سياسة
لوموند: استراتيجية أردوغان تجلب لتركيا عزلة دولية
أردوغان يعرض جيش بلاده للخطر خلال العمليات العسكرية الخارجية غير المحسوبة وترك جيشه بدون غطاء جوي في سوريا أمام النيران الروسية
يدفع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزلته الدولية حالياً، ثمناً لاستراتيجيته الفاشلة في سوريا وليبيا، وتعريض جيش بلاده للخطر.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إنه في وقت أدخل أردوغان تركيا في علاقات باردة مع الغرب وخلافات مع روسيا، أصبحت بلاده تعيش في عزلة دولية، منبوذة شرقاً وغرباً بسبب العمليات العسكرية الخارجية لأنقرة.
ولفتت "لوموند" إلى أن العملية العسكرية الأخيرة التي تسببت في مقتل عشرات الأتراك بقذيفة روسية موجهة بالليزر (من طراز كيه إيه بي-1500 إل)، حيث كانت تحملها مقاتلة ساخوي سو-35 القادرة على اختراق أعماق 20 مترا.
وأدت الضربة الروسية إلى سحق المبنى الذي كان يلجأ إليه الجنود الأتراك في إدلب، آخر معقل للتنظيمات الإرهابية المسلحة التي تدعمها تركيا شمال غرب سوريا، ما تسبب في مقتل 33 عسكريا تركيا في أكبر خسارة تعرض لها الجيش التركي منذ عقود.
ووفقاً لـ"لوموند" فإن وضع الجيش التركي الهش في إدلب بات غير مستقر، حيث تم نشر ما يقرب من 10 آلاف جندي دون غطاء جوي، في المقابل فإن روسيا تتميز بغطاء جوي فريد، ما يكشف تضارب السياسة الخارجية والأمنية للرئيس أردوغان.
وأكدت أن أردوغان يعرض جيش بلاده للخطر بشكل دائم خلال العمليات العسكرية الخارجية غير المحسوبة، كما يعرض الشراكة الاستراتيجية مع موسكو، من جهة أخرى إلى الانهيار أيضاً بمواجهتها في سوريا، فضلاً عن عداء الأوروبيين عبر التلويح الدائم بإطلاق موجات اللاجئين على الشواطئ الأوروبية.
وبسياساته المتهورة، جعل أردوغان تركيا في موقف متناقض على الساحة الدولية ما تسبب في العزلة الحالية لأنقرة، إذ يضع قدما واحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ويترك الأخرى في الخارج، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أنه في أوج أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 2018، هدد أردوغان بشكل غير مباشر بمغادرة التحالف، مؤكداً أن تركيا تبحث عن "أصدقاء جدد"، في إشارة إلى روسيا، ولكن بتصرفاته الأخيرة فإنه قد خسر موسكو أيضاً.
وبحسب الصحيفة الفرنسية فإنه "في مواجهة القوة النارية الروسية في إدلب، يسعى أردوغان الآن للحصول على دعم عسكري من شركائه القدامى في أوروبا، ويقوم بابتزازهم بأزمة هجرة جديدة، ويدعو الناتو إلى المساعدة".
كما طالب أردوغان واشنطن بتركيب صواريخ باتريوت، التي كان ممنوع من الحصول عليها في السابق، بعد حصوله على صواريخ روسية (إس-400)، التي اختارتها أنقرة رغم عدم توافقها مع نظام الناتو الدفاعي.
ومن بين العوامل التي أثارت غضب الغرب تجاه تركيا، تفاخر أردوغان، في ديسمبر/كانون الأول الماضي على هامش مناسبة الذكرى السبعين لتأسيس (الناتو) في لندن، قائلاً: "اليوم، أصبحت تركيا قادرة على شن عملية لحماية أمنها القومي دون طلب إذن من أي شخص".
وقالت الصحيفة: "تلخص هذه الجملة وحدها رؤية السياسة الخارجية لأردوغان، المستعد للتدخل عسكريا على جميع الجبهات، وتأكد ذلك التهديد بتحدي تركيا قبل شهرين من قمة لندن، حلفاءها التقليديين بإرسال قوات إلى شمال شرق سوريا ضد إرادة الناتو.
وبعد شهرين، نشرت أنقرة معدات عسكرية وأرسلت جنودا أتراكا ومرتزقة سوريين إلى ليبيا، رغم أن الأمم المتحدة دعت إلى احترام حظر الأسلحة، ولكن أخلت تركيا بتعهداتها ولا تزال حتى الوقت الراهن تقدم أسلحة للتنظيمات الإرهابية المتحاربة في ليبيا لدعم حكومة طرابلس لفايز السراج.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز