هروب رضوان فايد بالهليكوبتر من السجن الفرنسي (القصة الكاملة)
"المجرم الهوليوودي" أبدى إعجابه بأفلام Point Break - Heat - Reservoir Dogs
لا تمتلك الشرطة الفرنسية دليلًا قويًا على مكان وجود "فايد"، فقط بعض الصور الملتقطة له في مقعد مجاور لسائق سيارة بجوار مركز تسوق.
يستلهم المجرم الجزائري رضوان فايد (47 عاما) جرائمه من أفلام الأكشن التي تقدمها هوليوود، حتى إن حياته نفسها تتشابه مع قصص تلك الأفلام، لذلك تشعر أنه يرى كل شيء من خلال عدسة كاميرا، حتى إن هروبه للمرة الثانية من سجن "دي ريو" بالقرب من باريس قد يكون تكريما أو إدانة لأفلام الأكشن في هوليوود التي يقتبس منها أفكار الجرائم؛ خاصة أن العملية الأخيرة بدأت وانتهت خلال أقل من 10 دقائق بسلاسة يحسده عليها مخرجو الأفلام أنفسهم.
- رضوان فايد.. معلومات جديدة عن "الدماغ" أخطر مجرمي فرنسا
- رضوان فايد.. أفلام هوليوود جعلته مجرما أسطوريا
حتى الآن لا تمتلك الشرطة الفرنسية دليلًا قويًا على مكان وجود "فايد"، فقط بعض الصور التي التقطت له في مقعد مجاور لسائق يمر بجوار مركز تسوق في ضواحي باريس الشمالية، حسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، لكن إحدى النظريات تتكهن بأن "فايد" في طريقه إلى إسرائيل.
يظن البعض أن جذور "فايد" العربية تحمل كراهية تجاه إسرائيل، لكن العكس هو الصحيح، إذ هرب من قبل إلى هناك بعد عملية سرقة عام 1997، ويقال إنه تخفى عن أعين الشرطة بالتنكر في هيئة يهودي أرثوذكسي، كما تعلم العبرية وصادق المافيا المحلية واستمع إلى نصائح جندي سابق، لينجح في عملية التخفي.
هروب هوليوودي
بدأت الأحداث الهوليودية الأخيرة مع رضوان، بظهور طائرة هليكوبتر في سماء السجن، الذي يقضي به عقوبة أعمال سرقة وتخريب، وحينما حلقت الطائرة على ارتفاع منخفض من سطح السجن، الذي افتتحه الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي منذ 7 أعوام فقط، قفز رجلان ملثمان من الطائرة وبحوزتهم رشاشات كلاشينكوف، بينما بقي رجل ثالث في الطائرة الهليكوبتر مع الطيار.
وبعد نجاح الملثمان في استخدام طرق سرية داخل السجن وفتحا الأبواب المغلقة أمامهما، وصلا إلى غرفة الزيارات بالسجن حيث يتواجد "فايد" مع حارس واحد فقط، رغم أن المعتاد وجود حارسين، لكنه يوم الأحد حيث يتم تخفيف الحراسة إلى حارس واحد فقط، لكن الغريب أن الحارس لم يكن يحمل سلاحا، وهو ما سهل عملية الاختطاف، ليركب "فايد" الهليكوبتر دون أي تبادل إطلاق نار.
أثارت السلاسة التي تمت بها عملية هروب "فايد" اضطرابًا واضحًا في فرنسا، خاصةً مع الانتقاد، الذي وجه إلى الحكومة الفرنسية لعدم كفاءة الاحتياطات الأمنية في السجن، وعدم وجود شبكة مضادة للطائرات تغطي السطح.. على الجانب الآخر يعيش "فايد" أفضل أيام حياته بعد إتمام خطته هروبه على أكمل وجه، بعد نجاحه في تنفيذ جريمة سينمائية جديدة.
حياة حافلة
في أوائل التسعينيات، استوحى "فايد" أول جريمة سرقة بنك له من فيلم Point Break الذي صدر عام 1990 وشارك في بطولته كيانو ريفز وباتريك سوايز، وفي هذه الفيلم ارتدى اللصوص أقنعة تشبه وجوه الرؤساء الأمريكيين، أما في النسخة الإجرامية التي نفذها "فايد" ارتدى هو ومعاونوه أقنعة لوجوه رؤساء فرنسا، منهم فاليري جيسكار، شارل ديجول، حتى إنه استعار مقطعا شهيرا من الفيلم الأمريكي "شكرًا لتصويتكم لي".
تكرر الأمر مع جريمة جديدة، وهذه المرة كانت سطوا مسلحا على شاحنة أمنية، استوحى "فايد" فيها الجريمة من فيلم Heat للممثل العبقري روبرت دي نيرو، وحسب كتاب Braqueur أو "السارق" الذي نشره فايد عام 2010، ذكر الأخير أنه قابل مخرج الفيلم مايكل مان بالفعل وأبدى إعجابه الشديد به، بل إنه شاهد الفيلم أكثر من 100 مرة مع معاونيه كي يقلدوا ما شاهدوه بدقة.
لكن مايكل مان لم يكن صاحب التأثير الوحيد على "فايد"؛ فهو يدين للمخرج كوينتن تارنتينو وفيلم Reservoir Dogs بالكثير، ويرى أن منع الأفلام السينمائية سيقلل الجرائم بنسبة 50%.
الهروب الأول
لو عدنا بالزمن 5 أعوام، سنجد أن هروب "فايد" بالهليكوبتر من سجنه بمثابة الجزء الثاني للحادث الذي سنتحدث عنه الآن؛ أثناء انتظار الأخير محاكمته في سجن "سيكودين" شمال فرنسا، أخرج "فايد" مدفعا رشاشا من حقيبته وأطلق بضع رصاصات في الهواء، ثم اصطحب 4 حراس كرهائن، وكانت "علبة المناديل" التي يحملها تحتوي على متفجرات بلاستيكية استخدمها لتفجير بوابات السجن خلال هروبه، إلا أن الفترة التي قضاها خارج السجن لم تدم أكثر من 6 أسابيع، وبعدها تم إلقاء القبض عليه.
عدو فرنسا الأول
جرائم "فايد" المتكررة أكسبته لقب عدو فرنسا رقم واحد، فقد بدأ الجريمة منذ أن كان في الثامنة بالاتجار في المخدرات، ورغم ذلك اعترف الفرنسيون بأن "كاريزما" فايد حالت دون كراهيته؛ حتى الشرطة المسؤولة عن إلقاء القبض عليه اعتبرته رجلا لطيفا رغم كل جرائمه لأنه لا يسفك الدماء، لكن بعض التحريات تشير إلى العكس أحيانًا.
مع افتراض نجاح "فايد" في الهرب إلى إسرائيل، سنكون أمام "مسألة وقت" قبل أن يعود إلى الأضواء من جديد لتقليد واحد من أفلامه المفضلة في جريمة جديدة تهز العالم بأكمله.