تحالف تجاري "هش" بين تركيا وإيران.. دمره الفيروس
لم يصمد التحالف التجاري بين تركيا وإيران، لينهار أمام تفشي فيروس كورونا وعقوبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فقد أدت عقوبات ترامب بخلاف جائحة كورونا إلى تحول جذري في شكل العلاقات التجارية بين تركيا وإيران، وفق وكالة بلومبرج.
وقالت "بلومبرج" إن عقوبات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وجائحة الفيروس غيرت تمامًا العلاقة التجارية بين تركيا وإيران بعدما كانت تستند إلى سفر دون تأشيرة، وعقود من العلاقات التجارية والثقافية.
وأشارت إلى أن المعبر البري بين البلدين لطالما كان عنصرًا حيويًا لجهود إيران للحصول على البضائع الأجنبية، لا سيما في ظل العقوبات التي حرمت اقتصادها من معظم دول العالم.
ولعقود، اشترت تركيا النفط والغاز الإيراني، وأرسلت طهران السياح، واستوردت السلع التركية، ثم عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم خلال عهد باراك أوباما، الذي بموجبه تحصل إيران على إغاثة اقتصادية مقابل تقليص برنامجها النووي.
وخلال العام التالي، قالت تركيا إنها توقفت عن شراء الخام من إيران، أكبر مورد لها. كما تراجعت واردات الغاز مع استفادة تركيا من التكاليف المنخفضة بينما تسعى لتقليل الاعتماد على إيران وروسيا.
وذكرت "بلومبرج" أن التجارة الثنائية بين الجارتين تراجعت الآن، بينما زادت الأصول الإيرانية المعلقة داخل تركيا، مشيرة إلى أنه منذ انهيار الاتفاق النووي والتراجع الكبير في صادرات النفط الإيرانية، قام آلاف الإيرانيين بتحويل أصولهم إلى أملاك عقارية تركية.
ولأول مرة هذا العام، بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، تفوق الإيرانيون على العراقيون ليصبحوا أكبر مشترين للعقارات في تركيا، ليحتفظوا بالمركز لـ8 أشهر على التوالي.
كما تراجعت على نحو كبير تدفقات الغاز من إيران إلى تركيا.
لكن حتى في أغسطس/آب، آخر شهر تتوفر بيانات عنه، كانت تدفقات الغاز أقل بنسبة 30% عن متوسط خمسة أعوام، طبقًا لهيئة تنظيم الطاقة التركية "EPDK".
وأشارت "بلومبرج" إلى أن إيران عادة ما تدير فائضا تجاريا كبيرا مع تركيا، لكن منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، تراجع حجم هذا الفائض، وتستعد إيران لتسجل عجزًا هذا العام لأول مرة منذ 2016، بحسب بيانات وزارة التجارة التركية. وتراجع إجمالي التجارة بنسبة 38% من عام 2016 حتى 2019.