إعلام أردوغان يفضحه.. 50% من مكونات سيارة تركيا الكهربائية مستوردة
تركيا تسند تصنيع مكونات أول سيارة تركية "محلية الصنع" إلى شركة ألمانية مقابل 250 مليون يورو بعدما أعلنت السلطات أنها ستكون محلية الصنع
تسببت صحيفة تركية موالية للرئيس رجب طيب أردوغان في فضيحة جديدة له، بعدما كشفت عن خداعه الرأي العام في بلاده وعالميا بشأن صناعة سيارة كهربائية محلية.
وأكدت الصحيفة، أن مزاعم أردوغان حول إنتاج تركيا لسيارة كهربائية محلية الصنع بنسبة 100%، المعروفة اختصارًا باسم "TOOG"، ليست إلا وهم.
وكشفت صحيفة "صباح" التركية، أن مصنع شركة سيارات تركيا الكهربائية الجديد، ما هو إلا مصنع لتجميع المكونات، وأنه سيعتمد على نحو نصف المكونات المستوردة من الخارج.
وأضافت الصحيفة، أن شركة "TOGG" ستعتمد على 49% منتجات مصنعة في الخارج لإنتاج السيارة، وذلك رغم أن أردوغان أوهم الأتراك والرأي العام العالمي بأن تصنيع السيارة سيكون محليًا بنسبة 100%.
ووفقا للتقرير، فقد أنهت شركة "TOGG" المنتجة للسيارة الكهربائية 93% من أعمال اختيار الموردين الأجانب.
وفي مستهل عملية إنتاج السيارة الكهربائية التي تقول أنقرة إنها ستكون محلية بنسبة 100%، ستبلغ في البداية نسبة المساهمة المحلية 51% فقط وسيتم الاعتماد على منتجات مصنعة في الخارج لإنتاج السيارة.
وبحسب المسؤولين تسعى الحكومة لرفع نسبة المساهمة المحلية في عملية الإنتاج إلى 68% عام 2025.
والسبت الماضي شهد وضع حجر الأساس في مصنع سيارات "TOOG" في بلدة “جمليك” بمدينة بورصا غرب تركيا، وتخطط الحكومة للانتهاء من أعمال إنشائه خلال 18 شهرا على أن يتم طرح أول دفعة من سلسلة السيارات في الربع الأخير من 2022.
وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حفل الافتتاح من أسماهم "لوبي الخائفين" بسبب تشكيكهم في حقيقة إنتاج تركيا سيارة محلية الصنع بالكامل، بينما لم يقدم ما يرد على انتقاداتهم.
ولم يرد أردوغان على المعلومات التي تقول، إن مصنع السيارة التركية سيكون دوره تجميع الأجزاء الأساسية للسيارة بعد تصميمها وتصنيعها بالخارج.
والأسبوع الماضي سخر مقدم البرامج التركي في قناة (خبر ترك) فاتح ألتايلي من إسناد تصنيع مكونات أول سيارة تركية "محلية الصنع" إلى شركة ألمانية مقابل 250 مليون يورو بعدما أعلنت السلطات أنها ستكون محلية الصنع كليا.
وبعدما تبين أن تصميم السيارة الخارجي إيطالي، اتضح أيضا أن المكونات الداخلية لها ستكون ألمانية الصنع.
وقال فاتح آلتايلي في مقال إن الشركة الألمانية ستحصل على 250 مليون يورو، ومن ثم "تعلنون وكأن الأمر تم إنجازه بمهارة تركية فذة".
وواصل الكاتب حديثه ساخرا: "أهنئ مجموعة شركات صناعة السيارات في تركيا ومدرائها على هذه الحملة والاتفاقية المحلية.. كما أنني ممتن كثيرا للجهود التي بذلوها من أجل سياراتنا المحلية الصنع ذات الهيكل الخارجي الإيطالي الصنع والمعدات الداخلية الألمانية الصنع"!.
وبهذا سيقتصر نشاط المصنع التركي على تجميع المكونات الأساسية للسيارة التركية المزعوم أنها محلية الصنع.
وكان المدير التنفيذي للشركة المصنعة، جورجان قاراقاش، كشف في وقت سابق الستار عن الشركات الأجنبية المشاركة في إنتاج السيارة التركية الأولى، التي قدمها أردوغان العام الماضي، على أنها محلية الصنع بالكامل.
وقال قاراقاش في تصريحات صحفية "نتفاوض مع شركة ألمانية لإنتاج المحرك الكهربائي للسيارة.. كما وقعنا على اتفاقيات سرية مع 6 شركات كبيرة في الصين لإنتاج البطاريات، وسيتم الاتفاق مع شركة واحدة منها".
وتابع: "اخترنا شركة ألمانية أخرى للهندسة، كشريك تكنولوجي فيما يتعلق بالاندماج في السيارة".
وأضاف، أن "هناك شركة ألمانية أخرى شريكة أيضًا فيما يتعلق بالهيكل والأجزاء السفلية من السيارة.. واتفقنا مع الإيطاليين من أجل التصميم.. نحن نبحث عمن يقوم بهذا العمل بأفضل شكل في جميع أنحاء العالم".
وبداية الشهر الجاري، كشف معهد الإحصاء التركي (حكومي)، عن انخفاض أعداد المركبات ذات المحركات التي تم تسجيلها بإدارات المرور، خلال مايو/أيار الماضي بنسبة 42.5% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، في إشارة واضحة إلى الأزمة التي يعاني منها قطاع السيارات، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة.
وفي سابقة ربما تحدث لأول مرة، لم تشهد تركيا بيع سيارة واحدة في جميع أنحاء البلاد، في أول أسبوع من يوليو/تموز الجاري، في إشارة واضحة إلى المعاناة التي تنتظر القطاع خلال الفترة المقبلة.
يأتي ذلك وسط إصرار حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على فرض المزيد من الضرائب رغم تفاقم الظروف المعيشية الصعبة للمستهلكين، في ظل الأزمة التي تعصف باقتصاد أنقرة.
وحسب ما ذكرته صحيفة "يني جاغ" التركية، بداية الشهر الجاري، تعيش سوق السيارات في البلاد حالة "شلل تامة" بعد انتهاء تخفيضات ضريبة الاستهلاك الخاص والقيمة المضافة في 30 يونيو/حزيران الماضي.
وهذه الضرائب أقرتها الحكومة التركية في وقت سابق على السيارات ذات المحركات الأقل من 1.6 لتر.