احتفالات مسيحيي إثيوبيا بعيد الميلاد.. تاريخ مختلف وطقوس فريدة
المناطق الريفية في إثيوبيا تتميز عن المدن باحتفالاتها الخاصة حيث تنظم مباريات الهوكي وسباقات خيل، مما يعطي للاحتفال طعما خاصا
يحتفل مسيحيو إثيوبيا بعيد ميلاد المسيح، الثلاثاء، 7 يناير/كانون الثاني، في وقت تبدأ فيه دول العالم الاحتفال منذ 25 ديسمبر/كانون الأول، حيث تتمسك البلاد بتقويم الكنيسة القبطية المعروف محليا بالتقويم الإثيوبي.
وتتكون السنة الإثيوبية من 13 شهرا، يبلغ عدد أيام شهورها الـ12 الأولى 30 يوما، فيما يبلغ عدد أيام الشهر الثالث عشر، 5 أيام (أو 6 أيام في العام الكبيس الذي يأتي مرة كل 4 أعوام)، ويسمى في إثيوبيا شهر "باغمي".
ويتوافق عيد الميلاد في إثيوبيا والمعروف بـ"قنا"، مع طقوس دينية وصلوات خاصة واجتماعات عائلية واحتفالات شعبية؛ أبرزها وضع شجرة الميلاد في الأماكن العامة وأمام مداخل المحلات التجارية، فضلا عن تبادل الهدايا وتناول العشاء، وتمنح الحكومة هذا اليوم عطلة رسمية.
أشجار الكريسماس سيدة الاحتفال
رغم الاعتقاد السائد عند بعض الإثيوبيين بأن وضع أشجار الكريسماس في عيد الميلاد ليس من الثقافة الوطنية، فإن الفكرة تجد رواجا واهتماما كبيرين لدى كثير من المسيحيين الإثيوبيين، اعتقادا منهم أن وضع الأشجار يسعد الأطفال والأسر ويجلب البركة.
وتحتل شجرة الكريسماس مكانة عظيمة عند مسيحيي إثيوبيا، فتزين بها المداخل الرئيسية للمباني الكبيرة ومراكز الأسواق، خصوصا العاصمة أديس أبابا، التي تتلألأ شوارعها ليلا بالأشجار المضيئة في مشهد بهيج يلفت أنظار المارة.
الملابس الشعبية البيضاء
وضمن استعدادات مسيحيي إثيوبيا لعيد الميلاد، شهد سوق "شروميدا" للملابس الشعبية بإثيوبيا، وسط العاصمة، ازدحاما، ورغم تعدد القوميات الإثيوبية لأكثر من 80 قومية ويتبع ذلك تعدد أزيائهم الشعبية من الألوان والتطريز، فإن العيد يوحدهم بارتداء ملابس بيضاء، وهي ما تميزهم في هذا اليوم.
ويرتدي معظم الرجال شالات يدوية محلية الصنع، تتكون من طبقتين تعرف محليا باسم "الكوتا"، وهي عبارة عن قطعة قماش من القطن الأبيض الخفيف المطرز، بينما تقوم النساء بارتداء طرح كبيرة مطرزة تعرف محليا باسم "نطلى".
سوق المواشي والدواجن
يمثل العيد في إثيوبيا مناسبة مهمة للزواج، كما يفضل معظم الإثيوبيين التشارك في شراء ذبيحة، (10 أو 12 شخصا)، بدلا من شراء اللحوم من الجزارين، ومن ثم ذبحه وتقسيمه بالتساوي فيما بينهم، وهو ما يطلق عليه في اللغة الأمهرية اسم "كرشة".
وشهد سوق المواشي والدواجن والمحلات التجارية الأخرى بالعاصمة أديس أبابا، حركة رواج منذ أسبوعين، حيث اكتظ المعرض الرئيسي بأديس أبابا بأقفاص الدواجن.
وتتزاور العائلات ويتناول أفرادها طعام الغداء أو العشاء معا للاحتفال بعيد الميلاد الذي يسبقه صوم لمدة 40 يوماً.
الريف الإثيوبي يعطي لعيد ميلاد المسيح طعما مختلفا
تتميز المناطق الريفية في إثيوبيا عن المدن باحتفالاتها الخاصة، حيث تنظم مباريات الهوكي التقليدية، وسباقات خيل، ما يعطي للاحتفال طعما خاصا؛ لذا يحرص معظم الإثيوبيين على الاحتفال بالعيد في الريف، وهو ما يتيح للأطفال فرصة الخروج وممارسة الألعاب.
وبالاختلاف في الألعاب والبرامج، يتم التركيز في الريف على الأطعمة التقليدية مثل "دورو وط"، وهو حساء دجاج ساخن مع البيض المسلوق.
وتحتفل بعيد الميلاد كل الطوائف الإثيوبية؛ كل على طريقته، وبحسب المتبع في إثيوبيا، فإن الجهات الرسمية لا تهتم بحضور المناسبات الدينية إلا الأعياد الكبرى كعيد الصليب، وعيدي الفطر والأضحى للمسلمين.
والكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية، مشرقية انفصلت عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية عام 1959، حين منح البابا كيرلس السادس رئيسها لقب بطريرك.
aXA6IDMuMTMzLjE0NS4xNyA=
جزيرة ام اند امز