عنجهية أردوغان تعصف باقتصاد تركيا.. كشف حساب للخسائر
اتسمت السياسة الخارجية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالعنجهية البالغة مع الجميع، وهو الأمر الذي دفع ثمنه اقتصاد أنقرة.
وتقول "فرانس برس" إن تصرفات أردوغان تسببت في هوة بين أنقرة والغرب وتفاقم الوضع الاقتصادي في بلاده بعد أن خسرت أنقرة أكبر شركائها الاقتصاديين في أوروبا وفي أمريكا الشمالية.
- ظلام وعزلة.. "مليشيات السراج" تبتز الغرب الليبي لصالح تركيا
- تحالف تجاري "هش" بين تركيا وإيران.. دمره الفيروس
عنجهية أدروغان
عمل أردوغان بعنجهية على تبني دبلوماسية هجومية لتعبئة قاعدته الانتخابية لكنه خسر شعبيته على كل الجبهات بعد أن تدهور اقتصاد بلاده.
ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية، صدرت عن أردوغان في الأيام الأخيرة مواقف تهدئة موجهة إلى أوروبا، لكن القارة العجوز لفظتها في ظل تحركاته المشبوهة في المنطقة، مهددة بعقوبات قاسية.
وتنشر تركيا قوات في مناطق مختلفة من ليبيا إلى سوريا مرورا بشرق المتوسط، لنهب ثروات الجيران وإثارة غضب الغرب.
هروب المستثمرين
وقد أدت هذه الاستعراضات من أردوغان إلى إبعاد أي مستثمرين محتملين، في حين أن تركيا بأمس الحاجة إلى أموال خارجية حاليا.
وأوضح سنان أولغن رئيس مركز إدام للأبحاث في إسطنبول أن سياسة أردوغان الخارجية أفضت إلى "علاقة متوترة بين تركيا وشريكيها الاقتصاديين الرئيسيين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
وتشكل عمليات التنقيب عن الغاز التي تقوم بها تركيا بشكل أحادي في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط، أحد المواضيع الخلافية الرئيسية بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
وهددت بروكسل بفرض عقوبات إذا استمرت أنقرة على هذا النهج، وستكون المسألة في صلب قمة أوروبية تعقد في 10 و11 ديسمبر/ كانون الأول.
عقوبات تقود إلى الهاوية
ويبدو أن التهديد بفرض عقوبات أوروبية قد تدفع الاقتصاد التركي إلى الهاوية، وهزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أقام أردوغان معه علاقة شخصية، في الانتخابات الرئاسية، أقنعا الرئيس التركي بخفض حدة نبرته في الأسابيع الأخيرة.
غير أن فوز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد يطرح مشكلات جديدة لأنقرة الخاضعة لعقوبات أمريكية إثر شرائها أنظمة صاروخية روسية من طراز إس-400.
كذلك، تأمل اليونان ومصر من واشنطن أن تلقي بثقلها في شرق المتوسط لوضع حد للأنشطة التركية التي لم تكن تقلق ترامب على ما يبدو.
ورأى أنتوني سكينر من مكتب "فيريسك مايبلكروفت" للاستشارات أن "العلاقات التركية الأمريكية قد تتراجع إلى حد أدنى جديد في 2021".
وخسرت الليرة التركية حوالى ربع قيمتها أمام الدولار منذ مطلع السنة، وما زاد من تدهورها التوتر الدبلوماسي ولا سيما مع فرنسا منذ بضعة أشهر.
وقال أولغن إن "المخاطر الجيوسياسية المتزايدة تشكل ضغطا على الليرة" ولها "وطأة على حركة الاستثمارات المباشرة الآتية من الخارج".
وتراجعت هذه الاستثمارات الآتية خصوصا من أوروبا والتي تساهم خصوصا في استحداث وظائف، من 16 مليار يورو في 2007 إلى 7 مليارات في 2019، وفق أرقام الأمم المتحدة.
انسحاب فولكسفاجن
وعلقت شركة "فولكسفاجن" الألمانية للسيارات العام الماضي قرار إقامة مصنع في تركيا، مبدية "قلقها" حيال الهجوم العسكري الذي شنته أنقرة في سوريا.
وفي نهاية المطاف، تخلت الشركة الألمانية العملاقة نهائيا عن مشروعها في يوليو/ تموز.