صحف غربية: إعادة الانتخابات التركية ضربة للديمقراطية
إعلان إعادة الانتخابات وجّه ضربة جديدة للنظام الديمقراطي التركي المحطم بالفعل.
بعد سنوات من حكم الرئيس التركي رجب أردوغان وتزايد نزعته السلطوية، كان انتصار المعارضة في الانتخابات المحلية بإسطنبول بمثابة بارقة أمل على أن الديمقراطية لم تمت في تركيا، لكن قرار إلغاء النتيجة أطفأ تلك البارقة.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية خلال افتتاحيتها المنشورة، أمس، أن هزيمة حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، المدينة التي بزغ منها نجم أردوغان السياسي أولًا، بالغة الأهمية؛ فكانت بمثابة مؤشر على أن تركيا ما زالت متمسكة بالديمقراطية، غير أن قرار لجنة الانتخابات، التي يهيمن عليها أعضاء من الحزب الحاكم، قضى على ذلك.
- صحف أوروبية: أردوغان "ينقلب" على الديمقراطية ويشعل النار في تركيا
- أردوغان يستغل مؤسسات تركيا لتحصين قرار إعادة انتخابات إسطنبول
وأكدت الصحيفة البريطانية وجود عدة تبعات خطيرة لهذا القرار، أولها أن الأتراك ببساطة ربما سيفقدون الثقة بالسياسات الديمقراطية السليمة، وهذا تحديدًا أمر محتمل حال فوز الحزب الحاكم في إعادة الانتخابات، وقد شهدت البلاد اضطرابات مدنية تحولت إلى عنف في الماضي، وسقطت عدة وفيات خلال عام 2013 في مظاهرات منتزه جيزي.
كما يمكن أن تتفاقم أوضاع الاقتصاد التركي، خاصة أن التضخم قرب 20%، وتراجعت الليرة لأدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول مع أنباء إعادة الانتخابات، وتوجد تساؤلات بشأن قدرة البلاد على الدفاع عن نفسها خلال أزمة جديدة لليرة، كما أن هناك قلق المستثمرين الأجانب من رجل تركيا القوي الذي نصب صهره وزيرًا للمالية بدلًا من خبراء اقتصاد محنكين.
وقال الكاتب الأمريكي إيلي ليك: إن إجراء انتخابات جديدة في تركيا سيكون أمرًا غير مقبول بالنسبة لقطاع كبير من البلاد، التي خرجت في مظاهرات بعد هذا الإعلان، حتى إن كثيرا من الأتراك الذين لم ينتقدوا أردوغان سابقًا –من بينهم مشاهير– بدأوا يتخذون جانب المعارضة.
وأشار الكاتب الأمريكي خلال مقال له عبر وكالة "بلومبرج" الأمريكية أيضا إلى وجود انتقادات دولية قوية لقرار إعادة الانتخابات، وصدور إدانات من عدة وزراء أوروبيين فضلًا عن الاتحاد الأوروبي.
وتحت عنوان "ضربة أردوغان القاضية للديمقراطية التركية"، قالت الكاتبة الصحفية الأمريكية إليشا مالدونادو: إن الأتراك يشتعلون غضبا بسبب قرار إلغاء نتائج الانتخابات المحلية، التي جرت في 31 مارس/آذار، لتعاد ثانية، موضحة أن السبب في ذلك يرجع إلى غضب أردوغان وحزبه واعتراضهم على انتصار أكرم إمام أوغلو، العضو بحزب الشعب الجمهوري المعارض، بحجة وقوع تزوير.
وأشارت الكاتبة الأمريكية إلى أن أوغلو بالفعل أصبح يشغل منصب عمدة إسطنبول، لكن ستجرى انتخابات جديدة الشهر المقبل، ليصبح عمدة مؤقتا خلال هذه الأثناء.
وأكدت مالدونادو خلال مقالها المنشور بصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، أن تلك الخطوة وجهت ضربة جديدة للنظام الديمقراطي التركي المحطم بالفعل، مشيرة إلى أنه ليس صعبا رؤية رغبة أردوغان في خوض الانتخابات ثانية ومحاولة "الفوز" بإسطنبول؛ فهي العصب التجاري وأكبر المدن التركية، التي منحت أردوغان بدايته السياسية، عندما شغل منصب العمدة للفترة من 1994 إلى 1998.
وأشارت الكاتبة الأمريكية إلى أن إسطنبول الجديدة هي "طفل" أردوغان، حيث عمل على تحديثها خلال فترة ولايته، لكن هذا الربيع، الناس هناك أرسلوا له تحذيرا بأصواتهم، بعدما ساندوه لعقدين زمنيين، وكانت الرسالة تعبر عن عدم رضاهم بالطريقة التي يدير بها البلاد.
واستشهدت الكاتبة بما أخبرها به مسؤول سابق من حزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي، بشأن أن انتخابات البلدية "كانت بطاقة صفراء" من الناس للحزب، لكن يبدو أن الحزب عازم على عدم الاستماع للناس أو المستثمرين الأجانب؛ خاصة أن هذا القرار تسبب في انهيار الليرة بأكثر من 3% مقابل الدولار.
وأوضحت أن الأتراك بعثوا برسالة تحذيرية ثانية، الإثنين، عندما اندلعت احتجاجات في إسطنبول، رفضًا للإعادة، لافتا إلى المسؤول السابق أخبرها أن إعادة الانتخابات تمثل لحظة فارقة للبلاد.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز