صرخة والدة إحدى ضحايا الطائرة الإثيوبية وسط الحطام: "أريد رؤية ابنتي"
مثلها مثل الكثير من الأمهات الإثيوبيات، تتوجه والدة المضيفة الجوية الإثيوبية "إينيتو جرما" إلى موقع تحطم الطائرة للبحث عن ابنتها.
مثلها مثل الكثير من الأمهات الإثيوبيات، تود والدة إحدى مضيفات طائرة الخطوط الإثيوبية أن تحمل جثمان ابنتها وتقوم بدفنها حتى تتلقى العزاء.
وكانت الابنة ضمن طاقم الطائرة الإثيوبية المنكوبة التي سقطت في منطقة "دوبي" شرق ببيشفتو بإقليم أوروميا، الأحد، في أثناء اتجاهها من أديس أبابا إلى نيروبي، ولقي 157 شخصاً مصرعهم.
وما كان من والدة المضيفة الراحلة "كببيش" إلا أن ذهبت وأقاربها إلى موقع تحطم الطائرة في ضاحية "دوبي" بشرق بيشفتو، ولكن ما وجدته لم يكن في حسبانها، فقد كانت تحلم بأن تجد جثمان ابنتها وتقوم حسب المراسم الإثيوبية بمواراتها الثرى، لكن كانت الطامة الكبرى اكتشافها عدم وجود جثمان ولا أي أجزاء واضحة من الطائرة.
وقامت كببيش، والدة المضيفة، بزيارة لموقع الطائرة المحطمة، وطالبت فرق عمليات الإنقاذ مساعدتها في إيجاد جثمان ابنتها لتقوم بدفنها، وكانت تهتف قائلة: "رجاءً أعطوني ابنتي، رجاءً ابحثوا معي عن ابنتي، رجاءً أريد أن أرى ابنتي".
بهذه العبارات الحزينة كانت تنادي "كببيش" الجميع وطلبت مساعدة كل من هناك، ولكن لا أحد يستطيع تلبية رغبة والدة الراحلة "إينيتو".
وتابعت الأم عمليات الحفر دون أن تعرف لمن هذه الأجزاء التي كانت تقوم بتجميعها جمعيات الصليب الأحمر وبعض الفرق التي كانت تعمل في الموقع، ولكن "كببيش" مصرة على أن أجزاء من هذه الجثث لابنتها وقالت: "رجاءً ابحثوا قد تكون هذه لابنتي، أو هذه لابنتي".
وظلت الأم تهتف لساعات والكل يبكي تعاطفا معها دون إيجاد طريقة لمساعدتها، ففي الطائرة الإثيوبية المنكوبة بيونج 737 رحلة رقم 302، لم يجد أي شخص جثمان الشخص الذي يبحث عنه، وكانت الأمهات يبحثن عسى أن يجدن شيئا يذكر من بقايا أبنائهن.
ظلت "كببيش" تبكي وتحاول أن تجد من يبحث لها عن جثمان ابنتها، ولكن لم يكن أحد يجيب، فعادت أدراجها دون أن تجد أي ملامح لابنتها الراحلة بين الركام.
وكانت "إينيتو جرما" مضيفة في الخطوط الإثيوبية وتبلغ من العمر 24 عاما، وتحمل شهادة جامعية بدرجة البكالوريوس في مجال علم الأحياء وكانت متفوقة في دراستها، وقبل عامين التحقت بالخطوط الجوية الإثيوبية لتعمل كمضيفة وتساعد أسرتها البسيطة.