النهضة وحكومة مستقلين بتونس.. رفض يدفعه خوف من فضح ملفاتها
مراقبون يرون أن حركة النهضة تريد كسر إرادة قيس سعيد الذي طالب المشيشي بتكوين حكومة من خارج الأحزاب.
لا تتردد حركة النهضة الإخوانية في وضع العقبات والشروط التعجيزية أمام المشاورات الحكومية التي يقودها هشام المشيشي، الذي كلفه الرئيس قيس سعيد لخلافة إلياس الفخفاخ.
وطالب حزب حركة النهضة، الإثنين، بتكوين حكومة وحدة وطنية، في موقف يعرقل مساعي رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي الذي يجري مشاورات سياسية.
وكشف الحزب عن موقفه، اليوم في مؤتمر صحفي، بينما لم تتضح بعد نوايا المشيشي حول طبيعة الحكومة التي سيشكلها، وما إذا كانت حكومة سياسية أم حكومة تكنوقراط.
ويرى مراقبون أن حركة النهضة تريد كسر إرادة قيس سعيد الذي طالب المشيشي بتكوين حكومة من خارج الأحزاب، وكلامها عن حكومة "وحدة وطنية " هو كلام حق أريد به باطل.
وحركة النهضة تبحث عن موطئ قدم في كل الحكومات المطروحة، حسب أكثر من فاعل سياسي في تونس ، وذلك لمآرب أخرى، مرتبطة أساسًا بالملفات التي تتعلق بها قضايا الاغتيالات السياسية، وخوفًا من فتح ملفاتها المشبوهة.
وبرزت هذه النوايا العدوانية للإخوان من خلال تهديدات راشد الغنوشي للمشيشي في خطاب قبل ثلاثة أيام خلال اجتماع حزبي داخلي.
وصرح رئيس إخوان تونس بأن البلاد في خطر وبالإمكان أن تدخل في أزمة عميقة، أزمة تعجز فيها الدولة عن خلاص رواتب الموظفين، وينقطع فيها الكهرباء ،وتنقطع معها خدمات أساسية، إذا ما تم إبعاد النهضة من الحكم.
هذه الجمل المسترسلة من رئيس الفرع الإخواني في تونس، ليست إلا مقايضة المشيشي بالتواجد في الحكومة أو حرق البلاد، في استحضار لما فعلته حركة النهضة العام 1991، عندما همّ أنصارها برشق المواطنين بالزجاجات الحارقة ،وحرق المقرات الحكومية ،وتنفيذ تفجيرات في نزل بمحافظتي سوسة والمنستير.
حكومة حزبية... ضمان غنائم الإخوان
تعارض كل من الكتلة الديمقراطية، وكتلة تحيا تونس، وكتلة الدستوري الحر تكوين حكومة محاصصة حزبية، كما تدعو الكتل رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى إخراج حركة النهضة من معادلة الحكم.
ويرى الناشط اليساري عبادة الحلواني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن النهضة استوفت كل فرصها في الفشل، ولا يمكن لها أن تقدم أي إضافة للاقتصاد التونسي، إضافة إلى ذلك لا تملك من الكفاءات القادرة على إنقاذ تونس".
وبين أن موقفها من حكومة وحدة وطنية هو عملية "تحيل سياسي " حتى تضمن موقعًا في الحكومة القادمة يضمن لها الضغط على بعض القضاة حتى لا يتم كشف ملفاتها الإجرامية.
واعتبر أن الهدف الأساسي من تشبثها بالبقاء في الحكومة ليس خدمة المواطن التونسي ،وإنما الاستفادة من غنائم الحكم و تمرير قوانين تخدم صالحها الخاص.
وكان قال زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إنه من أبلغ رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي برغبته في عدم تشريك حركة النهضة في الحكومة القادمة.
وبين المغزاوي أن هذا الطلب يرتكز على تقييم واقعي لتجربة حكم حركة النهضة ،التي تريد من الدولة تحقيق المكاسب الحزبية والخاصة ،وليس خدمة المشروع الوطني التونسي .
واعتبر المغزاوي أن حزب النهضة حاول ممارسة كل أشكال الابتزاز خلال ترؤس إلياس الفخفاخ للحكومة ، مشيرا إلى أن حزبه لا يريد إعادة نفس السيناريو وهو المشاركة في نفس التشكيلة الحكومية مع الحزب الإسلامي.
معركة مستمرة
تتمحور مخططات الإخوان في البحث عن كيفية إحراج قيس سعيد، الذي وجه سهام نقده في أكثر من تصريح لراشد الغنوشي وسلوكه السياسي.
وتعمل الحركة الإخوانية على قطع التواصل بين المشيشي وسعيد من خلال زرع وزرائها في الحكومة القادمة لخوض دور الضغط على رئيس الحكومة ونقل طبيعة أنشطتها إلى الغرف السرية للإخوان، بحسب خبراء.
ويرجح الكثير من الملاحظين بأن حركة النهضة تريد أن تلعب دور الدولة من داخل الدولة ، مثل ما يفعله حزب الله في لبنان ،وهي تتعامل مع العمل السياسي بمنطق الطائفة المرتبطة بأجندات إقليمية تبدأ في الدوحة وتمر عبر أنقرة وتتفرع إلى كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز