إرهابي نيوزيلندا..رحلة مغلفة بـ"الهدوء" من دنيدن إلى مجزرة كرايستشيرش
برووك إحدى جيران الإرهابي تارانت قالت إنه كان هادئا للغاية فلم يكن هناك أصدقاء يزورونه، ولم تكن لديه وظيفة
عندما انتقل الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت إلى المنزل ذي اللون الرمادي الواقع على منحدر صغير في مدينة دنيدن عام 2017، أخبر زوجين شابين يسكنان على مقربة أنه سافر حول العالم، وأنه يتطلع للاستقرار.
وقال إن هذه المدينة الهادئة المحاطة بالتلال وميناء صغير بأيسلندا الجنوبية تمكنت من اجتذابه، وكان من الرائع سماع أن شابا كثير السفر في نهاية العشرينات اختار هذه المدينة لبناء حياة فيها.
- مسلمو نيوزيلندا.. جزء من نسيج اجتماعي فعال لا ينفصم
- فلسطينيون يؤدون صلاة الغائب بالأقصى على شهداء هجوم نيوزيلندا الإرهابي
عشرات الأشخاص الذين تواصلوا معه قالوا: إن الوافد الجديد أسس حياة تقوم على أعمال روتينية فردية، وكان يلقي التحية بطريقة مهذبة ويلوح للجيران ويقوم بعدة زيارات لصالة ألعاب رياضية قريبة. ليس هذا فقط، بل حتى إن إيجار شقته الخاوية إلا من فراش وحيد، كان يدفعه في موعده بالضبط.
برووك، إحدى جيران تارانت، قالت إنه كان هادئاً للغاية ولم تسمع أبدًا أي صوت من منزله، فلم يكن هناك أصدقاء يزورونه، وليس له وظيفة أو حبيبة، مضيفة: "كان هادئًا على نحو غريب. لا تسمع أي شيء.. لا موسيقى، لا شيء. ولم يأت أي شخص لزيارته. كان دائمًا بمفرده".
لكن في الجانب الآخر، يبدو أن الإرهابي كان يخطط بمذبحته، حيث تدرب على استخدام البنادق نصف الآلية في نادٍ للسلاح يقع على بعد 45 دقيقة بالسيارة من جنوب مدينة دنيدن، وكان يمارس تمرينات بأوزان تصل لـ440 رطلا داخل صالة ألعاب رياضية تطل على حضانة للأطفال المسلمين بالجهة المقابلة للشارع.
ترانت ولد في مدينة جرافتون الأسترالية، جدته ماري فيتزجيرالد (81 عامًا) قالت لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنها تتذكره بأنه "صبي لطيف" في السنوات الأولى التي كانت تجالسه فيها.
تارانت وصف عائلته في المانيفستو بأنها من أسر "الدخل المنخفض"، وعام 2010، انتحر والده (49 عاما) بعد تشخيص حالته بالإصابة بالسرطان، ويبدو أنه تمكن من السفر حول العالم بمفرده من إرث أبيه.
وعمل تارانت مدربا شخصيا بصالة ألعاب رياضية في جرافتون بين عامي 2009 و2011، وقال مديرها تريسي جراي لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، إنه عمل ببرنامج التدريب المجاني للأطفال من المجتمعات التي تضررت بشدة من حالات الإفلاس في قطاع صناعات الألبان وانخفاض المعونات الزراعية، لافتًا إلى أنه لم يكن يظهر عليه أي اهتمام بالأسلحة النارية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حصل على رخصة سلاح، وفي الشارع التالي، اشترى أول سلاح له من متجر "جن سيتي"، أحد أكبر متاجر السلاح في البلاد، ثم اشترى 3 قطع إضافية حتى مارس/آذار 2018، بحسب مدير المتجر ديفيد تيبل.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز