"تطبيق فاشي".. أداة أردوغانية جديدة لإرهاب المعارضة
صحيفة نمساوية تقول إن السلطات التركية تستخدم معلومات تطبيق يدعى "EGM" في إيقاف أو اعتقال المعارضين حال دخولهم بلدهم.
دشن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تطبيقا جديدا على متجر جوجل بلاي، وصفه الكثيرون من الخبراء بـ"التطبيق الفاشي" وذلك بهدف رصد وإسكات المعارضين وإرهابهم وبخاصة في دول الخارج.
ويهدف التطبيق الذي يحمل اسم "EGM" إلى جمع المعلومات عن أي شخص يشارك في فاعلية معارضة في الخارج، أو ينشر تعليقات منتقدة للرئيس رجب طيب أردوغان.
والتطبيق الذي تسمح متاجر شركتي جوجل وأبل الأمريكيتين بتحميله مجانا، يتيح بشكل أساسي للنظام التركي رصد المعارضين اعتمادا على بلاغات يقدمها أتراك من مؤيدي أردوغان المقيمين في الخارج.
وتقوم السلطات التركية باستخدام المعلومات التي تجمعها عبر هذا التطبيق في إيقاف أو اعتقال هؤلاء المعارضين لدى محاولتهم دخول الأراضي التركية، حسب ما نشرته صحيفة "فولكس بلات" النمساوية الخاصة.
ووفق المصدر ذاته، فإن هذا التطبيق المنتشر بشكل كبير بين مؤيدي النظام التركي، يعد السبب الرئيسي في تعرض أتراك مقيمين بالخارج للاعتقال عند دخولهم تركيا. وفي أكثر الحالات حظا، تكتفي السلطات بمنع دخول المبلغ عنهم الأراضي التركية أو اعتقالهم لساعات.
وفي الأيام الماضية، تعرض شخصان نمساويان من أصل تركي للتوقيف في إسطنبول بسبب بلاغات على التطبيق نفسه، وفق "فولكس بلات".
ونقلت الصحيفة عن الناشط النمساوي من أصل تركي، بريفان أصلان قوله: "يوميا، ترد لنا بلاغات عن تعرض أتراك أو أوروبيين من أصل تركي للاعتقال لدى دخولهم تركيا، بسبب تطبيق "EGM".
وتابع "الخميس الماضي، على سبيل المثال، أوقفت السلطات مواطنا نمساويا لدى دخوله تركيا، بسبب بلاغ على التطبيق جاء فيه أنه كتب على صفحته بموقع فيسبوك انتقادا لأردوغان عام 2008"، مضيفا "أطلقت السلطات سراحه بعد 11 ساعة".
الناشط التركي الذي يدافع عن المعتقلين في سجون أردوغان أوضح "كل الاعتقالات والتوقيفات، بالإضافة لرفض دخول كثيرين لتركيا، لها سبب واحد"، مضيفا "كل البلاغات تأتي من أتراك مؤيدين لأردوغان مقيمين في الخارج".
ومضى قائلا: "التطبيق هو عملية رقمنة للفاشية، وأتاح سهولة عمليات الإبلاغ عن المعارضين وتوفير المعلومات عنهم".
وقال أصلان إن السياسيين الأوروبيين يغضون الطرف عن خطورة تطورات تطبيق EGM، مضيفا "أردوغان يحاول عبر أنصاره وهذا التطبيق، إسكات الأصوات المعارضة وإرهابها".
ووفق تقرير سابق لصحيفة فرانكفورتر الغماينة الألمانية، فإن التطبيق يعيد للأذهان أساليب النظم الفاشية في إيطاليا وألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية، وفي ألمانيا الشرقية حتى 1991، حيث كانت هذه النظم تدفع الأوربيين للتلصص بعضهم على البعض، وتقديم البلاغات عن جيرانهم وحتى أقاربهم بتهم معاداة النظام أو انتقاده.
ووفق التقرير ذاته، فإن EGM هي بالأساس اختصار لـ"السلطة المركزية للشرطة التركية" ومرتبط مباشرة بوزارة الداخلية في أنقرة، وإن التطبيق يساهم في رصد المعارضين لأردوغان في ألمانيا والنمسا ودول أوروبية أخرى.
ووفق بحث قامت به "العين الإخبارية"، فإن هذا التطبيق الذي نشر لأول مرة قبل 5 سنوات، لقي رواجا كبيرا بين مؤيدي أردوغان، حيث قام بتحميله 500 ألف شخص من متجر جوجل بلاي، ومئات الآلاف من متجر أبل.
وراج التطبيق بشكل كبير مؤخرا، فحتى يوم 25 سبتمبر 2018، قام 100 ألف شخص فقط بتحميل التطبيق من متجر جوجل، ما يعني أن عدد مستخدميه ارتفع بنسبة 400% خلال أقل من عام.
وتوظف الشرطة التركية بشكل متزايد التكنولوجيا، وخاصة خدمات الإنترنت، والهواتف النقالة، في جمع المعلومات عن المعارضين.
ووفق موقع "ريبورت ماينز" الإخباري الألماني، فإن الشرطة التركية تلقت العام الماضي 20 ألف بلاغ إلكتروني عن معارضين، أو أشخاص كتبوا تعليقات تنتقد الحكومة.
وفي تصريحات صحفية، قال الخبير الاستخباراتي الألماني، إريش شيمدت أيبوم، إن "السلطات الألمانية مطالبة بالتدخل لوقف استخدام هذا التطبيق".
وأضاف أيبوم أن: "هذا التطبيق لا يعدو كونه أداة من أدوات البوليس السري في النظم الفاشية، يحرض المتعصبين للنظام على الإبلاغ عن المعارضين ودفعهم دفعا لفخ النظام".
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjY4IA== جزيرة ام اند امز