يستحق جاريث ساوثجيت الثناء على ما قام به في أطول أسبوع مر عليه كمدرب لمنتخب إنجلترا، لقد كان الرجل المناسب لهذا الموقف.
يستحق جاريث ساوثجيت الثناء على ما قام به في أطول أسبوع مر عليه كمدرب لمنتخب إنجلترا، إنجلترا كان لديها الشخص المناسب لقيادتها في هذا الموقف الخطير.
في موقف مثل الذي حدث في بلغاريا لم يكن ساوثجيت يمثل كرة القدم الإنجليزية فقط ولكنه مثل البلد ككل، وهذا أمر مختلف تماماً ومع تطور الأحداث في ملعب فاسيل ليفسكي كنا نشعر بالراحة لحقيقة أن المدرب يتخذ القرارات ويقوم بدوره القيادي
كان من حسن حظنا أن ساوثجيت هو من يأتي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الإنجليزي في هذا الأسبوع الأسود في بلغاريا.
الآن قد انتهى الأسبوع الأطول في مسيرة ساوثجيت كمدرب لإنجلترا، وهو يستحق كل الثناء، ولكنه لن يعير انتباهاً لهذا الثناء، وهو ما يجعله مناسباً لتولي أحد أصعب المهام في عالم كرة القدم وهي قيادة المنتخب الإنجليزي.
لا مكان لـ"الأنا"، حين تكون مدرباً للمنتخب الإنجليزي، لو فزت، فأنت ليس الذي سجل الأهداف، ولكن لو خسرت، فأنت من سيدفع الثمن، والحقيقة أن كثيرين ممن جاءوا قبله لم يتفهموا تلك الحقيقة أو يعيروها انتباهاً.
مع ساوثجيت، إنجلترا لديها الرجل المناسب لقيادتها، في ظل هذا التحدي الكروي، والأزمة المتعلقة بالهتافات العنصرية.
على أرض الملعب، لم يكن المنتخب ممتازاً، وهذه حقيقة لا مجال لإخفائها، وفي هذا الوقت من الصعب أن تجد إنجلترا تحقق لقب كأس أمم أوروبا الصيف المقبل، يبدو أنها تحتاج 20% إضافية للانطلاق إلى الأمام.
أما لماذا كان ساوثجيت مناسباً لهذا الأسبوع الصعب في بلغاريا، فهذا لأنه مدرب ذكي وعاطفي، ولقد ظهر ذلك جلياً يوم الإثنين في صوفيا، وكيف تعامل المدرب بحنكة ولم يترك المشاعر تتحكم في أفعاله وأقواله، بشكل كاد يؤدي إن حدث لتدميره أو تدمير منتخب بلاده.
لم يتغير وجه ساوثجيت قبل وبعد وأثناء اللقاء، هناك عاطفة ولكن هناك منطق أيضاً، لا تشعر بتردده مطلقاً، وفي عالم الرياضة هذا أمر نادر، ولكن ما أهمية دور مدرب كهذا للمنتخب الإنجليزي؟ هذا يعتمد على من هو في المنصب، وساوثجيت يجعلك تشعر بالثبات.
بالنسبة لي لا تهم جنسية المدرب، الأهم هو النتائج والتقدم، ولكنني فجأة شعرت بالسعادة أن ساوثجيت مواطن إنجليزي.
في موقف مثل الذي حدث في بلغاريا، لم يكن ساوثجيت يمثل كرة القدم الإنجليزية فقط، ولكنه مثل البلد ككل، وهذا أمر مختلف تماماً، ومع تطور الأحداث في ملعب فاسيل ليفسكي، كنا نشعر بالراحة لحقيقة أن المدرب يتخذ القرارات ويقوم بدوره القيادي والحواري.
في 2011، تكرر نفس الأمر، على الملعب نفسه، وعانى لاعبو إنجلترا من معاملة مماثلة، لكن آذان المدرب فابيو كابيلو كانت صماء، على عكس موقف ساوثجيت.
إن نجوم إنجلترا يقدرون دور ساوثجيت، الذي يعتمد على توجيهات ناضجة بدلاً من الإيماءات والشعارات الكبرى، ولقد كان بإمكانه أن يدعو لاعبيه للخروج من أرض الملعب وإلغاء المباراة، وهو ما سيجعله بطلاً في أعين كثيرين ولكنه لم يفعل.
*نقلاً عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة