إثيوبيا في أسبوع.. ملتقى اقتصادي مع الإمارات وشغب بإقليم "أوروميا"
شهدت الأيام الماضية تناميًا للعلاقات بين إثيوبيا والإمارات سياسيًا واقتصاديًا عبر زيارة لرئيس الوزارء، أبي أحمد، وكذلك ملتقى اقتصادي.
شهدت الأيام الماضية تناميًا للعلاقات بين إثيوبيا والإمارات سياسيًا واقتصاديًا عبر زيارة لرئيس الوزراء، أبي أحمد، وكذلك انعقاد ملتقى اقتصادي بين البلدين اللذين يجمعها تاريخا من التعاون.
فيما كانت أحداث شغب في إقليم أوروميا، وسط غرب البلاد، هي الأبرز على المستوى الأمني، حيث أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم أجنبيان.
وتعد العلاقات الإماراتية الإثيوبية متينة ومتجذرة، وتشهد تطورا ملحوظا في مختلف الأصعدة، وتوجت أواصر الصداقة والأخوة والمصالح المشتركة العلاقات بين البلدين، إضافة إلى الرغبة الصادقة لقيادات البلدين بالتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات بين البلدين بدأت في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورئيس الوزراء الإثيوبى الراحل مليس زيناوي، وافتتحت إثيوبيا أول قنصلية تابعة لها في الإمارات عام 2004، ثم قامت الإمارات في عام 2010 بفتح سفارة لها في أديس أبابا، تبعتها إثيوبيا بفتح سفارة لها في أبوظبي 2014.
آبي أحمد في الإمارات
مثلت زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، الأربعاء، إلى الإمارات ولقاؤه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الحدث السياسي الأبرز، حيث حظيت الزيارة باهتمام إعلامي كبير من وسائل الإعلام المحلية في أديس أبابا.
ووصفت بأنها تأتي إثر النقلة الكبيرة للعلاقات بين البلدين خلال الفترة القصيرة الماضية.
ووفق محللين تحدثوا للتلفزيون الإثيوبي الرسمي، فإن آبي أحمد استطاع أن يؤسس علاقات شخصية قوية تجسدت في الانسجام والتفاهم الكبير بينه والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورأوا أن ذلك سينعكس بدوره على مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وبحث رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال زيارته، للإمارات، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وإمكانات وسبل تنميتها في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا التي تخدم البلدين.
ملتقى اقتصادي
وبالتوازي مع الزيارة، انطلقت في أديس أبابا فعاليات ملتقى الأعمال الإماراتي الإثيوبي بدورته الثانية بأديس أبابا، بمشاركة المسؤولين ورجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص في البلدين.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قال عبدالله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية بدولة الإمارات، إن مشاركة 80 شركة إماراتية في ملتقى الأعمال خير دليل على رغبة أبوظبي في تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية مع أديس أبابا.
وأشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ حاليا حوالي 850 مليون دولار أمريكي، وأن صادرات الإمارات إلى إثيوبيا بلغت في السنة الماضية 200 مليون دولار أمريكي.
ولفت إلى أن حجم صادرات الإمارات إلى إثيوبيا شهد زيادة بلغت 46% مقارنة بعام 2017 وإن أديس أبابا تعتبر مدخلا للإمارات إلى باقي الأسواق الإفريقية.
وتفاءل اقتصاديون في أديس أبابا بالمشاركة الواسعة والكبيرة لوفد رجال الأعمال والشركات الإماراتية في ملتقى الأعمال، وكذلك معرض إثيوبيا التجاري الدولي.
وقال سلمون جزاهينج، الخبير الاقتصادي الإثيوبي، إن قدوم وفد ضخم من رجال الأعمال والشركات الإماراتية لأول مرة في إثيوبيا بهذا الحجم، يمثل نقلة كبرى وثمار تفاهمات بين قيادة البلدين التي تطمح في دفع العلاقات الاقتصادية لتكون مكملة للعلاقات السياسية والدبلوماسية المتميزة التي تقفز إلى مستويات عليا منذ تولي آبي أحمد رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان العام الماضي.
وأعرب جزاهينج، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عن تفاؤله بمستقبل واعد للعلاقات الاقتصادية مع الإمارات، خاصة أنها تمثل مركز تجارة عالميا فضلا عن الإمكانات الإماراتية الهائلة من رأس المال الذي يمكن استثماره في إثيوبيا.
منطقة تجارة حرة
وصادق البرلمان الإثيوبي، الخميس، على اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الإفريقية الحرة.
وكانت إثيوبيا وقعت من بين 49 دولة أفريقية في مارس/آذار 2018 بالعاصمة الرواندية كيغالي اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الأفريقية الحرة.
وتهدف الاتفاقية إلى زيادة وتعزيز التعاون الاقتصادي، وإزالة المعوقات والقيود الخاصة بتجارة السلع، بما فيها السلع الزراعية؛ وخلق ظروف مواتية لزيادة وتشجيع الاستثمارات، وتنمية التجارة.
أحداث عنف
وشهد إقليم أوروميا الإثيوبي، الثلاثاء، أعمال عنف أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم أجنبيان.
وقال رتا بلاتشو، نائب مفوض شرطة إقليم أروميا، وسط إثيوبيا، إن منفذي الهجوم هم عناصر من جناح "شني" في جبهة تحرير أورومو المعارضة.
وأوضح بلاتشو، خلال مؤتمر صحفي، أن الشرطة تتعقب الجناة وستقدمهم للعدالة في أقرب وقت، مشيراً إلى أن المسلحين من جناح "شني" التابع لجبهة تحرير أورومو قاموا بإطلاق النيران على سيارة تقل 5 أشخاص بينهم أجنبيان من الهند واليابان، في منطقة "نجو" غربي أديس أبابا، وبعد ذلك أضرم المسلحون النار في السيارة بعد قتل كل من فيها.
وشهدت مناطق عدة بإقليم أوروميا أعمال عنف خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، صحبتها عمليات نهب لعدد من البنوك الحكومية والخاصة، وابتزاز الأهالي، وترويعهم بالقتل.
وأوضحت تقارير صحفية إثيوبية أن هذه الجماعة قامت بسرقة حوالي 18 بنكا حكوميا وخاصا في مناطق غرب ولجا، وقيليم ولغا ، وهورو غودور.
وتسبب المسلحون من جناح "شني" في أضرار بالممتلكات الخاصة والعامة، فضلا عن إغلاق الطرق، ما أثر على حركة الإثيوبيين.
وتشهد منطقة "نجو وللقا" بإقليم أوروميا التي تبعد بـ328 كيلومترًا غربي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين الحين والآخر مشاكل أمنية وأعمال عنف جراء انتشار السلاح بالمنطقة.
ويتمتع إقليم "أوروميا" بحكم شبه ذاتي، ويتبع الكونفدرالية الإثيوبية المكونة من 9 أقاليم، التي بدأت الحكم الفيدرالي بعد سقوط نظام منغستو هايلي ماريام عام 1991.
ويعد الإقليم، الذي يحيط بالعاصمة أديس أبابا، عصب الحياة الاقتصادية للدولة، فضلاً عن تداخلاته مع 6 أقاليم رئيسية، وهو سلة غذاء الشعوب والقوميات الإثيوبية ومصدر رئيسي لاقتصاد إثيوبيا.