التقارير تقول إن تركيا زادت من وتيرة تهريب الأسلحة والأموال إلى جماعة الإصلاح في الفترة الأخيرة
بعد سوريا وليبيا والصومال يوجه أردوغان بوصلة تدخله بالأمن القومي العربي إلى اليمن، حيث تطلعه إلى موطئ قدم له في البحر الأحمر في إطار أحلامه التوسعية، إذ لم يعد سرا تزايد حجم الدعم التركي لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع السياسة لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
تقول التقارير إن تركيا زادت من وتيرة تهريب الأسلحة والأموال إلى جماعة الإصلاح في الفترة الأخيرة، كما كثفت من إرسال عناصر الاستخبارات التركية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح، وتدريب مئات عناصر الجماعة داخل الأراضي التركية، وسط تزايد حجم الخطاب الإعلامي الداعم للجماعة من خلال القنوات الإخوانية التي تبث من إسطنبول.
وبموازاة هذا الدعم العسكري والمالي والإعلامي تواصل تركيا انتشارها في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الإصلاح من خلال هيئة الإغاثة التركية، إذ إن الدعم الإنساني أصبح ستارا للتدخل التركي عبر عناوين إقامة مستشفيات ومدارس وتقديم المعونات الغذائية، ولكن في حقيقة الأمر، تحول هذا النشاط إلى جهد استخباراتي بامتياز، ولعل النشاط الاستخباراتي التركي السابق في العراق وسوريا وليبيا والصومال وغيرها من المناطق، يؤكد هذه الحقيقة، وطبيعة المتاجرة بالشعارات الإنسانية والأخلاقية لصالح أجندة توسعية لها علاقة بالسيطرة والهيمنة من خلال إنشاء جماعات عسكرية تابعة لها، وتمكين هذه الجماعات من السيطرة وامتلاك عناصر القوة، تطلعا للوصول إلى السلطة، واللافت في النشاط التركي في اليمن تداخله بعوامل محلية وإقليمية على النحو التالي:
1- بروز حالة من الاصطفاف الإقليمي التركي الإيراني القطري في مواجهة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.
2- على أرضية التحالف السابق برزت حالة من التحالف الوظيفي والتقاطع المشترك في الداخل اليمني بين جماعة الحوثي وجماعة الإخوان في اليمن.
3- على أرضية التحالف السابق برزت حالة من التنسيق العسكري بين الطرفين لضرب خطط التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية، والسعي إلى السيطرة على المزيد من المناطق وإفشال هجمات الجيش اليمني ضد الحوثي.
4 - التناقض الواضح في المواقف السياسية التركية إزاء الوضع في اليمن، ففي الوقت الذي اتخذت فيه تركيا سابقا إجراءات ضد بعض قيادات الحوثي، وجمدت أرصدة البعض منهم في تركيا، تقدم في الوقت نفسه دعما سياسيا واضحا لهم، من خلال الانتقاد المستمر للتحالف العربي، واتهامه بممارسة الحصار ضد المدنيين في اليمن، فضلا عن توفير المنصات الإعلامية لهم من تركيا، حيث تستضيف القيادات الإخوانية لديها وتوفر المنابر الإعلامية لهم.
5- في ظل كل المعطيات السابقة، يمكن إدراج استضافة تركيا لاجتماع بين ممثلين عن النظام الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين، وهو الاجتماع الذي أنتج اتفاقا بين الطرفين على توجيه السهام المشتركة إلى التحالف العربي في اليمن.
تقول التقارير إن تركيا زادت من وتيرة تهريب الأسلحة والأموال إلى جماعة الإصلاح في الفترة الأخيرة، كما كثفت من إرسال عناصر الاستخبارات التركية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح، وتدريب مئات عناصر الجماعة داخل الأراضي التركية.
في الواقع، من الواضح أن أردوغان لا يترك فرصة إلا ويستغلها لتحقيق أحلامه التوسعية من خلال تدخله وتدميره للدول العربية، دولة تلو الأخرى، ولم يعد اليمن بعيدا عن استراتيجيته هذه، وديدنه في ذلك هو الاعتماد على الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الإسلام السياسي شعارا لها، إذ إن السمة المشتركة لهذه الجماعات في علاقتها بتركيا، باتت تكمن في استدعاء العثمانية التي تحولت إلى أيديولوجية للسلطان العثماني من خلال الادعاء بوجود جاليات تركية في دول العالم العربي أو أن مناطق واسعة من هذا العالم كانت تابعة لها، وفي هذا السياق لم يستبعد كاتب يمني من أن يلجأ أردوغان إلى الزعم بأن أجداده بنوا سور صنعاء القديمة الذي يزيد عمره على ألف عام!
وهو عندما قال ذلك لم يكن من باب السخرية فحسب، وإنما من تجربة أردوغان في سوريا وليبيا، وطبيعة تفكيره وهوسه بأحلامه التوسعية. من دون شك، ما يشجع أردوغان على مواصلة سياسته السابقة، هو غياب موقف عربي قوي يضع حدا لتدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأمام حجم المخاطر فإن الدعوة إلى هذا الموقف تبقى هدفا أساسيا في المرحلة المقبلة رغم حجم الخلافات والاختلافات العربية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة