أردوغان يفشل في إنقاذ الاقتصاد ويلقي بالمسؤولية على مؤسسات دولية
الشهر الماضي خفّضت وكالتا "موديز" و"ستاندرد أند بورز"، التصنيف الائتماني لتركيا، نتيجة للتقلبات الحادة التي شهدتها العملة التركية.
تخلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب تدخلاته، وألقى مجددا بالمسؤولية عن ذلك على مؤسسات التصنيف العالمية، متهما إياها بعدم المصداقية وأنها مسيسة.
وهبط مؤشر الثقة الاقتصادية التركي 9% عن الشهر السابق ليسجل 83.9 نقطة في أغسطس/آب، وفق بيانات معهد الإحصاءات التركي.
وهذه هي المرة الثانية في غضون يومين، التي يهاجم فيها أردوغان مؤسسات التصنيف العالمية، التي نشرت تقارير بشأن الاقتصاد التركي المتراجع.
وحث أردوغان الأتراك على عدم الاكتراث لتقييمات تلك الوكالات.
وتسبب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تقويض الثقة في العملة التركية، من خلال تصريحاته المتكررة التي اعتبرها بعض اللاعبين في السوق بأنها مربكة.
وفقدت الليرة التركية نحو 42% من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام الجاري على خلفية المخاوف من إحكام أردوغان قبضته على الاقتصاد إضافة إلى التوتر الشديد في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
والشهر الماضي، خفضت وكالتا "موديز" و"ستاندرد أند بورز"، التصنيف الائتماني لتركيا، نتيجة للتقلبات الحادة التي شهدتها العملة التركية على مدار الأسبوعين الماضيين، وارتفاع معدلات التضخم.
وقالت وكالة التنصيف الائتماني الدولية "موديز"، إنها ستخفض التصنيف الائتماني لـ20 بنكاً في تركيا، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية، وتراجع القدرة التمويلية للبنوك.
وقال أردوغان، الأحد، في تصريحات له من قيرغيستان، نقلتها وكالة الأناضول الرسمية، إنه من "الضرورة وضع حد وبشكل تدريجي لهيمنة الدولار من خلال التعامل بالعملات المحلية".
ويعود السبب في تصريحات الرئيس التركي إلى انهيار العملة المحلية (الليرة)، مقابل سلة العملات الأجنبية، خاصة الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي.
وفي تعاملات الأسبوع الماضي، هبطت الليرة التركية بنسبة 9.1% إلى 6.55 ليرة لكل دولار من 6 ليرات في بداية تعاملات الإثنين الماضي.
وتعرضت البنوك في تركيا، إلى إقبال كبير من المتعاملين على تحويل أموالهم بالنقد المحلي إلى النقد الأجنبي، تجنباً لهبوط أكبر في سعر صرف الليرة.
وبسبب خلافاته السياسية مع الولايات المتحدة، هاجم أردوغان الدولار الأمريكي كعملة رئيسية في المعاملات التجارية، داعيا إلى فك ارتباط التجارة العالمية بها.
وحذرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، قبل أيام، من أن تركيا تخوض معركة اقتصادية خاسرة؛ لأنها تلقي باللائمة على واشنطن في مشكلاتها المالية، لكنها في الحقيقة تقاتل العدو الخطأ؛ لأن جذور انهيار الليرة تكمن في سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.