صحيفة: أردوغان دبر الانقلاب المزعوم لإزاحة إرث أتاتورك
صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقول "إن تدبير أردوغان للانقلاب لحلمه بخلع أتاتورك وطمس إصلاحاته في تركيا.
بالتزامن مع مرور 3 سنوات على الانقلاب المزعوم في تركيا، أكدت صحيفة "لاكروا" الفرنسية أن رجب طيب أردوغان دبر الانقلاب المزعوم لإزاحة إرث مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك، من قلوب الأتراك.
وقالت الصحيفة إن: "بعد فشل أردوغان في طمس إصلاحات أتاتورك ليصبح الإمبراطور العثماني الجديد دبر انقلابا مزعوما كى يظهر في صورة البطل الأسطورة".
وأوضحت الصحيفة أن الانقلاب التركي الفاشل، الذي كشفت وثائق قبل أيام أنه مدبر من قبل الرئيس التركي، ساهم بشكل كبير في تعزيز صلاحيات أردوغان.
واعتبرت أن: "أردوغان يطمح في منافسة الشخصية الأسطورية للرئيس الراحل مصطفى كمال أتاتورك (1881-1938)".
- صحيفة ألمانية: الإطاحة بأردوغان لم تعد مستحيلة
- لوموند: انشقاقات "العدالة والتنمية" تهز الأرض تحت أقدام أردوغان
وقالت الصحيفة: "في 8 يوليو/تموز 2018 قام أردوغان في خطوة رمزية بزيارة ضريح أنيتكابير، الذي يؤوي جثة مصطفى كمال أتاتورك، بعد ساعات قليلة من أداء اليمين الدستورية لولاية جديدة مدتها خمس سنوات على رأس البلاد.
ووصف أردوغان آنذاك أتاتورك بـ"الأب الروحي للأتراك"، لكنه عاد ووصفه بأنه شخص عادي، مشبع بالحداثة، والثورة الفرنسية.
ووفقاً للصحيفة فإن "أردوغان يحرص في خطاباته بالزعم بأن نظام أتاتورك كلف البلاد الكثير، بسبب الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أثارها في الماضي".
كما يعد في تلك الخطابات "بإعادة رسم الجمهورية التركية بعد 95 عاماً من وجودها وجعلها تركيا القوية بحلول عام 2023، لتصبح واحدة من أكبر عشر قوى عالمية".
ولفتت إلى أن تلك الخطابات الشعبوية تأتي في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة.
وأشارت "لاكروا" إلى أنه نظرًا لكون أتاتورك "زعيمًا خالدًا" في ديباجة الدستور، حيث ترك بصمة تاريخية لا تمحى، لذا فإن صورته لا تزال في كل مكان في تركيا، ولا يزال ضريحه يجذب حشودًا عاطفية، متسائلة: "كيف يمكن لأردوغان أن يأمل في التنافس معه؟".
من جانبه، قال المؤرخ السياسي صميم أكجونول، مدير قسم الدراسات التركية في جامعة ستراسبورج الفرنسية: "إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي ترأس البلاد منذ عام 2002، حرص على استغلال "انحرافات" الكماليين بزعم أنها "حقبة جديدة"، وأن القيم التركية في خطر لدفن التاريخ".
وأوضح "أكجونول"، أن "أردوغان لا يوجه انتقادات لأتاتورك، لكونه شخصية أكثر أهمية منه، لكنه يحاول مرة الإشادة به وأخرى تشويهه أمام أنصاره".
وتابع: "إنه بالتأكيد يدرك أنه سيتعين عليه بناء أسطورة، ورغم أن البلد ليس في حالة حرب فمن الضروري إيجاد ظروف أخرى قد تكون مثل عملية إنقاذ لتقديم نفسه كبطل وطني جديد".
وأوضح الباحث السياسي أن الانقلاب الذي تم إحباطه قبل ثلاثة أعوام، وأجري بيد حديدية من الحكومة التركية، كان بمثابة فرصة ذهبية لأردوغان لاستغلاله لإحكام قبضته على البلاد، ليخرج منه بطلاً ويوهم الأتراك بأنه أنقذهم من انقلاب، وجعل ذلك اليوم تذكاريًا.
واعتبر الباحث السياسي أن المجتمع التركي أصبح مستقطباً من قبل النظام، بعدما تم تغيير المناهج، وتم تسمية عدة مناطق في البلاد بشهداء 15 يوليو/تموز، لذا فإن جيلًا جديداً يتم تغييبه وتلقينه بهذه الأسطورة (قصة الانقلاب المزعومة).
من جانبه، قال الباحث الفرنسي جون فرنسوا بيروس: "إن أردوغان يفهم جيداً أنه لن يستطيع أن يحل مكان أتاتورك في قلوب الأتراك، ويتعامل مع ذلك الواقع بمحاولة تمزيق صفوف الكماليين".
في المقابل، رأى جون ماركو، مدير أبحاث الماجستير في شؤون البحر المتوسط والشرق الأوسط، أنه: "مع تدهور علاقات تركيا على الساحة الإقليمية في عهد أردوغان تم اختزال النموذج التركي، واختفت الهالة الهالة التي كانت لدى تركيا في ذلك الوقت في عام 2011".