أحدث انتهاكات أردوغان.. معسكرات "أخونة" للأطفال بسويسرا
المعسكر نظمته المؤسسة الإسلامية التركية في سويسرا، وهي تابعة لمديرية الشؤون الدينية التركية "ديانيت".
كشف تحقيق صحفي سويسري، الأحد، أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظم معسكرا لأطفال المدارس الابتدائية في سويسرا، أشرف عليه دعاة من جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بهدف زرع الأفكار المتطرفة.
ووفق صحيفة "بيلك" السويسرية الناطقة بالألمانية، خلال إجازة أعياد الميلاد أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قامت تركيا بتنظيم معسكر لأطفال المدارس الابتدائية السويسرية (تحت ١٠ سنوات) المنحدرين من أصول تركية، في مقاطعة أوبفالد وسط سويسرا، لمدة ٦ أيام.
وأوضحت أنه للوهلة الأولى، يبدوا المعسكر الشتوي عاديا، حيث ظهرت الفتيات والفتيان يضحكن، ويمارسن رماية السهم ويلعبن البلياردو والتزلج في المناظر الطبيعية الجبلية الرائعة.
وأضافت "لكن المعسكر كان أكثر من مجرد نشاط ترفيهي، حيث تظهر صور أخرى جوانب الحياة في المخيم: فتيات- لم يبلغن من العمر عشر سنوات يرتدين ملابس لا تناسب أعمارهن الصغيرة، فضلا عن فصل كامل للفتيان والفتيات، ودروس تتضمن تفاسير متطرفة، وغرسا للثقافة التركية ولرؤية نظام أردوغان".
وأشار إلى أن المعسكر نظمته المؤسسة الإسلامية التركية في سويسرا، وهي تابعة لمديرية الشؤون الدينية التركية "ديانيت".
وقام أئمة أرسلتهم مديرية الشؤون التركية، بدور المعلمين في معسكر أوبفالد، بينهم إمام يدعى "أ.ج" (الحروف الأولى من اسمه)، وينحدر من هاتاي جنوب شرقي البلاد، ويعمل إماما في مسجد تابع لـ"ديانيت" بمدينة نوينبرج السويسرية.
وفي لقاءاته وندواته، وكذلك على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، يحتفي "أ.ج" كثيرا بجماعة الإخوان الإرهابية، ويبرز أفكارها، ويدافع عنها.
وخلال المعسكر، ارتدى "أ.ج" شعار الإمبراطورية العثمانية "بلطة ذات حدين"، وروج لأفكار متطرفة بين الأطفال، بحسب الصحيفة.
وقبل أيام قليلة من بداية معسكر الأطفال في أوبفالد، التقى الأئمة المشرفون عليه، وفي مقدمتهم "أ.ج"، بأردوغان، خلال زيارة الأخير لجنيف في النصف الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ووفق صحيفة "بليك"، يثير المعسكر مخاوف كبيرة بين أبناء الجالية التركية، لأنه يروج لأفكار متطرفة، ويقوم عليه أشخاص موالون بشكل كامل لأردوغان.
ونقلت الصحيفة عن مواطن تركي يعيش في سويسرا فضل عدم الكشف عن اسمه خوفا من انتقام السلطات التركية منه، قوله "مثل هذه المعسكرات ترسخ فكرة المجتمعات الموازية، وتعتبر مثل السم الذي تحاول به تركيا إعاقة اندماج الأطفال في المجتمع السويسري".
ويعد إعاقة اندماج الأتراك في أوروبا هدفا معلنا لأردوغان نفسه، الذي قال خلال افتتاح مسجد مدينة كولونيا غربي ألمانيا في ٢٠١٠ مخاطبا الأتراك "لا يجب أن يتوقع أحد منكم الاندماج"، مضيفا "الاندماج جريمة ضد الإنسانية".
وتنظيم معسكر لغرس أفكار متطرفة سرا في الأطفال، ليس جديدا على جماعة الإخوان المتطرفة أو الجماعات التركية.
ففي تصريحات صحفية سابقة، قال بيتر ريغلي، الخبير الأمني والباحث في شؤون الإسلام السياسي: "السياسيون لا يعرفون عدد أئمة الكراهية النشطين في المساجد ومراكز الصلاة في سويسرا، ولا خلايا التطرف التي نثرها الإخوان، وتغلغلت في قاعدة المجتمع لتحقيق أهداف متطرفة"، في إشارة إلى أن الجماعة تغطى أنشطتها المتطرفة، بسياسات أخرى تعكس وجها سلميا وديمقراطيا مزيفا.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg
جزيرة ام اند امز