صهر أردوغان.. ظل سام في عام من الفشل
في الكواليس، يدرك الجميع في تركيا أن صهر أردوغان لا يمتلك أي خبرة أو كفاءة لتولي إدارة أي شيء لكن لا أحد يجرؤ على البوح بذلك.
قبل 14 عاما، اقترن بيرات آلبيراق بابنة الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، ليتغير مسار حياته، ويقفز من الظل إلى الواجهة، ويصبح أحد الخناجر المسمومة المنغرسة في قلب الاقتصاد المحلي.
"آلبيراق" أدرك مبكرا أن بوابة السلطة تمر عبر التقرب من "أردوغان"، وأن لا طريق أقصر وأسهل من ابنة الأخير، ليقفز بعد 3 سنوات فقط من زواجه، من موظف بشركة «شاليك القابضة» إلى منصب المدير.
ثم توالى صعوده ليصبح رئيسا تنفيذيا لشركة "شاليك – آلبيراق" في 2013، قبل أن يقرر الخروج من الظل واقتحام عالم السياسة، ليتقلد في يوليو/تموز الماضي منصب وزير المالية.
عام من الفشل
في الكواليس، يدرك الجميع في تركيا أن "آلبيراق" لا يمتلك أي خبرة أو كفاءة لتولي المنصب الأخير، لكن لا أحد يجرؤ على البوح بذلك، خشية أن يضعه صهر "أردوغان" في قائمته السوداء، فتتحول حياته إلى خراب.
الأرقام الرسمية تشي بأن الاقتصاد التركي شهد في عام انهيارا لافتا، حيث ارتفعت نسبة التضخم (أسعار الاستهلاك) إلى مستويات قياسية لم تعهدها البلاد، وتفاقمت معدلات البطالة، وتراجعت قيمة الليرة.
وفي مقال نشرته صحيفة محلية، أعد الصحفي التركي إلكار دوغان، كشفا لحساب صهر "أردوغان"، ضمنه محصلة عام من القرارات الخاطئة والتلاعب بأموال الشعب، والمحسوبية.
ففي عام، يقول "دوغان": "ارتفع التضخم من 12 إلى 20 بالمائة، وفقدت الليرة التركية 35 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، وانهار احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية، والتهمت البطالة آمال ملايين الأتراك، وبات تحصيل القوت أمرا بالغ المشقة".
محصلة كارثية منحت الصحفي قناعة بأن "أردوغان" سيجد نفسه مجبرا على وضع اسم صهره على لائحة المغادرين للتشكيلة الحكومية ضمن تعديل وزاري منتظر، وقد يخلفه وزير المالية السابق، ناجي آغبال.
توقعات تظل في خانة التكهنات حتى الآن في ظل عدم وجود أي إعلان رسمي، مع أن مصادر مطلعة شبه مؤكدة لفتت إلى أن الانتقادات التي تطال- وإن سرا- أداء "آلبيراق"، علاوة على الأزمة الاقتصادية الخانقة، قد تدفعان "أردوغان" إلى استبعاده من المنصب.
قرارات كارثية
منذ تقلده مهامه في يوليو/تموز الماضي، جاءت جميع قرارات "آلبيراق" كارثية، حيث دفعت بمؤشرات الاقتصاد نحو تهاو مخيف، وأدخل البلاد ضمن ركود تحول تدريجيا من طابع الظرفي إلى الهيكلي، وفق خبراء.
ومن بين أكثر قراراته حماقة، كان استخدامه كامل احتياطي البنك المركزي التركي من أجل سد عجز موازنة 2019، مع أنه كان يمكن أن يلجأ إلى إقرار موازنة تكميلية.
تصنيف ائتماني يتهاوى
إخفاقات الاقتصاد التركي منذ تولي "آلبيراق" منصبه لم تمر دون تداعيات، حيث ألقت بظلالها على التصنيف الائتماني للبلاد من قبل الوكالات الاقتصادية الدولية.
وكالة «فيتش» الدولية للتصنيف الائتماني توقعت قبل أقل من شهر، أن الاقتصاد التركي سيشهد تراجعا بنسبة 1.9 بالمائة، مدفوعا في ذلك بارتفاع معدلات التضخم، وانهيار قيمة الليرة، علاوة على زيادة تكاليف النفقات الخارجية.
من جانبها، حذرت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، في تقريرها الصادر في 2 يونيو/ تموز الماضي، من أن المنحى السلبي للنظام المصرفي التركي لا يزال سلبيا، ما يعني تواصل ضغوط البنوك على المرونة المالية.
يأتي ذلك بسبب هشاشة تمويل البنوك التي تواجه ديونا بقيمة 64 مليار دولار.
ظل أردوغان السام
تصفه تقارير المعارضة بأنه النسخة المسمومة من أردوغان، بل ظله السام حيث يلازمه في تنقلاته المهمة، ويجلس بجواره في الاجتماعات المصيرية، وهو أيضا الذراع الملوثة التي تنفذ مخططات رئيسه. يتمتع بكفاءة عالية في إدارة أكبر المؤامرات ببلاده، فهو من حاك مسرحية الانقلاب الشهيرة التي مكنت "أردوغان" من ابتلاع خصومه دفعة واحدة.
"آلبيراق" يتمتع أيضا بعلاقات قوية مع إسرائيل، وينظر إلى «داعش» الإرهابي على أنه الفرخة التي تدر له الذهب، ما يفسر الدعم الذي يحظى به التنظيم من أنقرة.
ولأنه صهر الرئيس، فتحت جميع الأبواب في وجهه، وحصل على عضوية البرلمان عن حزب العدالة والتنمية، ليحصل على حقيبة البترول والثروات الطبيعية في 2015 في حكومة أحمد داوود أوغلو، قبل أن يقفز إلى وزارة المالية في 2018.
أورثه والده الكاتب صادق آلبيراق توجهاته الإسلامية المتشددة، والتي تجلت من خلال رعايته للفارين من الإخوان إلى إسطنبول.
يلقب أيضا بـ«الدكتاتور الصغير»، وهو من بين الذين وقفوا حاجزا في وجه رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو، وألقوا به خارج دائرة السياسة، فلم يسمح له بالترشح أمام الرئيس التركي، خوفا من نجمه الذي سطع وشعبيته المتنامية أثناء توليه رئاسة الحزب خلفا لـ"أردوغان".
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg
جزيرة ام اند امز