أردوغان يبدأ العقاب الاقتصادي للأتراك بـ3 قرارات تستهدف أنقرة وإسطنبول
رفع أسعار البنزين والكهرباء وإزالة منافذ الخضراوات.. هذه أدوات أردوغان لعقاب الأتراك.
بدأت مبكرا حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تطبيق سياسة العقاب الاقتصادي تجاه الأتراك بعد أن فشلت رشاوي الانتخابات البلدية في كسب أصواتهم، حيث أزالت منافذ بيع الخضراوات ورفعت أسعار الكهرباء والبنزين.
أنقرة وإسطنبول اللتان تضمّان نحو ثلث إجمالي الناخبين في تركيا، ستكونان أكثر المدن التركية تضررا من هذه القرارات، وهى رسالة واضحة من أردوغان الذي خسر الانتخابات بهما لأول مرة.
ورغم أن هذه الانتخابات لن تغير الوضع الاقتصادي في تركيا، ولكنها تكشف أن هناك مشكلة أخرى ستبقى دون تغيير، والتي بدأت منذ 3 سنوات، حيث أصبح الاقتصاد التركي شخصية المعارضة الحقيقية لأردوغان وفريقه، حيث وصل إلى مستوى البطالة المرتفعة والركود العميق، وهو الخصم الحقيقي الذي يجب أن يتعامل معه رئيس تركيا.
- 19 قرشًا.. زيادة جديدة في أسعار البنزين بتركيا
أعلنت نقابة محطات الإمداد بالطاقة والنفط والغاز الطبيعي(EPGİS) في تركيا، مساء أمس الثلاثاء، عن زيادة جديدة في أسعار البنزين اعتبارًا من منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، بمقدار 19 قرشًا للتر الواحد.
جاء ذلك بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، نقلا عن بيان أصدرته النقابة المذكورة.
وبعد هذه الزيادة سيصبح سعر لتر البنزين في العاصمة أنقرة 6.97 ليرة بدلًا من 6.78 ليرة.
أما في إسطنبول فسيصبح سعر اللتر 6.90 ليرة بدلا من 6.71 ليرة، وفي إزمير ارتفع سعر اللتر إلى 6.95 ليرة بدلًا من 6.76 ليرة.
تجدر الإشارة إلى أن الأسعار التي تحددها شركات التوزيع في تركيا تظهر الاختلافات الطفيفة فيما بينها من مدينة لأخرى؛ بسبب شروط المنافسة.
- 37 % زيادة في أسعار بيع الكهرباء لشركات التوزيع
ومع انتهاء الانتخابات المحلية في تركيا بدأت هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية عن بدء تطبيق الأسعار الجديدة لأسعار الكهرباء، التي دخلت حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الإثنين الموافق الأول من أبريل/ نيسان الجاري.
ونص القرار على أن مبيعات شركة إنتاج الكهرباء التركية من الطاقة إلى شركات التوزيع ومبيعاتها إلى شركات الإمداد المكلفة ستبلغ 17.2700 قرشًا لكل كيلووات ساعة.
وبهذا سيرتفع سعر البيع لشركات التوزيع بنحو 37%.
يُذكر أن شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي شهد آخر زيادة في أسعار الكهرباء بزيادة بلغت 9% للوحدات السكنية و18% للوحدات التجارية والصناعية.
- إزالة منافذ بيع الخضراوات والفاكهة
وعقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات نتائج غير رسمية بأن مرشح المعارضة فاز بانتخابات أنقرة، بدأ مسؤولو البلدية يوم الإثنين بإزالة منافذ الخضراوات والفاكهة التي كانت تبيعها بأسعار رخيصة في محاولة لكسب أصوات الأتراك.
وكانت تلك المنافذ التي سماها أردوغان بـ"منافذ التنظيم" قد انطلقت قبيل الانتخابات المحلية للتصدي لارتفاع أسعار السلع الغذائية.
وكان المدير العام للقروض الزراعية، فخر الدين بويراز، أعلن في منتصف شهر فبراير/ شباط الماضي أن منافذ بيع التنظيم ستعمل لمدة شهرين ونصف الشهر.
لكن تمت إزالة منافذ التنظيم عقب خسارة مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، محمد أوزحسكي، رئاسة بلدية أنقرة لصالح مرشح الشعب الجمهوري، منصور يافاش، بحسب النتائج غير الرسمية.
وربما على أردوغان أن يعرف أن الجرح العميق الذي تسببت فيه الانتخابات ما هو إلا نتاج أسلوبه شديد المركزية في الحكم، والذي يقرر كل شيء في البلاد. وآخرها الإجراءات المثيرة للجدل للغاية لاحتجاز أصول المستثمرين الأجانب كرهائن عن طريق احتجازها في تركيا، ولا يظهر أردوغان أي ندم في تحدي النظام العالمي بينما يدمر الاقتصاد المحلي.
والقرارات الثلاثة الأخيرة ليست سوى علامة أقوى على مدى تشبث أردوغان وفريقه بالسلطة وكيف لا يرغب في تركها مهما بلغ الأمر.