أردوغان وأفريقيا الجنوبية.. أجندة سوداء تطمس بريق الثروات
أردوغان ركز على جنوب أفريقيا وأنجولا وزامبيا وموزمبيق بقوة، كونها غنية بمناجم الحديد وغيرها من المعادن الصناعية
سموم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امتدت إلى جميع أرجاء أفريقيا، ولم تفلت حتى المنطقة الجنوبية منها، طمعا في معادنها النفيسة لإنقاذ اقتصاد تركيا المتهاوي.
منطقة غنية بالمعادن الثمينة مثل الذهب والألماس واليورانيوم، حيث أنشئت مناجم لاستخراجها بجنوب أفريقيا، البلد الذي يركز عليه أردوغان ضمن خارطة أطماعه بالقارة السمراء.
وتتكون المنطقة الواقعة جنوب أفريقيا من 13 دولة، وهي جنوب أفريقيا، وأنجولا، وبوتسوانا، وجزر القمر، وليسوتو، ومدغشقر، ومالاوي، وموريشيوس، وموزمبيق، وناميبيا، وسوازيلاند، وزامبيا، وزيمبابوي.
وركز أردوغان على جنوب أفريقيا وأنجولا وزامبيا وموزمبيق بقوة، كونها غنية بمناجم الحديد وغيرها من المعادن الصناعية، وقدر مراقبون إجمالي ما استنزفه أردوغان من تلك الدول بمبالغ ضخمة.
عين على جنوب أفريقيا
على مدار سنوات، حاول الرئيس التركي التوغل مركزا على جنوب أفريقيا، البلد الذي يعتبر الملاذ الآمن للفارين من استبداده، فكان أن لعب على وتر أزمة شركة الكهرباء الحكومية في جوهانسبرغ.
ونفذ مخططه من خلال أذرع استثمارية على رأسها "شركة منصات البترول"، لكنه لم يفلح باعتبار أن جنوب أفريقيا تدير المسألة كشركة مساهمة، حسب الدكتور عبد المنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" في هذا التقرير الذي يأتي ضمن سلسلة تقارير حول أطماع أردوغان في القارة السمراء.
وقال السيد لـ"العين الإخبارية" إن محاولات أردوغان لتركيع جنوب أفريقيا جميعها فشلت، ليخسر هناك أكثر من 3 مليارات دولار دون جدوى، سعيا وراء هدف سياسي بحت وهو ملاحقة أنصار المعارض فتح الله جولن.
وقدر الباحث فاتورة الأطماع التركية في أفريقيا بأكثر من 200 مليار دولار، دفعها أردوغان من أموال شعبه المختنق جراء سياساته المرتبكة وغير المتزنة.
وبحسب السيد، فإن كلفة أطماع أردوغان في القارة السمراء تشكل أحد أسباب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب الاقتصاد التركي بالسنوات الأخيرة.
"ميليشيات اقتصادية"
الشركات التركية هي الطريق الآمن لغزو أفريقيا.. هكذا قال مصدر من جمعية "الاستثمار الدولي" الممولة من أنقرة والمعروفة اختصارا بـ "إيبيا".
والجمعية المذكورة مستقلة كانت تتخذ من إسطنبول مقرا لها، إضافة إلى مقار أخرى لها في العاصمة المصرية القاهرة وتونس وليبيا، قبل أن تتفكك منتصف العام 2013.
واستعرض المصدر لائحة بأسماء الشركات التركية التي يتخذها أردوغان جسر لغزو أفريقيا، بينها مجموعة "بيم" الشهيرة لتجارة التجزئة، والتي تعد بوابة رسمية لحركة الأموال من أنقرة للموالين في القارة السمراء.
كما كشف عن أسماء 12 شركات كبرى يتخذها أردوغان ذراعا للعبث في أي بلد أفريقي يسعى للنيل منه، وهي: شركة منصات البترول التركية، وشركة إدارة أسواق الطاقة، ومكتب البترول التركي، و الخطوط الجوية التركية، و شركة أوبيت لمنتجي البترول.
وأيضا أرتشاليك للاستثمار، و شركة نقل البترول بالأنابيب، وشركة أورتورا المتخصصة في الأثاث المنزلي، و"بوك أوراسيا" للمنظفات، و"ابن سينا" للاستشارات الطبية.
ويضاف إليها "تيب" للاستثمار والتطوير العقاري، و"جول تاس" للحلول المتكاملة"، علاوة على آلاف الشركات الأخرى التي يسعى أردوغان من خلالها لاستكمال تفعيل أجندته في قارة تنوء أصلا تحت أوجاع الأزمات والحروب.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز