الطاقة والصناعة عدداً كبيراً من الجلسات، سواء التي تنظمها رئاسة مؤتمر الأطراف، أو على مستوى الجلسات التفاوضية، تتضمن جلسة بعنوان "جدول أعمال المائدة المستديرة لاختراق الطاقة"، تليها الجلسة الافتتاحية ليوم الانتقال العادل في قطاع الطاقة.
ويشمل البرنامج عقد جلسة لمناقشة القضاء على انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، ومائدة مستديرة رفيعة المستوى حول الهيدروجين، إضافة إلى مائدة مستديرة أخرى بين القطاعين العام والخاص لبناء أسس نظام الطاقة المستقبلي، وعقد المجلس الثامن لانتقال الطاقة بشأن توحيد القادة وتحفيز التمويل وتمكين الطاقة النظيفة، وجلسة بعنوان "الطبخ المكهرب: رحلة عادلة نحو صافي الصفر".
كما يجري عقد المائدة المستديرة لرئاسة تسريع التحول الصناعي، إضافة إلى جلسة بعنوان "جدول أعمال الاختراق: الحدث الرئيسي للجلسة الوزارية العامة"، ومناقشة العلاقة بين الطاقة والنقل لتحقيق الأهداف المناخية، وتسريع الطلب الأخضر في القطاعات ذات الانبعاثات الثقيلة.
وتتضمن الفعاليات جلسة عامة حول الدول الجزرية الصغيرة النامية: تحول عادل ومنصف في مجال الطاقة نحو مستقبل قادر على التكيف مع تغير المناخ، ومائدة مستديرة رفيعة المستوى حول مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وإطلاق العنان للانتقال العادل من خلال العمل المحلي، وتمكين التحول العادل والمدار للفحم.
وتتناول إحدى الجلسات، ضمن يوم الطاقة والصناعة، موضوع إدارة الكربون باعتباره ركيزة أساسية للحفاظ على هدف 1.5 درجة، بالإضافة إلى عقد اجتماع اللجنة الوزارية لإزالة الكربون، وجدول أعمال اختراق الهيدروجين، ومستقبل التحول للطاقة النظيفة، وآليات الوصول إلى صافي صفر انبعاثات، فيما يتم تخصيص إحدى الجلسات لاستعراض تعهد التبريد العالمي.
أهمية المعرفة بين الأجيال في العمل المناخي
وبالتزامن مع يوم الانتقال العادل في قطاعي الطاقة والصناعة، يؤكد يوم السكان الأصليين على أهمية المعرفة، والممارسات والقيادة المشتركة بين الأجيال في العمل المناخي، وفي رعاية صحة الكوكب، فضلاً عن آليات تحسين وصولهم المباشر إلى التمويل، وتعزيز دور الشعوب الأصلية بشكل ملحوظ.
وتعد الشعوب الأصلية أحد الفئات الرسمية التسعة، التي تتمتع بوضع مراقب في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وحرصت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف«COP28» على تعزيز مشاركتهم في هذا الحدث العالمي، تأكيداً على دورهم المهم في معالجة أزمة المناخ.
ووفقاً لتقديرات دولية، يقدر تعداد الشعوب الأصلية بنحو 476 مليون نسمة، ينتشرون في 90 دولة بمختلف أنحاء العالم، يمتلكون قدراً كبيراً من المعارف البيئية والتراثية، وتسهم ممارسات الشعوب الأصلية، المعترَف بأهميتها منذ فترة طويلة، بدور بارز في مواجهة تحديات تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتزخر مدينة إكسبو دبي بتواجد لافت لأبناء السكان الأصليين، المشاركين في مؤتمر الأطراف «COP28»، الذين يظهرون بأزياء مميزة، تعكس تمسكهم بموروثهم الثقافي وعاداتهم وتقاليدهم، كما نجحوا بطريقة مبتكرة، في لفت الانتباه إلى تأثيرات التغير المناخي على مجتمعاتهم، وضرورة تضافر الجهود العالمية في مواجهة هذه التحديات.