أردوغان يرفع أسعار البنزين متجاهلا أزمات تركيا الاقتصادية
الزيادة في أسعار البنزين تأتي في وقت يعاني فيه الأتراك من وطأة التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)
تعتزم السلطات التركية، رفع أسعار البنزين 37 قرشًا، والديزل 32 قرشا اعتبارا من منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء، لتكون هذه الزيادة الثانية من نوعها خلال نحو أسبوعين.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن نقابة ملاك محطات التزود بالطاقة والمواد البترولية والغاز في تركيا (EPGİS)، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.
وأشار البيان إلى أن هذه الزيادة تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من فجر الثلاثاء.
وتأتي هذه الزيادة الأخيرة في وقت يعاني فيه الأتراك من وطأة التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ورفعت تركيا في 3 يونيو/حزيران الجاري، أسعار الغاز المسال للسيارات بمقدار 19 قرشًا للمتر المكعب الواحد.
وفي 19 مايو/أيار الماضي، رفعت تركيا أسعار البنزين بمقدار 13 قرشًا للتر الواحد، وأسعار الديزل بمقدار 8 قروش.
وفي 16 مايو، كانت تركيا قد رفعت أسعار البنزين بمقدار 9 قروش للتر الواحد، فيما رفعت أسعار الديزل بمقدار 11 قرشًا؛ وكانت هذه الزيادة الخامسة من نوعها خلال شهر واحد، بعد زيادة مماثلة في 9 مايو الماضي بمقدار 15 قرشًا للتر البنزين، و13 قرشًا للديزل.
وسبق أن شهدت أسعار البنزين في 30 أبريل/نيسان الماضي زيادة بمقدار 16 قرشًا، وبمقدار 7 قروش في 4 مايو/أيار الماضي، وبمقدار 5 قروش في 5 من الشهر نفسه.
أما بالنسبة للديزل فقد سبق وأن زادت أسعاره بمقدار 16 قرشًا يوم 4 مايو/أيار، وأخرى بـ5 قروش يوم 5 من الشهر نفسه.
ويتم تحديد أسعار الوقود في تركيا بناء على متغيرات سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية الليرة، ووفق متوسط أسعار المنتجات المصنعة في أسواق منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تعتبر تركيا جزءًا منها.
ويأتي ارتفاع الأسعار والضرائب في تركيا بفعل أزمة اقتصادية طاحنة تشهدها تركيا، تتزايد يوما تلو الآخر، وسط فشل نظام أردوغان في إيجاد حلول لها، وقد تعمقت مع التدابير الاحترازية التي أعلنت عنها أنقرة للحيلولة دون تفشي كورونا.
وشهدت معدلات التضخم بتركيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي زيادة تقدر بنحو 10.56% مقارنة مع الشهر ذاته من العام 2018، وبنسبة 0.38% مقارنة مع الشهر السابق عليه.
وارتفعت أسعار الكهرباء مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمقدار 14.90%، وذلك بعد شهرين فقط من زيادة سابقة أقرت في مطلع يوليو/تموز وقدرت بـ15%.
أسعار غاز المنازل شهدت هي الأخرى على مدار 2019 زيادات قدرت بـ53.8%.
كما أن أسعار المحروقات شهدت زيادات متكررة خلال 2019، حيث رفع سعر البنزين من 5.90 ليرة في بداية العام إلى 7 ليرات، والديزل من 5.70 إلى 6.56 ليرة، الأمر الذي أثر بالسلب على الأوضاع الاقتصادية.
وشهد البنزين 15 زيادة في 2019، بينما زاد الديزل 13 مرة، وزادت أسعار غاز البترول المسال 8 مرات.
ومطلع سبتبمر/أيلول الماضي كشفت دراسة تركية، عن أن تضخم أسعار المواد الغذائية في البلاد ارتفع بنسبة 1.5% خلال شهر، وبنسبة 30.1% منذ بداية 2019، وبمقدار 64.2% خلال عام كامل، فيما لم تزد رواتب موظفي الحكومة والعاملين سوى 4% فقط.
ووصلت هذه الأزمة إلى مستوى خطير من ارتفاع معدلات البطالة، وتواصل نزيف العملة التركية مقابل العملات الأجنبية.
ويرى خبراء واقتصاديون أتراك أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من الارتفاع في أسعار المنتجات والسلع المختلفة سواء في القطاع الخاص أو العام؛ مرجعين ذلك إلى ارتفاع نفقات الإنتاج، وازدياد عجز الموازنة.