أردوغان يبدأ "حساب الاستفتاء".. وأزمة الاستقالات تضرب حزبه
الرئيس التركي يبدأ محاسبة من رفضوا التعديلات الدستورية في الاستفتاء الأخير داخل حزبه الذي يشهد استقالات جماعية
تتفاقم أزمة الاستقالات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بشكل بات برأي البعض يهدد حظوظ الحزب في الانتخابات المحلية المقبلة.
- تركيا.. منع 275 نائبا بحزب أردوغان من التحدث لوسائل الإعلام
- صحيفة تركية: جيشنا سيدخل عفرين بموافقة روسية
ويقول مراقبون سياسيون إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ عملية الحساب لمن يمكن اعتبارهم "المتمردين"، الذين صوتوا مع رفض التعديلات الدستورية في الاستفتاء الذي بإقرار تلك التعديلات بهامش أغلبية ضئيل ومحرج للرئيس التركي.
كان التعديلات تستهدف توسيع صلاحيات أردوغان، وكان الموقف الرسمي لحزبه هو التصويت بالموافقة على هذه التعديلات، لكن كان هناك من تجرؤ على قول لا في وجه أردوغان.
بدأت الأزمة مع استقالة رئيس بلدية إسطنبول، قادير توب باش، في 22 سبتمبر الماضي. وذكرت صحيفة "جمهوريت" التركية المعارضة أنه تم استدعاء 25 رئيس بلدية ومقاطعة تابعين لحزب العدالة والتنمية، الذي يرأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى اجتماع طارئ في إسطنبول، بعد عصيانهم لأوامر أردوغان الذي طالبهم بتقديم استقالاتهم، وسط حالة من الفوضى داخل الحزب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع سيعُقد بمشاركة نائب الرئيس المسؤول عن الإدارات المحلية، أرول قايا، ونائب الرئيس المسؤول عن أجهزة الحزب، مصطفى أتاتش، بجانب رئيس شعبة الحزب في إسطنبول، سليم تامورجي.
وقال عضو مجلس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، حسين صاغ، إنه سيتم مطالبة 6 أو 7 رؤساء بلديات آخرين بالاستقالة، وفي مقدمتهم رئيس بلدية أيوب، رمزي أيضن، ورئيس بلدية بيكوز، يوجيل شاليك، اللذين صوتا بالرفض خلال الاستفتاء، الذي انعقد في 16 إبريل الماضي للتصديق على توسيع صلاحيات أردوغان على حساب البرلمان والحكومة.
وأضاف أن من المنتظر مطالبة رؤساء بلديات أسنييورت وكوتشوك تشكمجه وأوسكودار بتقديم استقالاتهم بعد تصويتهم بالرفض في الاستفتاء الدستوري.
ومنذ أيام، أعلن رئيس بلدية مدينة قونية، وسط تركيا، عن حزب العدالة والتنمية وأعضاء مجلس إدارته استقالاتهم، عقب اجتماع طارئ، بناء على طلب من الإدارة المركزية للحزب.
وكان الرئيس أردوغان قد لمّح إلى استقالات من الحزب بحديثه عن وجود تآكل في هيكل الحزب، حيث يدور الحديث في أروقة الحزب عن دفع العديد من رؤساء شعب الحزب إلى تقديم استقالاتهم.
وطلب أردوغان من رئيس بلدية أنقرة مليح جوجتشيك تقديم استقالته أيضا.
وقال أحمد تاكان، الكاتب بصحيفة "يني تشاغ" التركية، إن رئيس بلدية أنقرة أبلغ مقربين منه أنه سيجعل أردوغان يدفع ثمن فعلته هذه.
وردا على ذلك، توعد أردوغان رئيس بلدية أنقرة بعواقب وخيمة في حال عدم تقديم استقالته.
وقال مراد يتكين، الكاتب بصحيفة "حريت"، إن أردوغان قد يفقد أنقرة في انتخابات المحليات، التي ستنعقد في شهر مارس 2019، بسبب هذه الاستقالات.
وقالت تقارير إعلامية تركية إن الحزب طالب 30 رئيس بلدية بتقديم استقالتهم.
ويتولى حزب العدالة والتنمية إدارة 39 مقاطعة في مدنية إسطنبول، بينما يتولى حزب الشعب الجمهوري المعارض إدارة 25 مقاطعة بالمدينة.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز