مليشيات السراج تنتقم من أهالي صبراتة الليبية بـ"الفوضى"
فوضى وانفلات أمني، خطة تقودها المليشيات الموالية لحكومة فايز السراج غير الشرعية، لترهيب المواطنين في مدينة صبراتة، غربي ليبيا.
مصادر أمنية ليبية كشفت لـ"العين الإخبارية"، عن هروب 17 سجينًا خطرا من سجن البحث الجنائي في صبراتة ليلة أمس الجمعة، مشيرة إلى أن معظم الهاربين متهمون في قضايا قتل واعتداء على مواطني المدينة.
وأوضحت المصادر أن هناك تراخيًا في الإجراءات الأمنية المتخذة، مشيرة إلى تعمد الجهات المسؤولة عن السجن في تهريب النزلاء، وفق خطة لترويع أهالي صبراتة.
وكان رئيس المجلس التسييري لبلدية صبراتة رمزي مسعود، أطلق الأسبوع الماضي، صرخة غاضبة تجاه تلك المليشيات، التي سيطرت على مقدرات المدينة وبثت الرعب في نفوس الآمنين، كاشفًا عن استمرار انتهاكات المليشيات، والتي كان آخرها اختطاف ليبيين اثنين هما: امحمد مفتاح امحمد أبو صبيع، ومصطفى مفتاح امحمد أبو صبيع، من قبل مليشيا مسلحة داهمت منزلهما واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
وقال مسعود: إنه "في الوقت الذي كنا نتطلع فيه لبناء دولة مدنية يتمتع فيها المواطن بحقوق المواطنة الكاملة، فوجئنا منذ دخول قوات الوفاق لمدينة صبراتة بالانفلات الأمني".
وأكد أنه "حتى اليوم تعاني البلدية من سيطرة المليشيات المسلحة على مقدرات المدينة وبث الرعب في نفوس الآمنين، فقد تجاوز الظلم مداه وبلغ الصبر منتهاه"، محملا مسؤولية تلك الأفعال الإجرامية إلى وزارتي الداخلية والدفاع بحكومة فايز السراج الإخوانية.
إلا أن الميليشيات التي تسيطر على المدينة، انتقمت من رئيس المجلس التسييري، وأرغمت أعضاء المجلس لإصدار بيان لاحق، حجبت فيه الثقة عن المسؤول الذي عبر عن غضبه تجاه الانتهاكات المستمرة بحق المواطنين.
وتحاول مليشيات السراج الانتقام من بلدية صبراتة، التي انتفضت ضد الإخوان في الانتخابات البلدية التي أقيمت الأسبوع الماضي، ووجه خلالها أهالي المدينة ضربة للجماعة الإرهابية بانتخابهم "قائمة الزيتونة" وهي القائمة الوطنية المعتدلة، على حساب قوائم الإخوان.
واضطرت آلاف الأسر الليبية لمغادرة منازلها في مدن: صبراتة، وصرمان، والعجيلات الساحلية غربي العاصمة طرابلس، خلال عام 2020 بعد هجوم لمرتزقة سوريين بدعم من الطيران التركي المسير.
وارتكبت هذه المليشيات عددا من الجرائم أبرزها اقتحام سجون محتجز فيها عناصر وقيادات تنظيم داعش وإطلاق سراحهم، وتدمير المدن وحرق مؤسساتها.
عودة داعش
أحمد عبدالحكيم حمزة، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، قال في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن مدن صرمان وصبراتة وترهونة والعجيلات التي شهدت مواجهات مسلحة خلال العام سجلت أوسع موجة نزوح وتهجير قسري للمدنيين.
وأشار حمزة إلى أن سياسة الإفلات من العقاب تعد بمثابة تحريض على استمرار هذه الانتهاكات التي ترتكب يوميا بحق الليبيين.
وفي وقت سابق كشف مصدر أمني ليبي لـ"العين الإخبارية" عن تسرب عناصر متطرفة من تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة العجيلات -شرقي صبراتة.
ولفت إلى أن العناصر المتطرفة كانت خلايا نائمة في مدينة صبراتة وشاركت في الهجوم الذي شنته مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية على مناطق الساحل الغربي مارس/آذار الماضي.
وانتشر تنظيم داعش في صبراتة منذ عام 2014 إلى 2016، وأقام بها عددًا من الدوواين ومراكز التدريب لعناصر داعش الجديدة القادمة من عدة دول أفريقية وآسيوية، إلا أن المدينة انتفضت عليه وطردته منها.
وكانت تقارير أمنية سابقة أكدت أن من بين عناصر التنظيم النشطين داخلها عشرات ممن أخرجتهم المليشيات من السجن بعد دخولها المدينة وفلول التنظيم الفارة من شرقي البلاد ومن مدينة سرت، وأعداد ممن تم إطلاق سراحهم من سجن مليشيا الردع في طرابلس للقتال ضد الجيش الوطني.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز