"حالة رهائن".. وكالة إثيوبية تندد بـ"انتهاكات" ضد لاجئين إريتريين
أعربت وكالة شؤون اللاجئين والعائدين الإثيوبية، اليوم الخميس، عن قلقها لأوضاع اللاجئين الإريتريين في إقليم تجراي شمالي البلاد.
وقالت الوكالة، في بيان لها حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، "لا يزال وضع اللاجئين الإريتريين في معسكر ماي – طبرا بإقليم تجراي مصدر قلق بالغ"، ووصفت حالة هؤلاء بأنها ترقى إلى "حالة الرهائن".
وأضافت أنه عقب انسحاب الجيش الإثيوبي ودخول جبهة تحرير تجراي "الإرهابية" إلى المناطق التي تستضيف اللاجئين الإريتريين، تم الإبلاغ حتى الآن عن مقتل ستة لاجئين على الأقل على أيدي مسلحين.
وحول تلك الأوضاع ذكر البيان أنه، "في انتهاك للقانون الإنساني الدولي استهدف المتمردون (جبهة تحرير تجراي) مخيمات اللاجئين بقذائف المدفعية الثقيلة فضلا عن مصادرة سيارات الإسعاف وتدمير البنى التحتية وتحويل المراكز الصحية الخاصة بالخدمة الإنسانية الى إستخدامات عسكرية، ونتيجة لذلك تم الإبلاغ عن وفاة لاجئين اثنين على الأقل بسبب نقص الخدمات الصحية".
وأشارت الوكالة إلى أن الوضع في مناطق اللاجئين بإقليم تجراي آخذ في التدهور ، وقالت إن "ممتلكات الوكالة وشركاء آخرين تعرضت للنهب بما في ذلك مستودعات برنامج الأغذية العالمي ومصادرتها، فيما يُجبر اللاجئون على تقديم تبرعات عينية وأموال للمتمردين".
ولفتت الوكالة في بيانها، إلى أن هناك تقارير عن نقل قسري للاجئين بأعداد كبيرة إلى مواقع مجهولة ومحاولات لنقل بعضهم إلى معسكرات هيتساتس وشيملبا في إقليم تجراي التي تم إغلاقها في أعقاب الهجمات التي شنتها جبهة تحرير تجراي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأكدت الوكالة أنها تعمل بجهود متسارعة لإنشاء مخيمات جديدة في منطقة دابات بشمال جوندر في إقليم أمهرة، بعد أن حصلت الوكالة على 91 هكتارًا من الأراضي لإنشاء المخيمات للاجئين الفارين من منطقة الصراع.
وتابع البيان أن الوكالة حصلت على إذن ودعم كامل من السلطات المحلية لاستخدام المدارس كملاجئ مؤقتة، مؤكدة على أنه تم نقل خدمات الإغاثة الأساسية إلى المنطقة وبدأت باستقبال اللاجئين واستضافتهم في المدارس والتغذية.
وناشدت الوكالة في بيانها ، المجتمع الدولي بدعم مساعيها لإنقاذ اللاجئين من الخطر الوشيك الذي يواجهونه وتجنب وضع الرهائن، كما دعت إلى دعم جهودها في التحقيق في الجرائم المرتكبة بحق اللاجئين .
في ذات السياق، أدان مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في بيان له الخميس ، الهجمات التي تشنها جبهة تحرير تجراي "الإرهابية"، على قوافل المساعدات الإنسانية التي تمر عبر إقليم عفار (جنوب شرق) إقليم تجراي، قائلا إن هذه الهجمات بأنها تهدف لتحقيق "مكاسب سياسية".
كما دعا آبي أحمد المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الهجمات على قوافل المساعدات الإنسانية، واستفزازات جبهة تحرير تجراي لقوات الجيش الإثيوبي ومحاولات جره إلى مواجهات من من خلال استخدام الجنود الأطفال والمدنيين المسلحين .
وذكر البيان أن الحكومة الإثيوبية تعمل بلا كلل بالتعاون مع شركاء التنمية لضمان استمرار المساعدات الغذائية والأدوية للمحتاجين في إقليم تجراي.
وفي الـ28 من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت الحكومة الإثيوبية موافقتها على وقف إطلاق النار في إقليم تجراي من جانب أحادي، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، بعد طلب من الإدارة المؤقتة في الإقليم.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قال سابقا إن انسحاب الجيش من إقليم تجراي يرجع إلى حقيقة أن "جبهة تحرير تجراي"، "لم تعد تشكل تهديدا للبلاد، وهناك أولويات أخرى".
لكن مقاتلي جبهة تحرير تجراي التي يصنفها البرلمان الإثيوبي "إرهابية"، وقادتها في الخارج اعتبروا ذلك فرصة وهاجموا وحدات الجيش الذين كانوا في الحراسة والقوات الإقليمية.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أمر آبي أحمد بتنفيذ عملية عسكرية ضد "جبهة تحرير تجراي"، بعد مهاجمتها القاعدة العسكرية الشمالية.
ونجح الجيش الإثيوبي في توجيه ضربات متتالية لجبهة تحرير تجراي وهزيمتها في الكثير من المواقع حتى وصل إلى عاصمة الإقليم "مقلي"، في 28 من الشهر نفسه، لكن منظمات إنسانية وحقوقية تتهم أديس أبابا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في الإقليم، وهو ما تنفيه إثيوبيا.